الجزائر ـ حسين بوصالح قام قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الأربعاء، بزيارة سرية مستمرة حتى الآن لولاية تمنراست الحدودية، التقى فيها كبار القادة العسكريين لدرس مخطط أمني غير مسبوق لحماية الأراضي والمنشآت، فيما يواصل الجيش تركيز حشوده على المناطق الحدودية مع مالي، في خضم التطورات الجارية في الحرب التي تقودها القوات الفرنسية المالية الأفريقية المشتركة على الجماعات المسلحة في منطقة الشمال، تزامنًا مع إعلان باريس أن "المرحلة النهائية للعملية العسكرية الجارية في جبال أدرار، في سلسة جبال إيفوغاس الحدودية مع الجزائر، تُعد الأصعب في العملية الفرنسية".
وكشفت مصادر أمنية مطلعة، عن أن أهم محاور التي قادت قائد الأركان إلى زيارة تمنراست في هذا التوقيت بالذات، هي تفقد أبرز النقاط الحدودية الحساسة، وبخاصة المعابر والمسالك الصحراوية الوعرة في مدينة برج باجي المختار المتاخمة لمدينة الخليل المالية، حيث ترابط هناك مختلف قوات الأمن المشتركة المتخصصة في مكافحة الإرهاب وعصابات التهريب وتجار المخدرات، واتسمت زيارة قائد الأركان بالسرية التامة بالنظر لحساسية الوضع الراهن في منطقة الساحل الأفريقي، وقد رافق الفريق أحمد قائد صالح في زيارته منذ الأربعاء والمستمرة حتى الآن، خبراء أمن متخصصون في مكافحة الإرهاب وكبار القادة العسكريين، وبخاصة أن تمنراست كانت قد تعرضت إلى اعتداء إرهابي استهدف مقر الدرك الوطني في آذار/مارس 2012.
وأضافت المصادر ذاتها، أن "الزيارة تأتي إلى درس مختلف المخططات الأمنية المتخذة لمواجهة أي عدوان خارجي مثل الذي وقع الشهر الماضي في تيقنتورين في عين أميناس، بالإضافة إلى سد كلّ الثغرات الأمنية على الشريط الحدودي مع دولة مالي، التي تتخذها الجماعات المسلحة مناطق عبور للتزوّد بالوقود والسلاح.
وتأتي هذه الزيارة لولاية تمنراست بعد دخول الحرب في مالي شهرها الثاني، وهو ما يفرض تشديد وتعزيز نقاط المراقبة للجيش في نقاط التماس بين الحدود الجزائرية المالية، وبخاصة بعدما فرضت العملية العسكرية الفرنسية والقصف الجوي في مالي على عناصر التنظيمات المسلحة الفرار باتجاه جبال أدرار افوغاس، غير البعيدة من الحدود الجزائرية.
وقامت مصالح أمن ولاية تمنراست، منذ الساعات الأولى للزيارة، بنشر أكثر من 300 شرطي في مختلف الشوارع العمومية في المدينة، وذلك لهدف ضمان حسن سير الزيارة العسكرية، كما قامت المصالح الأمنية ذاتها بغلق مختلف الطرق الرئيسة في عاصمة الأهقار، في سياق تأمين الزيارة.
واعترف وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، بأن "المرحلة النهائية للعملية العسكرية الجارية في جبال أدرار، في سلسة جبال إيفوغاس الحدودية مع الجزائر، تعد الأصعب في العملية الفرنسية في مالي، إذ أنه لابد من مواجهة المسلحين وجميع العصابات الموجودة في المنطقة التي تًُعد ملاذًا إرهابيًا، وأن العناصر الأكثر أصولية والأكثر تنظيمًا وقوة تتواجد في تلك المنطقة من شمال مالي، وأن القتال فيها هو الأعنف".
وأضاف لودريان في تصريح صحافي، الخميس، أن "انسحاب القوات الفرنسية من مالي ما هو إلا مسألة أسابيع، وأنه لا يحدد تاريخ لذلك"، مؤكدًا أن "الوحدات الأولى ستعود بسرعة، وأن 'انسحاب القوات الفرنسية يتوقف على الانتشار الفعال للقوات الأفريقية المشتركة في شمال مالي، وهي ليست حاليًا في وضع يسمح بتسلم المسؤولية من القوات الفرنسية".