صورة للصبي السوري  اللذي قتل  لندن ـ سليم كرم أطلقت جماعة إسلامية النار على صبي سوري عمره 14 عاما أمام والديه مما أدى إلى قتله بتهمة الإساءة للرسول، وذلك بعدما قال "إنه حتى النبي لن يعطيه القهوة مجانًا". وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان "أطلق النار على محمد قطّاع في الوجه والرقبة بعد يوم من اعتقاله من قبل أعضاء جماعة إسلامية مرتبطة بتنظيم "القاعدة" في مدينة حلب الشمالية السورية.
وأظهرت الصورة الصادرة عن المرصد وجه محمد حيث تم تهشيم فمه ومنطقة الفك التي تسيل منها الدماء، وكذلك رصاصة في عنقه.

واتضح، الثلاثاء، أن قطّاع كان يعمل كبائع متجول في حي شاء في حلب عندما سمع ثلاثة من أفراد "الدولة الإسلامية في العراق وسورية"، وهي جماعة متشددة وهي معروفة باسم "جبهة النصرة"، الطفل وهو يتشاجر مع صديقهم بشأن حساب المشروبات.
ويعتقد أن الصبي أعطى لصديقه القهوة، ولكن الصديق أراد ان يدفع في وقت لاحق.
وقال رامي عبد الرحمن، الذي يرأس جماعة لحقوق الإنسان مقرها المملكة المتحدة لصحيفة "تايمز": "كان محمد يعمل على عربة في شارعه وقال لصديقه إنه لو نزل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لن يعطيه القهوة من دون مقابل".
وسمع المقاتلون الثلاثة هذه الجملة واتهموا الطفل بإهانة النبي.
وخطف المسلحون محمدًا، السبت، وأعادوه على قيد الحياة في الساعات الأولى من الأحد إلى عربته الخشبية، وكانت علامات الاصابة ظاهرة على جسده.
وتجمع الناس حوله، وقال عضو من لواء القتال "يا أهالي حلب، الكفر بالله هو الشرك وشتم النبي هو الشرك، من سب ولو مرة واحدة فسوف يعاقب مثل هذا الفتى"، ثم أطلق رصاصتين من بندقية آلية في وجود حشد من الناس، وأمام والدة الصبي ووالده".
وقال عبد الرحمن إن والدة الصبي توسلت للقتلة، الذين قالت إنهم قد لا يكونون من سورية، لأن لغتهم العربية مختلفة، ولو كانوا سوريين لما قتلو الصبي في الأساس".
وقال رامي عبد الرحمن "المرصد لا يمكنه تجاهل هذه الجرائم، التي لا تخدم سوى أعداء الثورة وأعداء الإنسانية".
وقال والد قطّاع إن الشباب شاركوا في التظاهرات المؤيدة للديمقراطية في حلب.
ومنذ العام الماضي، وقعت أجزاء كبيرة من المدينة تحت سيطرة الكتائب الإسلامية، بما في ذلك المرتبطة بـ "القاعدة"، "جبهة النصرة" ، فضلاً عن وحدات متمردة أخرى.

وعملت بريطانيا وفرنسا معًا، الشهر الماضي، لرفع حظر الاتحاد الأوروبي على شحنات الأسلحة التي يتم تزويد المتمردين السوريين بها، مما يتيح لهم المرونة لإرسال أسلحة إلى القوات ضد الرئيس بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الأحد، إن مثل هذا القرار لم يتم أخذه حتى الآن، ووعد للمرة الأولى بإعطاء المشرعين تصويتًا في البرلمان إذا ومتى كان.
لكن حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون منقسمة بشأن هذه المسألة، حيث يوجد لدى بعض الوزراء خوف من مثل هذه الخطوة التي قد تزيد من إراقة الدماء، وسحب بريطانيا إلى النزاع الذي طال أمده.
وتوجد هناك مخاوف من أن الأسلحة يمكن استخدامها من قبل المتطرفين الإسلاميين لارتكاب الفظائع مثل هذه الجريمة الأخيرة.
وفي تطور يثير الدهشة، الثلاثاء، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الأسد كان يمكن أن يتجنب حرب أهلية دامية، من خلال الاستجابة بسرعة أكبر لمطالب التغيير.
وكرر بوتين في تصريحات إلى القناة الروسية الرسمية الناطقة باللغة الإنكليزية "RT"، أن روسيا لا تعمل كمدافع عن الأسد، ولكنها تلقي باللوم على نطاق واسع على الغرب، لأنه سبب الاضطرابات العنيفة في الشرق الأوسط.
وضرب انتحاريان في الوقت نفسه ساحة دمشق المركزية، الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا على الأقل.
وقال ناشطون: إن أحد الانفجارات وقع داخل مركز الشرطة هناك وإن العديد من القتلى هم من رجال الشرطة.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مسؤول أمني قوله: إن 14 شخصًا قتلوا في الانفجارات الناجمة عن عمليتين انتحاريتين "إرهابية" قرب مركز للشرطة في ساحة المرجة الصاخبة في قلب العاصمة، وقال المسؤول: إن هناك 31 جريحًا أيضًا.
وأظهر تليفزيون الدولة لقطات من واجهات المحل المكسورة، وحطام السيارات في الساحة المركزية، كما شوهد مسعفون يحملون الجرحى على نقالات.

وتعتبر الهجمات في العاصمة هي الأولى منذ أن سيطرت القوات الحكومية المدعومة من مقاتلي جماعة "حزب الله" الشيعية في لبنان على القصير، وهي بلدة إستراتيجية في المنطقة الوسطى في حمص، وهي محور ربط دمشق مع معاقل النظام على ساحل البحر المتوسط.
بعد السيطرة على القصير قالت وسائل الإعلام السورية التي تديرها الدولة وقناة "المنار" المملوكة للحزب: إن النظام يستعد لهجوم تحت اسم "عملية العاصفة الشمالية لاستعادة حلب".