الرئيس المصري محمد مرسي مع نظيره الإيراني أحمدي نجاد في القاهرة
القاهرة ـ أكرم علي
طالب الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بإلغاء "التأشيرة" بين مصر وإيران لدفع العلاقات الشعبية لمزيد من التعاون ومحاولة التقريب بين الشعبين. وقال "نجاد" خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية بمقر إقامة السفير الإيرانى بمصر الجديدة (غرب القاهرة) هناك قوى تعمل على الوقيعة
بين مصر وإيران تحديدًا لأنه لا يراد لهاتين القوتين أن تعملا معًا لأن الغرب وقوى الاستعمار تخشى من التقاء القدرات المصرية والإمكانيات الإيرانية لأن ذلك تهديد لقوى الشر فى العالم.
وأكد نجاد أن دور الصهيونية ينتهى فى المنطقة بعد أن أدرك الغرب أن إسرائيل كمستعمرة فى المنطقة لا تستطيع حماية مصالحه، مؤكدًا أن هجوم إسرائيل الأخير على سورية ليس له تفسير إلا محاولة خلق دور للكيان الصهيونى فى المنطقة.
وقال نجاد أن ما يحدث فى سورية يمكن أن ينتهى بالحرية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الانتخابات.
وأضاف أن طهران تسعى لتوطيد العلاقات مع القاهرة وأنقرة لتشكيل مثلث إقليمي قادرعلى إقرار الأمن فى المنطقة ومواجهة فتن الغرب، مشيرًا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تستورد أسلحة بـ50 مليار دولار سنويًا لو أنفقت على السودان ومصر والأردن وبلدان المنطقة "لن يبقى هناك فقير".
وعن العلاقات مع مجموعة دول الخليج، أشار نجاد، في أكثر من موضع أن العلاقات الايرانية – الخليجية تتسم بأنها علاقات ممتازة وطيبة وأنه سبق وشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي بالدوحة قبل اربع سنوات واقترح آنذاك 12 مقترحا لدعم وتعزيز العلاقات بين الجانبين.
ولم يوضح نجاد في مجمل حديثه مضمون تلك المقترحات وما اذا كانت الدول الخليجية اقتنعت بها أم لا، غير أنه شدد على أن بلاده لم تتسبب في أي أذى لدول المنطقة منذ اندلاع الثورة الإسلامية، وأن كل مبتغاها هو تعزيز أمن المنطقة.
وأشار إلى أنه سافر إلى كل دول مجلس التعاون الخليجي بقلب مفتوح، وركز على السعودية التى توجه إليها خمس مرات بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. واتهم التواجد العسكري الأميركي – البريطاني في منطقة الخليج بأنه سبب ما تعاني منه المنطقة من عدم استقرار. واختص نجاد البحرين بقوله :" يجب أن يتعامل حكامها مع شعبهم بصورة أكثر رقيا وهذا هو حق الشعوب، واننا لا نتدخل في شئون البحرين ولكننا ندافع عن حقوق الشعوب ونوصي حكومتها بان تعترف بهذه الحقوق".
وطالب نجاد بضروة العمل على مواجهة الوقيعة التي رسخها الغرب بين المذاهب الدينية وبين العرقيات المختلفة، مشيرًا إلى أن أعظم أجهزة العالم لا تستطيع أن تراقب 84 مليون مصرى و76 مليون إيرانى، مؤكدًا أن هناك من يعمل لصالح هذه القوى داخل بلداننا ويجب مواجهته.
وأشار "نجاد" إلى أن كل إمكانيات إيران العسكرية ستكون فى متناول أى دولة فى المنطقة تتعرض لاعتداء إذا ما طلبت ذلك من إيران.
في الإطار ذاته حذر عدد من السياسيين المصريين من تحلي مصر بنهج الثورة الإيرانية الإسلامية من خلال عودة العلاقات، واقتضاء مصر بفكرة الحرس الثوري، في الوقت الذي دعا فيه رموز الدعوة السلفية في مصر من تنامي المد الشيعي في الدول الإسلامية السُنية.
وقال جورج إسحاق، رئيس حركة كفاية الأسبق والقيادي بجهة الإنقاذ لـ "العرب اليوم" أحذر الرئيس مرسي وحكومته من خضوع القرار السياسي المصرى للإغراءات الاقتصادية التى قد تقدمها إيران لمصرفى الوقت الحالي والتي تجعل إيران تتدخل في العملية السياسية المصرية ويمكن بدورها نقل فكرة تجربة الحرس الثوري الإيراني لقمع المعارضين.
