غزة ـ محمد حبيب أكد محللون سياسيون، أن بعض وسائل الإعلام تواصل محاولاتها لتوريط قطاع غزة في الأحداث المصرية، مستعينةً ببعض الجهات المعادية للمقاومة الفلسطينية، والتي تحاول استغلال المشهد المصري الحالي لترك انطباع لدى المواطن المصري أن غزة هي العدو، وأن حدودها أخطر من الحدود مع إسرائيل. وقال المحللون، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، إن الاحتلال الإسرائيلي هو الرابح الأكبر من هذه الحملة، في ظل حالة الاستقطاب بين الأطراف الفلسطينية الداخلية، وأنه رغم تعدد أهداف كل طرف من خلال توريط غزة في الشأن المصري الداخلي، إلا أن مصالحهم تتقاطع مع بعضها لإفشال تجربة الإسلاميين في الحكم وأبرزها تجربة حركة "حماس" في غزة، وأن حالة الربط الفكري والأيديولوجي بين الحركة في غزة و"الإخوان المسلمين" في مصر دفعت بين القوى السياسية والأطراف إلى التحريض ضد غزة.
ورأى المحلل السياسي حسن عبدو، أن غزة ظهرت كورقة سياسية بيد القوى السياسية المصرية الداخلية لسبب حالة الاستقطاب في الشارع المصري، وأن القوى الليبرالية والعلمانية استخدمت ورقة غزة باعتبار أنها جزء من جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر ، وأن سياسة التحريض التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام المصرية جعلت من غزة (بعبع) مخيفًا ومصدرًا يهدد أمنها القومي، فحين تتصفح المواقع الإخبارية المصرية أو تتابع المحطات الفضائية المعارضة لحكم (الإخوان)، لابد أن تتصدّر (حماس) شريط أخبارها أو عناوين نشراتها، وتتهمها بالدفاع عن مقرات (الإخوان المسلمين) ومدهم بالسلاح".
وأضاف عبدو، أن الصحافة المصرية نجحت في التأثير على الرأي العام بتشويه صورة "حماس"، وزجّها في أحداث التظاهرات، وأنه ليس بالتأثير الكبير الذي سيغير المعادلة، وأن الهجمات الإعلامية المصرية تطورت إلى أن باتت بما يشبه حالة من "الفوبيا" في الإعلام من خلال الاتهامات المتكررة بتدخل "حماس" في الشأن المصري من دون أي دليل يقيم الحجة على ذلك، وأن الجانب الفلسطيني يعيش حالة استقطاب حاد بين حركتي "حماس" و"فتح"، منوهًا إلى أن بعض الأطراف في حركة "فتح" تحاول تسديد الضربات نحو "حماس"، مستغلة الوقت المناسب للمشاركة والتحريض ضدها، مؤكدًا تقاطع مصالح الأطراف المشاركة في توريط غزة، وأن الحل هو الخروج من حالة الاستقطاب الفلسطيني.
وكشف المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، في تصريح صحافي، عن امتلاك حركته وثائق ومعلومات أكيدة تثبت تورط قيادات في حركة "فتح"، سواء كانت موجودة في رام الله أو في القاهرة أو حتى داخل قطاع غزة، في تشويه صورة "حماس" أمام الشعب المصري، فيما اتهم تلك القيادات بفبركة التقارير التي تتهم حركة حماس بالتدخل بشكل سلبي في الشأن المصري، وتقوم بتوزيعها بعد ذلك على وسائل الإعلام المصرية.
ورغم أن حركة "حماس" تجدد نفيها بين الحين والآخر أي علاقة لها في ما يجري من تجاذبات سياسية في مصر هذه الأيام، إلا أن بعض الأطراف الفلسطينية المحسوبة على اليسار ما فتئت تحاول توريطها وزجها في مصر، وتشويه صورتها أمام الرأي العام.
وذكر موقع "اليوم السابع" المصري، أن القيادة العامة للقوات المسلحة أعطت توجيهات مباشرة للهيئة الهندسية للجيش وإدارة المهندسين العسكريين وعناصر حرس الحدود ناحية الجبهة الشرقية لمصر، بتدمير الأنفاق كافة الواقعة على خط الحدود الدولية بشكل كامل، خلال الأيام المقبلة، قبل بدء تنفيذ العملية الأمنية لتطهير سيناء من العناصر الإجرامية المسلحة.
وأشارت القيادة العامة إلى أن الهدف من ذلك إغلاق أي منفذ غير شرعي قد يتسلل خلاله أي عناصر خطرة تحاول العبث بالأمن القومي المصري، بدعم من جماعات مسلحة وعناصر متطرفة.
وأفاد مصدر عسكري، أن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي أعطى توجيهات واضحة لرئيس الهيئة الهندسية اللواء أركان حرب طاهر عبدالله بتدمير أنفاق التهريب كافة على الحدود من خلال المعدات أو الآليات الثقيلة، أو عن طريق الغمر بالمياه، خلال فترة قصيرة، لعدم السماح لأي جهة العبث بالأمن القومي المصري، أو التلاعب بمقدرات الشعب المصري، في تهريب المواد الغذائية والبترولية المدعمة إلى قطاع غزة، في ظل وجود أزمات واضحة في مصر لها علاقة بالوقود والطاقة.
وأوضح المصدر ذاته، أن القيادة العامة للقوات المسلحة طلبت من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع رصد العناصر كافة التي دخلت سيناء من خلال معبر رفح البري بشكل شرعي، خلال الأشهر الستة الأخيرة، وفحص تلك الأسماء وفق أحدث المعلومات والبيانات الموجودة لدى الإدارة، وذلك في إطار القبض على أي عنصر يشتبه في انتمائه إلى أية جهة متطرفة، وكذلك أي أجانب يتواجدون على أرض سيناء شمالاً وجنوبًا، من دون أن يكون لديهم تصاريح رسمية بالإقامة والتواجد على أرض مصر، وفق تنسيق كامل مع وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية كافة التابعة لها.