رئيس جنوب السودان سلفاكير
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
احتفلت جمهورية جنوب السودان، الثلاثاء بعيد استقلالها الثاني في حضور رؤساء يوغندا يوري موسفيني ورواندا بول كاقامي، ووفد كيني تقوده وزيرة الخارجية إلى جانب نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، والرئيس البتسواني والرئيس الصومالي، ونائب رئيس الوزراء الزامبي ورئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو
أمبيكي الذي يرعي المفاوضات بين البلدين، وشارك السودان في الاحتفالات بوفد يقوده وزير الزراعة السوداني عبد الحليم المتعافي، ولم يشارك النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه في الاحتفالات كما توقع البعض.
هذا و حضر الاحتفال الذي أقيم في ساحة ضريح مؤسس "الحركة الشعبية "الراحل جون قرنق دي مابيور أعضاء السلك الدبلوماسي، وقادة البعثات الأممية العاملة في الجنوب، وجدد رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت في كلمته بهذه المناسبة التزام بلاده باتفاقات التعاون مع السودان وتنفيذها على الوجه المطلوب، وشدد على حل قضية منطقة أبيي المتنازع على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان عبر الحوار والآليات الموضوعة لتنفيذ الاتفاق الخاص بالمنطقة، وأعلن عن ترحيبه باقتراح الآلية الأفريقية رفيعة المستوي لحل الخلافات مع السودان ، وتعهد بان تشهد المرحلة المقبلة تركيزا على العمل التنموي والاهتمام بالزراعة بالتعاون مع الشركاء لخلق فرص عمل.
وقال سلفاكير "إنه سيقود حوارات مع معارضي حكمه لتحقيق المصالحة الوطنية لينعم المواطن في جنوب السودان بالأمن والاستقرار"، وأضاف "إنه سيبذل جهودًا مقدرة لحل بعض القضايا في الدول المجاورة مثل الكونغو الديمقراطية والسودان وأفريقيا الوسطى والصومال لأن استقرار تلك الدول هو استقرار لجنوب السودان والإقليم ككل".
كما تحدث في الاحتفال الرئيس اليوغندي يوري موسفيني الحليف القوي لحكومة جنوب السودان وأشاد بالطفرة التي تحققت في جنوب السودان خلال عامين من استقلاله، مؤكدا دعمه لحكومة جنوب السودان ولكل خطوات وبرامج التنمية و تحقيق الأمن والاستقرار.
ها وأكد رؤساء الصومال وبتسوانا ورواندا وأكدوا في كلماتهم أهمية حل حلافات جنوب السودان مع السودان عبر الحوار مطالبين بالتعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه دول القارة.
هذا ويقول الصحافي الحنوبي يوسف مايكل "إن ما يميز احتفالات هذا العام مستوى التنظيم الجيد، بالإضافة إلى المشاركة الرسمية والشعبية الواسعة".
وأضاف في تصريحات لـ"العرب اليوم" "إن المواطن حرص بشكل واضح على سماع كلمة الرئيس سلفاكير فيما يتعلق بالقضايا التي تهمه ومن أبرزها قضايا التعليم والصحة والمياه ، وقال إن خطاب الرئيس سلفاكير عالج بشكل واضح هذه القضايا"
وأضاف "إن المواطن تجاوب بشكل كبير مع خطاب الرئيس سلفايكير خاصة تعهده بان المرحلة المقبلة ستركز عل جوانب التنمية وإجراء حوار مع المعارضة".
وكان الأمين العام لـ"لحركة الشعبية" وهي الحزب الحاكم في جنوب السودان باقان اموم أقر بأن حزبه فشل في إدارة شؤون البلاد وقال اموم في ندوة عامة في جوبا "إن المشكلات الاقتصادية والأمنية كانت سببا في ذلك الفشل".
كما دعا حزب "جبهة الإنقاذ الديمقراطية المتحد" وهو حزب معارض دعا الحركة الشعبية في جنوب السودان إلى تسليم السلطة للشعب ليتسنى له انتخاب حكومة وقيادة جديدة لجنوب السودان ، كما طالب الحزب الشيوعي في جنوب السودان بتشكيل حكومة خلاص وطني لإنقاذ جنوب السودان من أزماته المتلاحقة.
ويواجه الرئيس سلفاكير و منذ توليه مقاليد السلطة في بلاده تحديات حيث يقول مصدر جنوبي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العرب اليوم" أبرزها صراع جنرالاته واستشراء الفساد والمحسوبية والصراعات القبيلية و ازدياد نفوذ المعارضة المسلحة في بعض الولايات خاصة ولايات جونقلي".
وكانت صحيفة "السوداني" الصادرة، الثلاثاء، أشارت ضمن متابعاتها لاحتفالات جمهورية جنوب السودان بعيد استقلالها الثاني إلى أن رئيس جنوب السودان ينوي إجراء تغييرات هيكلية للحزب الحاكم ولأجهزة الدولة ، وتوقعت الصحيفة بحسب بعض المصادر أن يعفي سلفاكير نائبه رياك مشار خلال الـ72 ساعة المقبلة بعد غضب مؤسسة الرئاسة من تصريحاته لصحيفة "الغارديان "البريطانية بشأن عدم نجاح سلفاكيرفي إدارة شان الجنوب وازدياد المشاكل خاصة القبيلة في عهد سلفاكير.
وكان سفالكير أمر بتوقيف وزير المال كوستا مانيبي ووزير شؤون الرئاسة دينق الور على خلفية تورطهم في قضايا فساد ، كما أقال الأيام الماضية الفريق تعبان دينق حاكم ولاية الوحدة الفريق تعبان دي اقوي حكام ولايات الجنوب وصاحب النفوذ لقبلي الواضح.
من ناحية أخرى يشكل التردي الاقتصادي تحديا كبيرا أمام الرئيس سلفاكير خاصة بعد قرار حكومة السودان الأخير الذي قضى بوقف تدفق نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية بسبب تورط جنوب السودان في دعم المتمردين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، و يعتمد الجنوب على عائدات البترول في موازنته بنسبة تفوق االـ 98% ، وكان وزير النفط السوداني عوض الجاز قال "إن بلاده مستعدة لاستمرار تدفق نفط دولة الجنوب عبر منشآت بلاده النفطية".
وأعرب الوزير لدى لقائه بعثة فنية كونها الاتحاد لحل خلافات الخرطوم وجوبا عن أمله في أن يلعب الاتحاد الأفريقي ومبادرة ثامبو امبيكي دوراً ايجابيا في الوصول إلى حل يسمح باستمرار تدفق النفط ومثل الاتفاق الأخير الذي تم بين النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان محمد طه، ونائب رئيس دولة جنوب السودان رياك مشار فرصة للتقارب وحل الخلافات بين البلدين .
ويذكر أن جمهورية انفصلت عن جمهورية جنوب السودان عن السودان في العام 2011م بعد الاستفتاء الذي جري وفقا لنصوص اتفاق السلام الموقع بين الشمال والجنوب في ضاحية نيفاشا الكينية في العام 2005م وقد صوت الجنوبيون بأغلبية كبيرة لصالح خيار الانفصال، إلا أن علاقات البلدين ومنذ ذاك التاريخ ظلت تشهد توترات متكررة وصلت إلى المواجهة العسكرية بينهما بعد هجوم الجيش الشعبي لجنوب السودان على منطقة هجليج السودانية الغنية في النفط العام الماضي .