نواكشوط - محمد أعبيدي شريف كشفت مصادر مطلعة في مالي أن السلطات الموريتانية تمكنت من إلقاء القبض على المتهم في عمليات إبادة جماعية ضد الجيش المالي" الأزوادي آغ آمبي" الفار من وحدة الجمالة في مدينة "ليري" المالية قبل فترة بعد اتهامه بالمشاركة في مجزرة 20 آذار/مارس الماضي التي نفذها متمردون أزواديون ضد الجيش المالي، ولم تكشف السلطات الموريتانية عن عملية الاعتقال حتى الآن ورفضت مصادر أمنية الثلاثاء الحديث لـ"العرب اليوم" بالنفي أو التأكيد، فيما أكد وزير الدفاع المالي الجنرال يا موسى كمارا للرأي العام الدولي الثلاثاء أن المتهم في تلك الجريمة البشعة التي راح ضحيتها ما يزيد على 20 ضحية إضافة إلى عدد من المفقودين أنه في قبضة  قوى الأمن الموريتانية، التي حياها على دورها الريادي في محاربة الإرهاب، مثمنا الاستعدادات التي أبداها الأمن الموريتاني في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، داعياً الماليين إلى مضاعفة اليقظة لضمان أمن بلادهم.
  وتزامنا مع اعتقالات لمطلوبين أزواد واتساع دائرة المعارك في الشمال يرى بعض المراقبين أن الحرب ستطول حتى بعد انسحاب القوات الفرنسية، مرجحة عودة الأمن لو تضافرت جهود الدول الصديقة، فيما يرى الخبير في المرصد المالي للقضايا الأمنية وحقوق الإنسان عبد المؤمن بوكوم  أن الجماعات المسلحة قادرة على استعادة السيطرة على شمال مالي في حالة انسحاب القوات الفرنسية من الشمال وبقاء القوات المالية والإفريقية فقط في ساحة القتال، وهو ما أكدته الأناضول.
   وتجددت المعارك في الشمال خاصة في مدينة تمبكتو بعد عمليات انتحارية استهدفت المدينة في خطوة من التنظيم إلى نقل المعارك إليها للفت انتباه القوات الفرنسية والمالية حتى تتمكن عناصر من الجهادين من التسلل إلى المدينة ليلا، وأسفرت تلك العمليات عن سقوط 7 قتلى بينهم 5 مسلحين وجندي مالي بالإضافة إلى مدنيين، حسب شهود عيان.
   وأكد الخبير المالي بوكوم أن الجماعات الجهادية المسلحة نجحت في تحقيق اختراق نوعي في صفوف السكان المحليين، الأمر الذي يجعل هؤلاء السكان يساعدون تلك الجماعات على التصدي للقوات الفرنسية والمالية، مشيراً إلى أن هذا الاختراق هو الذي سمح لتلك الجماعات أخيراً بالقيام بعمليات كبيرة الحجم في غاو وتمبكتو (شمال) اللتين تسيطر عليهما القوت الفرنسية و المالية، منوها الخبير بأنه كان في مدينة غاو قبل أيام وتأكد أن الجماعات المسلحة لا يمكن أن تنفذ أي اعتداء على المدينة إلا بمساعدة السكان المحليين، وذلك بحكم التعزيزات الأمنية المشددة في المدينة، مستغرباً من القرار الفرنسي القاضي بالانسحاب من شمال مالي قبل إنهاء مهمة تحرير الشمال من الجماعات المسلحة بشكل كامل، مؤكدا أن الجيش المالي والقوات الأفريقية لا يستطيعون وحدهم تأمين المناطق المسترجعة ولا حتى صد هجمات المسلحين.
   وتدخلت القوات الفرنسية عسكريا في شمال مالي في كانون الثاني/يناير الماضي لمساعدة الجيش المالي على القضاء على الحركات المسلحة في المنطقة، فيما يوجد على الأراضي المالية في الوقت الراهن نحو 4 آلاف جندي فرنسي، ومن المقرر أن تبدأ هذه القوات بالانسحاب في نيسان/أبريل الجاري.