تنظيم "القاعدة" في اليمن
صنعاء ـ علي ربيع نفت مصادر أمنية يمنية، الجمعة، لـ"العرب اليوم" أن تكون السلطات اليمنية على اطلاع بشأن عملية تحرير الرهائن الغربيين الثلاثة من قبضة خاطفيهم والتي تمت، الخميس، إثر عملية للاستخبارات العمانية يعتقد أنها قامت خلالها بدفع فدية مالية، كما شككت في علاقة الخاطفين بتنظيم"القاعدة"، مرجحة أنهم مسلحين قبليين حاولوا محاكاة أسلوب التنظيم بهدف الحصول على المال وليس لدوافع"إرهابية". وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أعلن الخميس، أن الأجهزة الأمنية في بلاده لا تزال تلاحق الخاطفين من مكان إلى مكان للإفراج عن الرهائن الغربيين، وأنها تحرص على سلامتهم، وهو ما يرجح بحسب هذه المصادر، عدم علم الحكومة اليمنية أو أجهزتها الأمنية بعملية الإفراج عن المختطفين الغربيين، حتى تم الإعلان عنها من قبل السلطات العمانية، وإلا لكان الرئيس هادي، على حد قولها، أعلن ذلك في تصريحاته الخميس. وفي حين كانت السلطات اليمنية، تردد أن المخطوفين الغربيين، كانوا محتجزين لدى مسلحي تنظيم" القاعدة"، شككت المصادر نفسها في دقة هذه المعلومات، ورجحت لـ"العرب اليوم" أنهم كانوا مختطفين لدى مسلحين قبليين حاولوا محاكاة تنظيم "القاعدة" وتقمص أسلوبه للحصول على فدية مالية ، دون أن يكون لديهم دوافع"إرهابية". وأضافت المصادر" أن دفع فدية للخاطفين من قبل العمانيين، ومن قبلهم القطريين، سيذكي عمليات اختطاف الأجانب في اليمن ، ويغري مسلحي القبائل لتكرار هذه الحوادث رغبة في الحصول على المال، بالمقام الأول، مؤكدةً أن النسق الذي تمت فيه عملية خطف الفلنديين والنمساوي، ووصولهم إلى الحدود الشرقية اليمنية، يشوبها الكثير من الغموض. وكانت المخابرات، القطرية، في آذار/مارس الماضي، تمكنت من دفع فدية لخاطفي معلمة سويسرية احتجزت نحو عام لدى عناصر يعتقد أنها من تنظيم"القاعدة" في اليمن، دون علم السلطات اليمنية، التي اعتبرت دوائرها الدبلوماسية العملية القطرية تعدياً استخباراتيا على السيادة اليمنية، وفقاً لتصريحات أدلى بها وزير الخارجية اليمني. وقالت المصادر نفسها إن التسجيل الوحيد الذي بثه الخاطفون على الانترنت وظهر فيه النمساوي وحده، في وقت سابق، مستنجداً بحكومته والسلطات اليمنية لدفع فدية لإنقاذ حياته يثير تساؤلات عدة، من أبرزها عدم توفر النمطية المعتادة في التسجيلات التي يبثها تنظيم"القاعدة" كما هو الحال مع التسجيلات الأربعة التي ظهر فيها الدبلوماسي السعودي المختطف منذ أواخر آذار/مارس العام الماضي. سواء من حيث الخلفية الموضوعة للتسجيل أو من حيث شعار"مؤسسة الملاحم" التابعة للتنظيم، إذ لم يظهر الشعار في تسجيل النمساوي، فضلاً عن غياب الاحترافية المونتاجية عنه، بخلاف التسجيلات تنظيم"القاعدة" في اليمن. وأوضحت المصادر أن هذا الغموض يدعمه عدم إعلان"القاعدة" في أدبياته عن الاعتراف بمسؤوليته عن خطف الأجانب الثلاثة، كما أنه لم يشر، بحسب قولها، في مفاوضاته مع السلطات أثناء عقد الهدنة التي أنهت مواجهاته معها في منطقة المناسح بمحافظة البيضاء، في شباط/فبراير الماضي، إلى وجود المخطوفين الغربيين لديه، رغم أن السبب الرئيسي الذي رددته وسائل الإعلام حينها في نشوب مواجهات البيضاء هو تحريرهم من خاطفيهم. وبث التلفزيون العماني، الخميس، صوراً لزوجين فلنديين وثالث نمساوي كانوا اختطفوا من وسط العاصمة صنعاء في كانون الثاني/ديسمبر، على يد مسلحين يعتقد أن لهم صلة بتنظيم"القاعدة"، وقاموا باقتيادهم إلى مكان مجهول، لم تتمكن السلطات اليمنية من معرفته، رغم الضغوط التي واجهتها من قبل الدبلوماسية الفلندية والنمساوية. وبعد ظهور المختطفين في التلفزيون العماني، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول يمني وآخر قبلي تأكيد خبر إطلاق الرهائن الغربيين، فيما قال مسؤول حكومي لـ"روتيرز"إن ذلك جاء "بعد وساطة من جانب سلطات سلطنة عمان التي دفعت مبلغا من المال للافراج عنهم". كما ذكرت مصادر محلية يمنية، مساء الخميس، أن الرهائن سلموا إلى السلطات العمانية من قبل قبيلة يمنية في منطقة حوف بمحافظة المهرة على الحدود بين البلدين(شرق اليمن) وقالت إن قبيلة في حوف تمتد بين الأراضي اليمنية والعمانية قد انقلبت على مسلحي "القاعدة" بعد ضغوط من السلطات العمانية، وأنه تم تسليم المتهمين بعملية الخطف إلى السلطات اليمنية. من جهتها أكدت وسائل إعلامية نمساوية، الجمعة، أن فدية مقدارها مليون يورو، دفعتها سلطنة عمان للخاطفين مقابل إطلاق الرهائن الغربيين، وقالت "إن الشاب النمساوي واسمه دومينك نوباور(26 عاما) كان يدرس مع شاب فنلندي اللغة العربية في صنعاء في حين كانت الرهينة الثالثة وهي فنلندية في زيارة لليمن" فيما أوردت كالة الأنباء الفلندية القول" إن الشاب الفنلندي ضابط يقوم بدراسة عن التشدد السياسي في الشرق الأوسط أما الفنلندية فهي زوجته وهي موظفة في شركة نفطية وكانت تزور زوجها".