نجيب ميقاتي
بيروت – جورج شاهين
قال رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل إن لبنان الذي يُدين القصف الذي تتعرض له من حين إلى آخر قرى وأحياء لبنانية متاخمة للحدود الشمالية والبقاعية بنيران مَصْدَرها مواقع في داخل الأراضي السورية، يرفض في الوقت نفسه استخدام أراضيه وبلداته وقراه، لإقحام لبنان في مسار الأحداث السورية،
كما يشجب انتهاك إسرائيل للأجواء اللبنانية للاعتداء على سورية كما حصل قبل أيام، بهدف تأجيج الوضع المُتأزِّم أصلاً في المنطقة، في وقت بدأ الحديث يعود الى أهمية البحث عن سبل لتفعيل خيار السلام ودفعه إلى الأمام.
واعتبر الرئيس ميقاتي خلال استقباله الثلاثاء في السرايا سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مع المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي، أن سياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة اللبنانية منذ بداية الأحداث في سورية قبل عامين، "هي الخيار الذي يلتزمه لبنان ويتمسك به ولن تنفع المحاولات الجارية من هنا ومن هناك لدفعه إلى تغيير هذا الموقف الذي يضمن، في مفهوم الحكومة اللبنانية، الأمن والاستقرار في لبنان ويبعده عن تداعيات ما يجري في سورية، كما يترجم اتفاق القيادات اللبنانية على طاولة الحوار في قصر بعبدا على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي."
وأبلغ الرئيس ميقاتي السفراء أن القوى العسكرية والأمنية اللبنانية تقوم بواجبها للحفاظ على الأمن على الحدود اللبنانية – السورية، إلا أن اتساع هذه الحدود وتداخلها يجعلان من الصعب ضبط ما يجري جذرياً، إضافة إلى افتقار هذه القوى للمعدات والتجهيزات التي تجعل من تدخلها عاملاً فاعلاً في تحقيق المهمات المسندة إليها، ما يفرض بالتالي تعزيز قدرات هذه القوى ولاسيما الجيش ليتمكن من القيام بالمهمات الوطنية الموكلة إليه بإجماع اللبنانيين إلى أي طائفة أو مذهب انتموا والتي تمتد على كامل الأراضي اللبنانية بما فيها الحدود الجنوبية بالتعاون الوثيق مع قوات "اليونيفل" .
ولفت الرئيس ميقاتي إلى أن لبنان الذي رعى النازحين السوريين الذين وفدوا إلى أراضيه ولا يزالون منذ بداية الأحداث في سورية، يجد نفسه اليوم عاجزاً عن استمرار هذه الرعاية على نحو كامل وشامل، ما لم يسارع المجتمع الدولي إلى الوفاء بالالتزامات التي أعلنها في مؤتمر الدول المانحة في الكويت قبل أشهر ومساعدته مادياً وعينياً لتمكينه من تلبية الحاجات اليومية المتزايدة للنازحين على اختلاف أماكن وجودهم.
وشدد على أن لبنان يولي أهمية قصوى لضرورة متابعة مجلس الأمن الدولي مباشرة لأوضاع النازحين على أراضيه وفي حال قرر إيفاد بعثة استطلاع ميدانية إلى المنطقة، يجب أن تشمل جولتها أماكن وجود النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية لاسيما تلك التي تشهد كثافة في أعدادهم، حتى تكون المعطيات كاملة لدى الدول الأعضاء عن الواقع الذي يعيش فيه النازحون في لبنان والإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها لمساعدتهم . ولفت الرئيس ميقاتي السفراء إلى قلق اللبنانيين من وتيرة تزايد النازحين التي تنعكس سلباً على لبنان الذي يعيش وضعاً ديموغرافيا دقيقاً، إضافة إلى الخطر من ازدياد حالات الجنح والجرائم ناهيك عن تفشي الأمراض والمشاكل الاجتماعية بسبب الأعداد الضخمة للنازحين.
وكان وفد السفراء ضم كلاً من سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، سفير بريطانيا لدى لبنان طوم فلتشر، القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريتشارد ميلز ممثلاً عن السفيرة مورا كونيللي الموجودة خارج لبنان، القائم بأعمال سفارة الصين في لبنان هان جينغ ممثلاً عن السفير الصيني جيانغ جيانغ، والمنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، وتغيب عن الاجتماع بداعي السفر السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي وتم التشاور معه خلال اتصال هاتفي. وقدم الرئيس ميقاتي للسفراء عرضاً مُسهباً للأوضاع على الحدود اللبنانية- السورية في ضوء التطورات الأخيرة، كما تطرق البحث إلى الخروقات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي أبلغت إلى الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن، إضافة إلى المعطيات المتوافرة عن أوضاع النازحين السوريين.
وكان الرئيس ميقاتي عقد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية في السرايا الثلاثاء، فاستقبل سفير تركيا لدى لبنان إينان أوزيلديز الذي قال بعد اللقاء، كما تعلمون نحن نتعامل مع مسألة المخطوفين اللبنانيين في أعزاز ورأينا الأسبوع الماضي صوراً للمخطوفين التسعة وكنا سعداء جداً لرؤيتهم يتمتعون بصحة جيدة. وأضاف "اليوم وبعد لقائي الرئيس ميقاتي دعوني أؤكد مجدداً التزام تركيا مواصلة جهودها وهي التي لم تتوقف عن بذل أي جهد لكن المسألة معقدة،وقد تباحثْتُ مع الرئيس ميقاتي في التطورات الجديدة بعد زيارة مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى تركيا حيث أن هناك تطورات إيجابية، ونأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى نتائج إيجابية، وبهذه المناسبة أؤكد مجدداً أن تركيا ليست دولة عدوة ونحن نتفهم غضب الأهالي وندعوهم إلى أن يكونوا أكثر صبراً وأن يحترموا مصالحهم وحقوق الأتراك.
واستقبل الرئيس ميقاتي سفيرة الفلبين لدى لبنان السيدة ليا بازينانغ –رويز وبحث معها العلاقات الثنائية بين البلدين، كما استقبل الرئيس ميقاتي المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم ورئيس فرع المعلومات العقيد عماد عثمان وتناول البحث الأوضاع الأمنية.