الخميني يرحب بالجماهير الإيرانية بجامعة طهران يوم 5 شباط/ فبراير العام 1979 بعد عودته من المنفى في فرنسا
طهران ـ مهدي موسوي
أدلى آخر رئيس وزراء إيراني في عهد الشاه الدكتور شهبور بختيار بتصريحات صحافية في مثل هذا اليوم قبل 34 عامًا، قبل قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، قال فيها "إن إيران سوف تشهد انقلابًا دمويًا لا مفر منه في حالة نجاح آية الله الخميني في إسقاط الحكومة الإيرانية آنذاك"، وأشارت الصحيفة آنذاك إلى أن ذلك
التصريح كان أكثر التصريحات المباشرة والصريحة التي يطلقها الدكتور بختيار إلى الخميني، في إشارة صريحة إلى التدخل العسكري.
وأعادت صحيفة "غارديان" البريطانية نشر تفاصيل تلك المقابلة، الأحد، والتي قال فيها "إذا كان الخميني ينادي بجمهوريته الإسلامية، فأنا في هذه الحالة أمام خيارين، إما الاستمرار على رأس الحكومة والتمسك بكوني الحكومة الشرعية، وهو خيار سيؤدي إلى إراقة وسفك الدماء، أو اللجوء إلى الخيار الثاني، والذي يقضي بالتخلي عن السلطة وإبلاغ الجيش بأنه لم يعد لي مكان، وأخلي مسؤولية الجيش من التزامه تجاه الحكومة".
وأكد بختيار خلال تلك المقابلة مرارًا وتكرارًا على أن الجيش تعهد أمام حكومته وحكومته وحدها بالولاء والطاعة. وردًا على سؤال بشأن النتائج المترتبة في حالة إسقاط حكومته بالقوة، قال إن ذلك سيكون بمثابة "انقلاب على نظام الحكم".
أضافت الصحيفة "وكان بختيار الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 63 سنة، وكان أيضًا من أقطاب المعارضة، قد تولى رئاسة الحكومة الإيرانية قبل أسبوعين من تلك المقابلة، وكان يتبنى برنامجًا يتضمن رحيل الشاه في "إجازة" غير محدودة".
واستدركت الصحيفة "إلا أن المعارضة الإيرانية، بالإضافة إلى آية الله خميني، الذي كان صاحب النفوذ الأقوى، كانت ترفضه، وتتهمه بأنه متعاون مع النظام واغتصاب السلطة". كما كانت هناك عناصر داخل المعارضة تحاول إقناع الخميني بتبني مسار أقل تطرفًا، إلا أنه وكما قال أحد الإيرانيين آنذاك "إن كل شيء كان يوحي بأن الخميني كان على قناعة تامة بأن سياساته هي الصحيحة والصائبة، وأنه لا بد وأن يقوض أركان النظام ككل".
وقد أعلن الخميني آنذاك تشكيل مجلس الثورة الإسلامية ليكون بمثابة الحكومة الانتقالية المؤقتة، وإجراء استفتاء بشأن النظام الملكي، وهو الاستفتاء الذي كان في ذلك الوقت سيعلن تأييد الشعب الإيراني الساحق للجمهورية الإسلامية، وذلك في ضوء الحالة المزاجية التي كانت سائدة في الشارع الإيراني آنذاك.
قالت الصحيفة "وقد كانت تبدو على بختيار، الذي أمضى من عمره 25 سنة يعارض الشاه سجن خلالها مرات عدة، علامات الإرهاق كما كان أسلوبه في الحديث آنذاك يتسم بالحدة والانفعال"، وكان يقول في مرارة إن هدف حكومته هو "ضمان الحرية في إطار من الشرعية والقانون"، إلا أنه كان يرى أن هناك أفرادًا يرفضون الحرية، وأنهم عندما يتحدثون عنها فإنهم يتحدثون بلسان ستالين أو موسوليني.