صورة لعناصر تنظيم"القاعدة" في اليمن
صنعاء ـ علي ربيع
قتل 16 مسلحًا على الأقل من عناصر تنظيم"القاعدة في اليمن، الثلاثاء، في تواصل للمواجهات بين الجيش اليمني ومسلحي التنظيم المتمركزين في منطقة المناسح التابعة لقبائل قيفة في محافظة البيضاء(جنوب صنعاء)، تخللتها غارات جوية للطيران الحربي اليمني، في حين أكدت مصادر محلية أن زعماء قبليين تدخلوا
لدى السلطات اليمنية لإيقاف الهجوم الذي بدأ الاثنين، وقالت إن الوضع بات أكثر هدوءًا في ظل نزوح العشرات من الأسر من مناطق المواجهات.
وكانت السلطات اليمنية قد حشدت لحملة عسكرية، لملاحقة مئات من عناصر التنظيم المسلحين في منطقة المناسح القبلية التابعة لمحافظة البيضاء (جنوب صنعاء) يعتقد أن بينهم عشرات الأجانب من أتباع التنظيم، فيما ترجح السلطات أنهم يحتجزون 3 أجانب غربيين، خطفوا في كانون الأول/ديسمبر، من وسط العاصمة صنعاء، ولم تفلح جهود الوساطات القبلية لإقناع المسلحين بالتخلي عن أسلحتهم وتسليم المخطوفين الثلاثة، ونبذ العناصر الأجنبية من منطقتهم.
وفي حين تحدثت المصادر المحلية لـ"العرب اليوم" عن توقف المواجهات بين الجيش الذي وصلت آلياته إلى منطقة المناسح، إثر وساطة قبلية تهدف لإيقاف هجوم الجيش على المنطقة، أفادت عن شن الطيران الحربي غارات على مواقع مفترضة لمسلحي التنظيم ما أدى إلى مقتل نحو 16 مسلحًا.
من جهته نفى مصدر عسكري لـ"العرب اليوم" المعلومات التي تحدثت عن محاصرة مسلحي"القاعدة" لوحدات من الجيش كانت تتمركز في منطقة "جبل الثعالب"، وقال المصدر"إن قوات الجيش وجهت ضربات موجعة، على حد تعبيره، لتحصينات مسلحي"القاعدة" في المناسح، وأنها تلقت تعليمات بعد تنفيذ هجوم شامل على المنطقة تحسبًا لسقوط المخطوفين الأجانب الذين يتوقع احتجازهم في المنطقة".
وفي السياق نفسه، قالت المصادر إن غارات الطيران الحربي اليمني أطلقت3 صواريخ على منطقة العلانة في ميفعة عنس المجاورة، للمناسح، صباح الثلاثاء، انفجر منها صاروخان فيما لم ينفجر الثالث ما أدى إلى تضرر المنازل دون سقوط قتلى، في الوقت الذي أفادت المصادر أن نائب رئيس هيئة الأركان اللواء محمد المقدشي قائد الحملة العسكرية على معاقل "القاعدة" أمر بالتحقيق في الحادثة، في حين نزحت مئات الأسر من المناسح والمناطق المجاورة لها باتجاه منطقة ميفعة عنس هربًا من المواجهات.
وقال مصدر في السلطة المحلية بمديرية ميفعة إن قرى "أسبيل" استقبلت خلال يومين نحو 3 آلاف آلاف نازح، مشيرًا إلى أن النازحين لا يزالون يتوافدون بأعداد كبيرة، حيث استقبلهم أبناء المديرية و فتحوا لهم المنازل و يمدون لهم العون، كما تم إخلاء مدارس قرى:العساكرة، الأقمر، ابرق " الواقعة على الحدود الغربية لمنطقتي قيفة والمناسح لإيواء النازحين، بعد أن وجه محافظ ذمار يحيي العمري لقيادة المديرية بفتح المدارس و استقبال النازحين من مسرح المواجهات في قيفة.
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" "إن انتحاريًا من أتباع"القاعدة" فجر نفسه ، الثلاثاء، مستهدفًا نقطة للجيش في مديرية العرش بالقرب من مدينة رداع، في محافظة البيضاء نفسها، غير أنه لم يتمكن من الوصول إلى النقطة بسبب إطلاق النار عليه من قبل الجنود، ما جعله يفجر نفسه بالتزامن مع إصابته بالرصاص".
وكان مسلحو تنظيم"القاعدة" قد نفذوا، الاثنين، هجومًا انتحاريًا بسيارة مفخخة استهدف نقطة عسكرية للجيش بالقرب من رداع ردًا على هجوم الجيش على معاقل التنظيم في منطقة المناسح التابعة لقبائل قيفة، ما أدى إلى مقتل نحو 15 جنديًا وإصابة 13 آخرين.
على صعيد منفصل، أكدت وزارة الدفاع اليمنية إن ضابطين في جهاز الأمن السياسي(المخابرات) بمحافظة حضرموت (شرق اليمن) أصيبا، الثلاثاء، بنيران مسلحين مجهولين، يعتقد أنهما من عناصر تنظيم"القاعدة"،وقالت الوزارة في موقعها على الانترنت" إن المقدم في جهاز الأمن السياسي فضل عبدالله الفضلي أصيب بطلق ناري أطلقته عناصر "إرهابية" في منطقة غيل باوزير بحضرموت" وأضافت" أن المساعد في الجهاز نفسه بدر محمد جعفر أصيب في الرأس بعيارين ناريين عندما هاجمه مسلحان يستقلان دراجة نارية وأطلقا عليه الرصاص ولاذا بالفرار في منطقة غيل باوزير"
وفي حين يعتقد أن عناصر"القاعدة" هي المسؤولة عن العمليتين، أكدت مصادر طبية في حضرموت لـ"العرب اليوم" أن بدر جعفر أحد عناصر الأمن السياسي في غيل باوزير، لقي حتفه في المستشفى متأثرًا بجراحه، فيما لاتزال الحالة الصحية للمقدم الفضلي في وضع حرج".
ولقي عشرات الضباط في الجيش والمخابرات اليمنية مقتلهم في حوادث اغتيالات شهدتها مناطق متفرقة في اليمن، خلال 2012، يعتقد بمسؤولية تنظيم"القاعدة" عنها، خاصة بعد أن تمكن الجيش اليمني في منتصف العام الماضي، من دحر مسلحي التنظيم من مدن في جنوب البلاد، كانوا قد استولوا عليها وأعلنوا فيها إقامة إمارات إسلامية.