الرئيس المصري محمد مرسي، ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في لقاء سابق بينهما الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق رحبت حكومة جنوب السودان، بزيارة رئيس الحكومة المصرية الدكتور هشام قنديل إلى جوبا الخميس، حيث وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام الدكتور برنابا مريال بنجامين زيارة قنديل بـ"المهمة"، وأشاد بالدعم التاريخي الذي بقيت تقدمه مصر لبلاده في مجالات الصحة والتعليم وتدريب الكوادر، فيما كشف عن أن قنديل سيحمل دعوة من الرئيس المصري محمد مرسي للرئيس سلفاكير لزيارة مصر.
وكشف بنجامين في تصريحات إلى "العرب اليوم"، مساء الثلاثاء، أن جوبا ستستقبل، الأربعاء، وفد مقدمة قنديل، وأن رئيس الوزراء المصري سيرافقه وفد وزاري رفيع المستوى، مكون من 5 وزراء من بينهم وزير الخارجية محمد كامل عمرو، وسيعقد الوزراء من الجانبين جلسة مباحثات مشتركة يترأسها من جانب حكومة بلاده، نائب رئيس جنوب السودان الدكتور رياك مشار.
وأشاد الوزير الجنوبي، بالدعم الذي ظلت تقدمه مصر لبلاده في مجالات الصحة والتعليم وتدريب الكوادر، مضيفًا أن "لمصر مساهمات عدة، حيث أنشأت مراكز صحية متطورة في مدن بور وجوبا وواو، بالإضافة إلى مدارس منتشرة في عدد من مقاطعات بلاده، من بينها مدرسة كبيرة في ولاية جونقلي، يضاف إلى ذلك فرع جامعة الإسكندرية في مدينة التونج في ولاية واراب،  بالإضافة إلى مشروعات في مجالات العمل الزراعي، وأن ملف مياه النيل سيكون من بين أجندة الزيارة، حيث سيتم إجراء حوار شفاف يتم من خلاله تبادل الآراء والأفكار"، مؤكدًا أن "بلاده تدرك ما يحيط بالملف من تجاذبات، لكنها لكن تكون طرفًا في أي خلافات بشأن هذا الملف المهم، ويحتاج إلى حوار عميق، وأن الرئيس سلفاكير يتابع بدقة ترتيبات إنجاح الزيارة، حيث يلتقي في قصر الضيافة رئيس الوزراء المصري وأعضاء وفده الزائر".
وأكد بنجامين أن "العلاقات بين الشعبين المصري والجنوبي تاريخية وقوية، وأن بلاده حريصة على تحقيق المزيد من التقارب، وأن قنديل سيحمل دعوة من الرئيس المصري محمد مرسي لسلفاكير لزيارة مصر، وأن الزيارة بالنسبة إلى حكومة بلاده تُعد من الفرص المهمة لتقوية علاقات الجنوب مع مصر، التي لديها  تجارب متقدمة في مجالات التعليم والعمل الزراعي والصحي، وأن بلاده ستركز على الاستفادة القصوى من هذه التجارب، لصالح تنمية وتطوير قدرات الدولة الوليدة"، واصفًا الاتفاق على إنشاء لجنة عليا مشتركة بين البلدين ينتظر أن تنعقد أولى اجتماعاتها في العاصمة المصرية القاهرة بـ"الخطوة المهمة".
وتعد الزيارة هي الأولى لمسؤول حكومي مصري بهذا المستوى إلى جنوب السودان، منذ انفصاله عن السودان العام قبل الماضي، وتشهد الزيارة افتتاح مشروعات حيوية أنجزتها  مصر كهدية لدولة جنوب السودان، وتشمل عددًا من المدارس ومحطات تحلية مياه الشرب، إلى جانب مشروع إنارة عدد من شوارع عاصمة جنوب السودان جوبا بالطاقة الشمسية، وتطوير المستشفى المصري في المدينة ذاتها، ويتم خلال الزيارة  التوقيع على عدد من الاتفاقات في مجالات الزراعة والثورة الحيوانية وغيرها، ومن المقرر أن يرافق رئيس الوزراء المصري عدد من رجال الأعمال والمستثمرين، المهتمين بإقامة مشروعات استثمارية في دولة جنوب السودان.