العاهل المغربي محمد السادس والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس
الرباط ـ رضوان مبشور
أفادت جريدة "أخبار اليوم" المغربية، نقلاً عن مصدر دبلوماسي مغربي وصفته برفيع المستوى، أن الدبلوماسية المغربية ستقبل بصدر رحب اقتراح كريستوف روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، بالحل الفدرالي لحل نزاع الصحراء، العالق بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، المطالبة
بالانفصال منذ أكثر من 38 عام.
وأضافت الجريدة أن "روس حمل، في زيارته الأخيرة لكل من العاصمة المغربية الرباط ومدينتي العيون والداخلة المتنازع عليهما، دعمًا قويًا من الدول الكبرى (أميركا، وروسيا، وإسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا)، والتي تشكل ما يسمى بمجموعة أصدقاء الصحراء في مجلس الأمن الدولي"، وأضافت أن هذا الدعم، هو الذي جعل كريستوف روس يزور لأول مرة مدينتي الداخلة والعيون، الموجودتين في مناطق النزاع، والتي لم يسبق لأي وسيط أممي زيارتهما من قبل.
وفي سياق متصل، قال الصحافي الإسباني إغناسيو سامبريو أن "رسالة الدعم التي تلقاها روس من مجموعة أصدقاء الصحراء تُعد بمثابة رسالة إلى المغرب، الذي سبق أن سحب دعمه من روس، حينما اتهمه بعدم الحياد، لكن زيارته الأخيرة للمنطقة، تحمل هذه المرة لغة جديدة، فالمبعوث الأممي يتحدث لأول مرة عن المخاطر الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، والمخاوف من انتشار السلاح في المنطقة، ويعتبر أن مشكلة الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو، أصبحت مُلِحة أكثر من أي وقت مضى".
ويذهب الصحافي الإسباني سامبريو إلى أن "اللغة التي يتحدث بها كريستوف روس، هي لغة الإدارة الأميركية، الخائفة من تدهور الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، بعد الحرب التي عرفتها مالي"، ويضيف أن "روس تلقى دعمًا مباشرًا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري"، وأضاف في هذا الصدد "الدعم الذي يتلقاه روس من جون كيري، الذي يعرف ملف الصحراء بشكل جيد، أكبر من الدعم الذي حظي به من طرف سابقته هيلاري كلنتون".
ويتساءل ذات الصحافي عن الهدف من زيارة روس، وماذا يُعد في المستقبل، ويجيب "أولاً، سيكون على روس أن يقدم تقريرًا إلى مجلس الأمن الدولي، في 8 نيسان / أبريل المقبل، وسيقدم خلاصة زياراته للمنطقة، وربما سيعلن عن خطة في إطلاق مفاوضات جديدة مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بعد الجولات التسعة الماضية، التي لم تعطِ أية نتائج تذكر، ثانيًا، تثير زيارة روس إلى كل من روسيا، وسويسرا، وألمانيا، قبل زيارته للمغرب تساؤلات عدة، بشأن سبب توجهه إلى هذه الدول، التي تعرف تطبيق النظام الفدرالي، وفي هذا السياق تثار تساؤلات إذا كان كريستوف روس، يبحث إمكان اقتراح النظام الفدرالي على كل من المغرب وجبهة البوليساريو".
وقد سبق لبرلمانيين مغاربة أثناء لقائهم الأخير مع روس أن طرحوا عليه إمكان اقتراح الحل الفدرالي لحل هذا النزاع، لكنه نفى أن يكون في جعبته أي اقتراح من هذا النوع.
وتجدر الإشارة إلى أن المبعوث الأممي كريستوف روس قد اقترح خلال زيارته الأخيرة للمغرب، إجراء حوار بين الصحراويين المؤيدين للأطروحة المغربية المتعلقة بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليم الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية، والتي لقيت ترحيبًا دوليًا واسعًا، لاسيما من طرف دول "مجموعة أصدقاء الصحراء" (روسيا، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأميركية، إسبانيا)، وبين الصحراويين المؤيدين لأطروحة جبهة "البوليساريو"، المدعومة من حليفها التاريخي الجزائر، والمطالبين بالانفصال التام عن المغرب.
كما دعا روس "الأطراف المتنازعة إلى ضرورة إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، وذلك من خلال استبعاد المشكلة السياسية في القضية، واستحضار البعد الإنساني".