غزة – محمد حبيب   أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د.خليل الحية، أن القمة العربية المصغرة بشأن إتمام المصالحة، المقرر عقدها في العاصمة المصرية القاهرة "ستضع حركة "فتح" في الزاوية". وقال الحية في تصريحات اذاعية مساء السبت، إن "ردة فعل حركة "فتح" في الضفة المحتلة على الطرح القطري بشأن عقد قمة عربية مصغرة غير مبررة؛ لاعتقادهم أنها ستضعهم في الزاوية".
وأضاف أن ما جرى في الضفة المحتلة، من إحراق عناصر حركة فتح مجسم الأمير القطري حمد بن خليفة، "لا يمثل الشعب الفلسطيني إنما هي ردة فعل فتحاوية غير مبررة".
ودعا الأمير القطري خلال كلمته في افتتاح القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة، في مارس/آذار الماضي، إلى قمة عربية مصغرة في القاهرة، تجمع حركتي "فتح" و"حماس"؛ لإتمام المصالحة المتعثرة منذ أكثر من ست سنوات.
وأشار الحية إلى أن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل هاتف أمير قطر عقب القمة العربية التي عقدت في الدوحة, وأعرب عن ترحيب حركته بأي جهد عربي يسعى وراء إنجاح المصالحة.
وتابع عضو المكتب السياسي لـ"حماس" "نرحب بأي جهد لإنهاء الانقسام، ونستغرب في ذات الوقت ردود الفعل الصادرة من حركة "فتح"، والاجراءات غير الاخلاقية على المترجمة على الأرض".
وعدَّ "أي رفض فتحاوي بشأن الجلوس في قمة عربية، يحمل دلالة قاطعة على الانطباع والمكنونات في الذهنية والوجدان (..)، إنهم يرون التمثيل الفلسطيني هكذا ولا ينظرون غيرهم كممثل عن الشعب".
وبشأن علاقة "حماس" بإيران، قال الحية إن "حركته لم تجد رفضاً من الجمهورية الإيرانية الإسلامية فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية ومقاومتها".
 وأعرب عن ترحيب حركته بأي دعم يخدم القضية الفلسطينية سواء من إيران أو غيرها، مؤكداً احترام "حماس" لليد الممدودة في سبيل دعم المقاومة وصمودها.
وأشار الحية إلى أن محور الخلاف بين "حماس" وإيران، يتمثل في موقف الأخيرة من الأحداث الجارية على الساحة السورية، مشدداً على أن حركته "لا تبني خصاماً مع أي طرف يدعمها".
وجدد قبول حركته الاسناد الايراني والعربي الداعم للمقاومة الفلسطينية وقضيتها، مضيفاً: "لم نجد من ايران رفضاً أو اختلافاً فيما يتعلق بهذا الخصوص".
في سياق متصل أكد طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في غزة، أن موعد القمة العربية المصغرة بخصوص الملف الفلسطيني، المقرر عقدها في العاصمة المصرية القاهرة "لم يحدد بعد".
وقال النونو في تصريحات صحفية السبت، إن موعد القمة العربية التي ستجمع حركتي حماس وفتح لإنجاز المصالحة لم يحدد بعد؛ بسبب تعنّت الأخيرة".
وأضاف أن رفض حركة فتح التعاطي مع أي مبادرات تطرح؛ لإنهاء الانقسام تسبب في تعطّل تحديد موعد القمة، التي جاءت بناءً على طرح أمير قطر حمد بن خليفة خلال كلمته بافتتاح القمة العربية في مارس/آذار الماضي.
وشدد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية الترحيب بالمبادرة القطرية، معرباً عن الاستعداد التام لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه بشأن المصالحة الفلسطينية، بشكل متوازٍ لكل الملفات كرزمة واحدة.
وأشار النونو إلى أن القيادة المصرية، ثمنّت موقف حركة حماس حول تحقيق المصالحة، واستعدادها لتنفيذ كل ما جرى وما سيجري التوصل إليه من اتفاقات بهذا السياق".
وفي سياق منفصل، كشف النونو عن مساع جادة بين حكومته والسلطات المصرية، فيما يتعلق بملف الأمن القومي وحماية الحدود بين مصر وغزة، موضحاً أن اتفاقاً جرى الاتفاق على خطوات أمنية تهدف إلى تعزيز التعاون في كل المجالات"ولفت النونو أن  تلك المساعي كشفت عمق العلاقة بين الجانبين المصري والفلسطيني، مستشهدا بالدور الذى لعبته القاهرة في تذليل العقبات وتوفير الأجواء المناسبة لإجراء انتخابات المكتب السياسي لحماس.
وحول زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، إلى القاهرة مطلع الأسبوع الماضي، أكد أنها نجحت في توضيح موقف حماس، ومد الجسور مع العديد من المؤسسات المعنية بالملف الفلسطيني.
وأوضح أن الزيارة تضمنت العديد من اللقاءات الهامة التي ستُترجم خلال الفترة المقبلة إلى برنامج عمل يدعم الأمن القومي المصري، ويعمل على تخفيف الأعباء المفروضة على القطاع.
وأشار النونو إلى أن الجهود التنسيقية الأمنية التي جرى الاتفاق عليها خلال الزيارة الأخيرة، تشمل تبادل المعلومات والتنسيق حول الملفات الحدودية وما يمكن أن ينتج عنها من أي استخدام خاطئ.
وأكد أن الحكومة الفلسطينية حصلت على وعود من الجانب المصري بالتدخل لإنهاء الخروقات (الإسرائيلية)، والالتزام بشروط التهدئة المبرمة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال عقب العدوان على غزة.
وشدد النونو على "أن العلاقة بين الحكومة والسلطات المصرية علاقة متينة وقوية تتوثّق يوماً بعد آخر، محاولات بعض وسائل الإعلام الوقيعة بين القاهرة والقطاع مجرد زوبعة في فنجان".
وأوضح أن "القيادة المصرية تدرك جيدا أن عدم تدخل "حماس" وبراءتها من دماء الضباط والجنود المصريين الذين قتلوا في رفح خلال شهر رمضان الماضي، بهجوم نفذه مجهولون.
وكشف أن أجندة اللقاءات التي عقدت بين قيادات "حماس" وجهاز المخابرات المصرية بقيادة رأفت شحاته، "لم تطرق مطلقا للاتهام الحركة بالمسؤولية عن مقتل عدد من الجنود".
ونفى المتحدّث باسم الحكومة أن وجود اتهام رسمي من أجهزة التحقيق المصرية لأي فلسطيني بالضلوع في هجوم رفح، مؤكداً على أنها اتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة.