واشنطن ـ يوسف مكي ربطت مصادر أمنية جزائرية بين منفذي الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، في أيلول/ سبتمبر الماضين وبين الحادث المسلح ضد شركة الغاز البريطانية "بي. بي" في الجزائر،وأفاد مسؤول أمني جزائري، الخميس، أن "3 من الإرهابيين الباقين على قيد الحياة، اعترفوا في التحقيقات، أن 3 متطرفين مصريين ساعدوهم في تنفيذ الهجوم على شركة الغاز البريطانية، وأنهم شاركوا في هجمات 11 أيلول / سبتمبر على القنصلية الأميركية في شرق ليبيا"، فيما قالت وزيرة الخارجية الأميركية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون، الأربعاء أن "الولايات المتحدة لا تزال تحقق في هذا الارتباط"، لافتة إلى أن " المعلومات الجزائرية بشأن هجوم القنصلية، الذي راح ضحيته السفير الأميركي كريس ستيفنز و3 أميركيين آخرين، متعلقة باستجوابهم بعض الإرهابيين الذين لازالوا على قيد الحياة"، فيما أشارت إلى أنه "مما لا شك فيه أنه تم تسليح الإرهابيين الجزائريين بأسلحة تم الحصول عليها من ليبيا".
وتم الربط بين الهجومين بعد أن تبين أن أحد المسلحين المصريين، الذي تم قتله في الجزائر كان سائق سابق لدي شركة "بريتش بتروليوم"، البريطانية، فيما تعرفت وزارة الخارجية الأربعاء على سيباستيان جون، مهندس مدني يبلغ من العمر 26 عامًا، وهو خامس شخص بريطاني يلقى حتفه في شركة الغاز، التي تقع في الصحراء الجزائرية.
ويعتقد أن ما لا يقل عن 38 رهينة قتلوا ومن بينهم جون، الذي بدأ العمل لدى الشركة في العام الماضي، ووصل إلى الجزائر قبل أسبوع في دورة تدريبية. وقالت زوجته، نيكولا:"سيباستيان كان شخص أكثر من مدهش، وكان زوجًا رائعًا، وأب حنون، وبالنسبة لي  كان الابن والأخ .. نحن فخورون جدًا بما حققه سيباستيان في حياته، ولكنه أصبح بعيدًا عنا في وقت مبكر وفي ظروف مأساوية".
وجاء المزيد من المعلومات عن الهجوم المسلح على الشركة البريطانية، بعدما كشفت صحيفة "الديلي تلغراف"، عن شريط فيديو يُظهِر التدريبات التي تتم في الصحراء منذ أكثر من عام قبل الهجوم، بقيادة  محمد لامين بوشنب، الذي قتل في اليوم الثاني من حصار طائرات الهليكوبتر العسكرية الجزائرية".
وأظهر شريط فيديو مدته 9 دقائق ، ملامح رجال "وحدة القتال"، التي أطلق عليها اسم حركة "أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية"، فيما ظهرت المشاهد مصحوبة ببعض الأغاني الإسلامية التي تمجد فضائل الاستشهاد، ويظهر 15 مسلحًا يرتدون ملابس مموهة وعمائم ويتدربون في الصحراء على أربع شاحنات بيك اب، مماثلة لتلك المستخدمة في الهجوم.
وكان بوشنب، هو المقاتل الوحيد الذي لم يكن ملثم الوجه، وجاء صوت في الخلفية يحث الشباب الجزائريين على الإطاحة بحكومتهم، و يدعوهم إلى الجهاد ضد "الإمبريالية"، فيما كان صوت يتحدث اللغة العربية، يقول :" إن حركة أبناء الصحراء تفتح الباب للتضحية، إن حركتكم يا شباب الجزائر تنتظر دعمكم للرد على الظلم والعدوان حتى يتعلم النظام مرارة ما هو آت".