فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس
تونس ـ أزهار الجربوعي
انطلقت ، الأربعاء، وتعد هذه المرة الأولى التي ينعقد فيها المؤتمر في عاصمة عربية، ويناقش المنتدى الذي يحمل شعار "عالم آخر ممكن"، الثورات والانتفاضات والحروب الأهلية والاحتجاجات التي هزت النظم السياسية في منطقتي المغرب والمشرق، إلى جانب التركيز
على محورية العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتشغيل ومكافحة الفساد.
ومن المقرر أن تختتم فعاليات المؤتمر يوم 30 آذار/مارس الجاري بمسيرة حاشدة لدعم القضية الفلسطينية لمناسبة يوم الأرض، فيما أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن السلطات الجزائرية منعت 96 ناشطًا من نشطاء المجتمع المدني الجزائري من السفر إلى تونس، من دون إبداء أسباب.
وتتواصل أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي طيلة 5 أيام في المركب الجامعي في المنار في العاصمة التونسية، وينتظر أن يبلغ عدد المشاركين 60 ألفًا ينحدرون من أكثر من 140 جنسية عربية وأجنبية، فضلا عن أكثر من 5000 منظمة غير حكومية ونقابية، ومن بين الضيوف زوجة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي والداعية طارق رمضان، فضلا عن مئات الشخصية المدنية والحقوقية.
وسيشهد المنتدى مسيرات وأنشطة للتعبئة ومبادرات تضامنية وورش عمل وندوات واجتماعات وأنشطة رياضية، إضافة إلى لقاءات وتظاهرات ثقافية، وتأخذ هذه الأنشطة أشكالًا حرة ومتنوعة من المحاضرات إلى العروض المسرحية والمناقشات و الشهادات و السيناريوهات.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر انعقاد العشرات من الاجتماعات التي تنظمها الشبكات والحركات و المنظمات الحاضرة في شكل مساحات وحلقات نقاش لبحث كيفية إيجاد أو دعم سبل التقارب من أجل بناء عالم آخر، وسيقام خلال هذا المنتدى تنظيم الدورة الثالثة لمنتدى الإعلام الحر.
في سياق متصل، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن السلطات الجزائرية تعسفت بشكل غير قانوني على الحق في حرية التنقل عندما منعت 96 ناشطًا من نشطاء المجتمع المدني الجزائري كانوا يعتزمون حضور المنتدى الاجتماعي العالمي، من السفر إلى تونس، من بينهم أعضاء في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، والنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية،و"نجدة المفقودين"، ومنظمات غير حكومية أخرى.
وقد افتتح المنتدى بجلسة عامة للنساء ضمت العشرات من الناشطات الحقوقيات المدافعات عن حقوق المرأة من مختلف دول العالم، في حين وجهت تونسيات الاتهامات إلى حزب "حركة النهضة الإسلامي" الحاكم بمحاولة الالتفاف على حقوق ومكاسب المرأة بعد الثورة.
وقد شاركت في افتتاح المنتدى، بسمة الخلفاوي زوجة المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد، الذي اغتيل في 6 شباط/ فبراير الماضي، والتي قالت إن بناء مجتمع عادل في تونس يستحق دماء شكري بلعيد، مشددة على أهمية المنتدى الاجتماعي العالمي في حشد وتوحيد كل القوى الديمقراطية والأصوات الحرة التي تنادي بالعدالة الاجتماعية وتدعو إلى إنصاف المضطهدين.
من جانبه، أكد وزير الشؤون الاجتماعية التونسي خليل الزاوية أن الدولة وفرت كل الإمكانات لإنجاح فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي الذي تحتضنه تونس لمدة 5 أيام، مشيرًا إلى أنه تم صرف أكثر من 3 ملايين دينار لتهيئة تونس لاحتضان هذا الحدث العالمي البارز لأول مرة في تاريخ أي دولة عربية.
وأشاد الوزير التونسي بجهود قوات الجيش الوطني وأعوان البلدية في التعهد بعمليات الصيانة والتهيئة إعدادا لاحتضان فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، مؤكدًا أن المنتدى الاجتماعي العالمي سيشهد مشاركة 1700 جمعية ومنظمة تونسية من مكونات المجتمع المدني وأنه من المنتظر حضور 30 ألف شخص من مختلف أرجاء العالم وأن ما يقارب 700 صحافي محلي وأجنبي سيقومون بتغطية الحدث، لافتًا إلى حضور شخصيات سياسية عالمية منها الوزير المكلف بالتنمية في الحكومة الفرنسية، باسكال دوفان، والوزير البرازيلي المكلف بالأمانة العامة جيلبرتو كارفالو، والامين العام للعلاقات الاجتماعية في دولة البرازيل بيدرو بونكتوال إلى جانب سفير الثقافة البرازيلي جيلبرتو ، فضلا عن المسؤول الفلسطيني نبيل شعث ورئيس بلدية جنيف.
وشدد وزير الشؤون الاجتماعية التونسي خليل الزاوية، على أن احتضان تونس لهذا الحدث العالمي الضخم دليل على صورتها الناصعة وعلى جهود حكومتها التي تمضي قدمًا نحو تكريس دولة أساسها علوية القانون وركائزها الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وجوهرها حقوق الإنسان.
من جهته، أشرف الوزير التونسي المكلف بالشؤون السياسية، نور الدين البحيري ووزير الداخلية لطفي بن جدو على جميع التحضيرات المتعلقة بالمنتدى الاجتماعي العالمي، حيث أكد الوزير نور الدين البحيري أن تونس حريصة بكل قواها ومؤسساتها ومكونات المجتمع المدني وبدعم من حكومة الثورة من أجل نجاح هذه التظاهرة، التي تتكرر مرة كل عشر سنوات.
وأكد منظمو المنتدى، أنه يهدف على صياغة مقترحات واستراتيجيات كفيلة بمناهضة الليبرالية الجديدة والهيمنة على العالم من قبل رأس المال وكل أشكال الإمبريالية، ويدعو هوغو براون، من الفرع الألماني لمنظمة "أتاك" المناهضة للعولمة، إلى إعفاء تونس من الديون، مستنكرا أن يقوم المواطنون التونسيون باستخلاص ديون النظام الفاسد للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ودفع فاتورة استبداده بدلا عنه.
يشار إلى أن "المنتدى الاجتماعي العالمي"هو الاجتماع السنوي الذي يعقده أعضاء الحركة العالمية لمناهضة العولمة بهدف تنسيق حملاتهم العالمية، وتبادل وتطوير المعلومات حول الاستراتيجيات التي يعملون وفقا لها، إضافة إلى التعارف فيما بين الحركات الناشطة في مختلف أنحاء العالم وماهية القضايا التي يتبنونها، وقد تم إنشاؤه خصيصا لمنافسة غريمها الرأسمالي الأكبر "المنتدى الاقتصادي العالمي" .
وقد انتظم المنتدى الاجتماعي العالمي الأول في البرازيل خلال الفترة الممتدة ما بين 25 و 30 كانون الثاني/ يناير 2001 في مدينة "بورتو اليغري"، وقد أشرفت على تنظيمه مجموعات مشاركة في حركة العولمة البديلة، منها الرابطة الفرنسية الداعية لفرض الضرائب على التحويلات المالية لمساعدة المواطنين، والمسماة "أتاك".