القاهرة ـ عمرو والي تباينت آراء عدد من الخبراء والمحللين السياسين في مصر بشأن مستقبل التيارات الإسلامية في الحياة السياسية المصرية، في أعقاب رحيل نظام "الإخوان المسلمين" بعد تظاهرات 30 حزيران/يونيو، التي دعت إليها حملة "تمرد"، وتولي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية مقاليد الحكم. رأى بعض الخبراء ، أن "التيار الإسلامي انتهى بالفعل بسقوط الجماعة، لسبب سياستها التي جعلت الشعب المصري ينفر منها", في حين قال آخرون إن التيار الإسلامي يتمتع بشعبية كبيرة لن تؤثر فيها الجماعة، وأنها قادرة على العودة بتصحيح أخطاء الماضي.
وأكد الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، أن مستقبل التيار الإسلامي في مصر سيتشكل من خلال رغبتهم في العودة للتصالح مع بقية القوى الأخرى خلال الفترة المقبلة، وأن الجماعة وضعت كل التيارات الإسلامية كاملة في مأزق، وأن مواقف الأحزاب الإسلامية الآن متخبطًا، والدليل على ذلك مواقف حزب "النور" الغريبة في الاعتراض على شخصيات رئاسة الحكومة, بالإضافة إلى "البناء والتنمية"، والذي تشهد مواقفه هي الأخرى تغييرًا, داعيًا إلى ضرورة منع تشكيل الأحزاب على أساس ديني مطلقًا.
وقال القيادي السابق في "الجماعة الإسلامية" الدكتور ناجح إبراهيم، "إن مستقبل التيار الإسلامي يتوقف على ما سيقدمونه من برامج، فإذا تعاملوا بطريقة إعادة ترتيب الأوراق  مثلما حدث في تركيا فسينجحون إلى حد كبير في العودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية"، مضيفًا أن "تصحيح الأخطاء وتقديم تيار أكثر قابلية وأقل تمسكًا بالسلطة، ومراجعة الأفكار وتعديل المسار سيجعل التيار الإسلامي، محافظًا على وجوده، وأنه من دون هذه الخطوات لن يحصل أي منهم على شعبية خلال أي انتخابات مقبلة".
واستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال زهران، في حديث إلى "العرب اليوم"، عودة التيار الإسلامي مرة أخرى إلى سابق عهده، موضحًا أن "جماعة "الإخوان المسلمين" لن تقوم لها قائمة أخرى، لسبب أفعالها التي جعلت الشعب ينفر منهم، وأن سياسية الاستحواذ والتمكين والإستعلاء جعلتهم يغفلون أن الشعب المصري وسطي متعدد الثقافات والتيارات".
وقال الأمين العام بحزب "البناء والتنمية" علاء أبو النصر، لـ"العرب اليوم"، إن من يعتقد انتهاء التيار الإسلامي برحيل الجماعة من "الإخوان"، هو "واهم"، مضيفًا أن التيار الإسلامي سيظل كبيرًا وفعالاً في الساحة المصرية، فهو تيار كامل يضم أفكار واتجاهات واحزاب عدة لها شعبية، تمثل قطاعًا عريضًا من المجتمع المصري، وظهر ذلك في الانتخابات والاستفتاءات.
وأضاف أبو النصر، أن "مشاركة التيار الإسلامي مستمر، بل وأثقل مفاهيم الديمقراطية في مصر، وأثرى الحياة السياسية، وأن إقصاء أحزابه من المشهد السياسي قد يؤدي بنا إلى العنف يرفضه الجميع.
وشدد رئيس حزب "التيار الشعبي الاشتراكي" عبدالغفار شكر، على أن شعبية "الإخوان" تراجعت بالفعل قبل وبعد 30 حزيران/يونيو، لسبب الأخطاء الرهيبة التي وقعوا فيها والأزمات التي أغرقت المواطن المصري, وأنه على الرغم من ذلك فالتيارات الإسلامية يوجد بها فكر وسطي يعمل على التهدئة"، مضيفًا "في اعتقادي أن التيار الإسلامي قادر على عودة شعبيته مرة أخري لإجادته استخدام الوازع الديني للبسطاء والعوام, لأن عقيدة المصريين يغلب عليها الطابع الديني".