أضاف إسحاق أنه يجب أن تكون مشاركة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في القمة الإسلامية فقط دون التطرق لتعميق العلاقات مع القاهرة، خاصة أن إيران تسير على نهج خطير إذا تم تطبيقه في مصر سوف يتم تقسيمها.
ومن جانبه قال أستاذ العلوم الدولية محمد سالمان لـ "العرب اليوم" إن تعميق العلاقات مع إيران سوف يؤثر على علاقات مصر بدول الخليج وخاصة بالإمارات والتي بينها وبين مصر الآن توترات، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك حليف قوي لإيران في منطقة سوى مصر بعد سورية التي على وشك السقوط.
وطالب سالمان الرئيس بالـحذرمن أن تكون مصرحليف عسكرى لها ولغيرها ومراعاة البعد العسكرى والاستخباراتى والشرطى والأمنى لمصر وعدم تعريضه للإختراق أو التغيير.
في السياق ذاته حذر عضو حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية صفوت عبد الغني من المد الشيعي الإيراني في الدول السنية، معربا عن تمنيه بإلغاء هذه الزيارة ورفض استقبال أحمدي نجاد الذي يدعم نظام بشار الأسد ويقتل المئات من السوريين حسب قوله.
وقال عبد الغني لـ "العرب اليوم" يجب على النظام الحالي الحفاظ على مصر من تنامي المد الشيعي داخل مصر فهذا خط احمر لا نقبله، ولن نسمح أبدا بسب الصحابة داخل مصر، كما حذر المتشيعين داخل مصر بالاستقواء بايران او تنفيذ اجندة ايرانية تتعارض مع معتقدات أهل السنة او مصلحة الوطن.
ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي للدعوة السلفية، عبد المنعم الشحات أن الدعوة السلفية توقعت زيارة الرئيس الإيراني لمسجد الحسين، وحذرت منها مسبقاً وكانت تتمنى ألا تتم لاعتبارات سياسية وأمنية.
وقال الشحات، في تصريحات له مساء الثلاثاء''شيخ الأزهر قد كفى السياسيين وغيرهم مؤنة هذا حينما طالبه بالتبرؤ من سب الصحابة لا سيما عائشة رضى الله عنها، ومطالبته بالامتناع التام عن محاولة إيجاد مد شيعي فى مصر واحترام بلاده أمن الخليج وألا تتدخل فى شئونه الداخلية، كما كلمه بشأن الاضطهاد الذى يعانيه أهل السنة فى إيران''.
و أضاف المتحدث باسم الدعوة السلفية: ''إن سكوت أحمدى نجاد عن الإجابة بدلاً من الرفض الصريح هو نوع من التقية، ولكنها تقية تتناسب مع ما يشعر به من قوة بلاده السياسية والاقتصادية وهو ما ساهم فى ظهور الشيعة على حقيقتهم أمام العالم الإسلامي بخلاف فترات ضعفهم والتي مارسوا فيها التقية بشكل كبير مع علماء الأزهر ومع غيرهم مما ساهم فى تقبل العالم السني لهم ثم اتضح أن كل ذلك كان من باب التقية''.
وأوضح الشحات، أن تدخل مترجم الرئيس الإيراني ومقاطعته للشيخ حسن الشافعي أثناء إلقائه للبيان نيابة عن شيخ الأزهر، موقف شبيه بتعمد مترجم التليفزيون الإيراني عدم ترجمة عبارات الرئيس مرسي فى الترضي عن الصحابة فى كلمته التي ألقاها فى إيران، مشيراً إلي أن من حق شيخ الأزهر أن يذكر ما قاله وإن لم يقبله الطرف الآخر''.
في المقابل قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أحمد عارف "إن تخوفات البعض من زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى مصر بأنها تمثل خطوة للمد الشيعي والغزو الثقافي والسياسي الإيراني لمصر، قد تكون سليمة إذا كان النظام المصري غير ديمقراطي، ولكن الإدارة المصرية متمثلة في الرئيس محمد مرسي حاليًا تعني وجود رئة ديمقراطية تجعلنا مطلعين على الأمور بشكل أوضح.
وأكد عارف في تصريحات له أن تلك الزيارة قد تكون خطوة لحل الأزمة السورية من خلال ضغط الإدارة المصرية على نجاد لتغيير موقف بلاده تجاه الأزمة السورية.
وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وصل القاهرة الثلاثاء والتقى الرئيس محمد مرسي على هامش المشاركة في أعمال مؤتمر القمة الإسلامية، والتقى شيخ الأزهر أحمد الطيب وزار مسجدي الحسين والسيدة زينب.