الأمين العام لحزب "الاستقلال " المغربي حميد شباط
الرباط ـ رضوان مبشور هدد الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي، حميد شباط، بانسحاب حزبه من الحكومة في حال عدم سيرها في المسار الاجتماعي الحقيقي الذي يطمح إليه الشعب المغربي. وأضاف شباط، في تصريحات صحافية لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن هناك سببًا واحدًا سيجعل حزب (الاستقلال) ينسحب من حكومة عبدالإله بنكيران، وهو الزيادة في الأسعار، والإجهاز على القدرة الشرائية للمواطنين، وعدم توظيف العاطلين، وعدم محاربة الفقر"، مضيفًا "إذا لم تذهب الحكومة في المسار الاجتماعي الحقيقي الذي يطمح إليه الشعب المغربي، فإن حزبه سيقول كلمته، لأنه لا يمكننا الاستمرار في حكومة تعاقب الشعب". وفي رده على سؤال عن سعيه للإطاحة بحكومة بنكيران، أجاب زعيم "الاستقلال"، "لا، ليست الإطاحة، الحكومة في أي لحظة يمكنها أن تسقط، فهي ليست قدرًا منزلاً من السماء، ما نسعى إليه هو تصحيح الأوضاع". وانعقد مساء الثلاثاء، اجتماع للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في مقره في الرباط، ترأسه شباط، وشهد حضور غالبية القيادات البارزة للحزب، بعدما تأجج الصراع بين شباط ورئيس الحكومة المغربية، لسبب التصريحات الأخيرة المثيرة للجدل لشباط، بداية من مطالبته الحكومة باسترجاع الصحراء الشرقية وبشار وتندوف من الجزائر، مرورًا باتهامه وزراء من الحكومة التي يشارك فيها أيضًا بدخولهم إلى البرلمان في حالة سكر، وصولاً لوصفه لوزراء الحكومة بمن فيهم وزراء حزبه بـ"المقصرين في عملهم". وأفادت مصادر من داخل الاجتماع، لـ"العرب اليوم"، أن حميد شباط حاول حشد دعم قيادات حزبه للاستمرار في مواجهة حليفة الحكومي عبدالإله بنكيران، وأيضًا الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" محمد نبيل بنعبدالله المشارك أيضًا في التشكيل الحكومي، فيما استنكر أعضاء حزب "الاستقلال" موقف بنكيران الأخير، بعدما شن هجومًا عنيفًا على شباط أثناء اجتماع الغالبية الأخير، معتبرين أن "موقف رئيس الحكومة الذي أصر على جلد شباط خلال الاجتماع، ورفض مناقشة جول الأعمال إلا عند اعتذار شباط، موقفًا غير محسوب أو مسؤول". وقال شباط خلال الاجتماع، "إنه لم يقدم أي اعتذار لقادة الغالبية الحكومية، وأنه مستعد للمثول أمام المحكمة لتأكيد صحة تصريحاته بخصوص قضية الوزير السكران، خلال جلسة البرلمان في 30 نيسان/ أبريل، وأن الجميع تداوله في السر، في الوقت الذي فضلت فيه الحديث عنه في العلن"، مؤكدًا أنه "ورغم التهديدات المتكررة التي يتلقاها من حليفه الحكومي بنكيران لسبب أسلوبه المثير للجدل، فإنه لن يرضخ لمطالب رئيس الحكومة، وسيواصل عمله داخل الحكومة وبالأسلوب نفسه"، مطالبًا قيادات حزبه بمواصلة الضغط وإعادة طرح موضوع التعديل الحكومي على طاولة النقاش. كما انتقد شباط بعض وزراء حزبه في الحكومة، وقال "بعض وزرائنا صاروا محسوبين على بنكيران، ونحن لا يمكن أن نصمت على هذا الأمر، سأستمر في المطالبة بالتعديل الحكومي إلى أن يتم، لأنه مطلب مشروع وله دواعيه ومبرراته". وشهد الاجتماع حضور غالبية قيادات الحزب، باستثناء وزير الاقتصاد والمال نزار بركة، المغضوب عليه من طرف شباط والمحسوب على جناح "آل الفاسي"، حيث تتهمه القيادة الجديدة لحزب "الاستقلال" بولائه لعبدالإله بنكيران على غرار وزير التربية الوطنية محمد الوفا، حيث من المرجح جدًا أن يشملهم التعديل الحكومي إن تم، لسبب خلافهم المستمر مع شباط. وأكدت بعض قيادات حزب "الاستقلال" لـ"العرب اليوم"، أن تصريحات شباط المثيرة للجدل، وإن اتفق معها بعض كوادر الحزب، فإن قيادات أخرى تعتبر تصريحاته تخصه وحده من دون حزبه، مما يدل على الانقسام الكبير بين قيادات الحزب.