الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح
صنعاء ـ علي ربيع
غادر ، صنعاء إلى العاصمة السعودية الرياض بشكل مفاجئ، ودوّن على صفحته في "فيسبوك" في وقت متأخر من ليل الإثنين، عبارة مقتضبة اكتفى فيها بقوله "في الرياض لإجراء فحوصات طبية". من جهتها أكدت مصادر في قيادة حزبه "المؤتمر الشعبي" لـ"العرب اليوم"
أن صالح وصل الرياض، مساء الإثنين لاستكمال العلاج وإجراء فحوصات طبية روتينية، على حد قولها، مؤكدةً أنه بحالة صحية جيدة".
وتخلى صالح عن السلطة بعد 33 عامًا إثر انتفاضة شعبية عارمة أجبرته في تشرين الثاني/نوفمبر2011 على توقيع خطة لنقل السلطة سلميًا كانت اقترحتها دول الخليج ووافقت عليها الأطراف اليمنية برعاية دولية وإشراف من الأمم المتحدة.
وكان صالح أصيب في حزيران/يونيو من العام 2011، إصابات بالغة في تفجير استهدفه وقيادات الدولة أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجد داخل القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء، حيث تعرض لحروق في أنحاء متفرقة من جسده، وأصيب بشظايا عدة، خضع معها للعلاج في أحد المستشفيات السعودية نحو ثلاثة أشهر.
ونصحه أطباؤه بالسفر للعلاج في الأشهر الأخيرة، لكنه أصر على البقاء في صنعاء، كما يرى البعض، من باب النكاية بخصومه الذين كانوا يريدون الضغط عليه لمغادرة البلاد قبل انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي يشارك فيه حزب صالح وحلفاؤه بـ112 مقعدًا.
وأشار آخر بيان رئاسي لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، إلى اسم صالح ونائبه الأسبق علي سالم البيض، باعتبارهما معرقلين للعملية الانتقالية، وهو ما نفاه صالح في حينه وطلب مع قيادات حزبه من مجلس الأمن دلائل تثبت عرقلته لمسار نقل السلطة.
وفي تدوينة سبقت بساعات تلك التي كشف فيها عن وجوده في الرياض، دعا صالح سفراء الدول الراعية للعملية الانتقالية إلى تجنب الإدلاء بأي تصريحات ضد الأحزاب المشاركة في الحوار بما فيها حزبه، في إشارة منه إلى تصريحات للسفير الأميركي في صنعاء.
وقال صالح "نحن في قيادة (المؤتمر الشعبي)، ندعو كل سفراء الدول الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، إلى تجنب كل ما من شأنه توتير الرأي العام بتصريحات ضد أي مكون من مكونات مؤتمر الحوار، سواء كان المؤتمر الشعبي العام أو غيره".
من ناحيتها، أرجعت مصادر تابعة لخصوم صالح التقليديين، سبب سفره إلى الرياض،"إلى ضغوط خارجية من أجل التهيئة لأجواء الحوار الوطني"، وهو ما سارعت مصادر مقربة من صالح إلى نفيه عبر مواقع إلكترونية تابعة لحزب المؤتمر.
ويتزامن سفر صالح للعلاج مع سفر خلفه الرئيس عبدربه منصور هادي، في زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية، في حين يعتقد أن سفره المفاجئ إلى الرياض جاء نتيجة احتياطات أمنية بالمقام الأول.