بيروت ـ جورج شاهين استدرجت مواقف من الوضع في سورية، واستعداده لتسلم الأسلحة الكاسرة التوازن مع إسرائيل، ودعمه المقاومة الشعبية في الجولان، واستعداده لدعمها بالرجال والمال والخبرة الكثير من القادة اللبنانيين إلى ردات فعل رافضة ومستنكرة، فيما أكدت مصادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لـ"العرب اليوم" عدم تحمل بيروت وزر تصرفات نصر الله.
وسجلت المصادر الدبلوماسية والسياسية المحلية والغربية الرد الأعنف للعماد ميشال سليمان الذي أكد على سلسلة من الثوابت التي تحكمت في مواقفه مما يجري في سورية والمنطقة فقال: "إن ما يحمي لبنان واقتصاده هو النظام الديمقراطي وتعزيز سلطة القانون، وما يحميه أيضًا هو إعلان بعبدا الذي نص على الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وما يحميه كذلك هو التصور الإستراتيجي الذي نص على وضع سلاح المقاومة تحت تصرف الجيش للدفاع عن لبنان ضد أي اعتداء إسرائيلي على أرضه فقط، وتبعًا لقرار مركزي، والعمل على تزويد الجيش بسلاح متطور".
وفي تفسيرها لمواقف رئيس الجمهورية حرصت مصادره على الإشارة عبر "العرب اليوم" على القول "إنه كان واضحًا وصريحًا من خلال العناوين التي أشار إليها البيان المقتضب من دون أن يسمي نصر الله  بشكل مباشر".
وأضافت هذه المصادر "البلاد لا تتحمل مواقف من هذا السقف العالي، فبالكاد تحملنا وزر المقاومة في الجنوب اللبناني، ويومها كانت تحظى بغطاء لبناني واسع وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، والتي أنجزت ما أنجزته، لكن اليوم الأمور تغيرت ومعها كل المعادلات".
وقالت المصادر "إن لبنان لا يتحمل مقاومة تحولت إلى مقاومات عابرة للحدود والأراضي اللبنانية، في ظل غياب ما يسمى بالإستراتيجية العربية الموحدة، وهي معادلة فجرت الأوضاع في لبنان لعقود من الزمن، ويومها كنا ننادي بمثل هذه الإستراتيجية العربية التي كانت وما زالت مفقودة، والجميع يدرك الأثمان التي دفعها لبنان كل لبنان نتيجة لذلك".
وأضافت المصادر عينها "لقد كان موقف لبنان المطالب دائمًا - وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن- بالقرار 425 والإصرار على تنفيذه إستراتيجية ناجحة بكل المقاييس".
وسألت "ألم تكن هذه الإستراتيجية بهدف فصل أزمة لبنان عن أزمة المنطقة وتداعياتها التي لا يتحملها لبنان؟ وكيف يمكننا أن نقبل اليوم بإعادة ربط كل أزمات المنطقة بلبنان؟ ومن يتحمل تبعات هذه المواقف؟".
وتابعت "تحدثنا في اتفاق الطائف وفي اتفاق الدوحة عن إستراتيجية دفاعية تشارك فيها الدولة اللبنانية وتقودها وصولاً إلى "إعلان بعبدا" فهل كنا نمزح في تلك الأيام؟ أم إننا كنا نعمل لتجنيب لبنان تداعيات أحداث لا قدرة له على تحمل تبعاتها ونتائجها؟
وما هي معادلة جيش وشعب ومقاومة؟ وهل كانت للبنان أم للعالم العربي؟ وهل كانت تعني جيوشًا عربية وشعوبًا عربية ومقاومات عربية أو غير عربية ؟ وهل هي معادلة لبنانية بحتة أم إنها معادلة عربية وإقليمية ودولية؟".
وسألت المصادر "ما هي مصلحة لبنان في استدراج المشاكل واستيرادها إلى لبنان ليتحول ساحة ومسرحًا للصراع الكبير القائم في المنطقة؟ وهل الحديث عن كسر التوازن يعني استقدام الصواريخ العابرة؟ أم إننا نستورد ونأتي بالكيميائي؟
وهل نحن علينا أن نفتح جبهة الجولان، وما هي مسؤوليتنا؟ ولماذا لا يفتحها أهل الجولان فهم أولى بهذه المهمة!
وهل نحن فصائل لبنانية محلية أم إننا عبرنا الحدود، وباتت لنا مهام خارجها؟ ".
وانتهت هذه المصادر بالدعوة إلى التروي والإصرار على سياسة النأي بالنفس لحماية لبنان، ومنعه من أن يتحول ساحة من جديد لكل هذا الصراع القائم في المنطقة، والتطلع إلى مصالحنا، وخصوصًا أننا لن نقدم ولن نؤخر في المعادلات القائمة في المنطقة، ولتقرر الشعوب مصيرها بأنفسها.