صنعاء - علي ربيع أكد ، مساء الأحد، أن بلاده ماضية في طريق الحوار الوطني ولن تعيقها الأعمال الإرهابية والتخريبية الساعية إلى إفشال الحوار. ويأتي هذا في وقت واصل المتحاورون اليمنيون أعمالهم في سياق الجولة الثانية والحاسمة من مؤتمر الحوار الوطني، والرامية إلى استكمال أعمال الجولة الأولى التي أنجزت نحو 80بالمائة من قضايا الحوار.
وقال هادي خلال حفل إفطار أقامه الأحد لأعضاء مؤتمر الحوار وهيئة رئاسته "إن العمل جار على قدم وساق وتجاوزنا الكثير من التحديات والصعاب وانطلق الحوار الوطني الشامل في 18 آذار/مارس الماضي وحقق إلى الآن نجاحات باهرة وأشواط كبيرة ".
وأثنى الرئيس اليمني على الطريق التي سلكها اليمن إبان ماعرف بثورات الربيع العربي واحتكامه إلى تسوية سياسية مدعومة خليجياً ودولياً ما جنبه المخاطر التي وقعت فيها دول أخرى وقال" من حسن الطالع وإرادة الله سبحانه وتعالى غلب اليمانيون الحكمة فلم يكن ربيعهم كما هو حاصل هنا وهناك".
وأضاف "أن اليمن خرج خروجا مشرفا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي مثلت الحل المشرف لكل القوى السياسية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ولا ناصر ولا مهزوم " مؤكداً أن الأهداف المطلوبة تحققت وأن هناك متغيرات عميقة وكبيرة وعلى مختلف المستويات وذلك ما جنبنا الحرب والويلات والآلام والتشظي".
وانتقد هادي المراحل السياسية السابقة في تاريخ اليمن باعتبارها لم تحقق مطالب الشعب وقال" نحن اليوم أمام مرحلة جديدة لا بد من أن يبذل الجميع الجهود المخلصة والصادقة من أجل اليمن الجديد والغد الأفضل".
وأشار الرئيس اليمني إلى وضع بلاده الاقتصادي والأمني الصعب، مؤكداً أن الأعمال التخريبية والإرهابية لن تحول دون نجاح الحوار الوطني وقال"وضعنا الاقتصادي والأمني والسياسي أيضا صعب ومعقد ونود أن نؤكد للجميع أننا بحاجه إلى الجهود الخيرة والصادقة وليس إلي الأعمال التخريبية في قطع الكهرباء وأنابيب النفط والطرقات".
ويشهد اليمن حالة من انفلات الأمن وتكرر الهجمات القبلية على المصالح الحيوية، في حين ينشط تنظيم"القاعدة" وسط وجنوب وشرق البلاد وينفذ عمليات مستمرة ضد ضباط الجيش والأمن".
وأضاف هادي "من يعتقد أنه بتلك الأعمال سيعطل مؤتمر الحوار فنقولها للملأ لن تستطيع أي قوة أو جماعة أو فئة أن تؤثر على سير أعمال المؤتمر الوطني الشامل للحوار مهما ارتكبت من حماقات وفجور في حق الشعب، الذي بات يعرف الطرق والأساليب الإرهابية بكل أنواعها والمرتبطة بالمصالح الضيقة للمتنفذين الذين تعودوا  تجاوز القانون والنظام وحقوق الناس".
وأكد أن على مؤتمر الحوار الوطني إجراء المعالجات النهائية والكاملة والمشجعة بما يؤمن حل القضية الجنوبية وقضية صعدة والوصول إلى وثيقة واحده تندرج في أساسيات دستور اليمن الجديد".
وكان هادي التقى الأحد، أعضاء اللجنتين القضائيتين اللتين شكلهما مطلع العام لمعالجة مظالم الجنوبيين الذين أبعدوا من وظائفهم بعد حرب صيف 1994، ولإعادة الأراضي التي استولى عليها نافذون.
وأكدت اللجنتان، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أنهما "قطعتا نحو 90بالمائة من عملهما وفي انتظار اتخاذ القرارات التنفيذية لمعالجة وضع آلاف المسرحين من وظائفهم المدنية والعسكرية واستعادة الأراضي المنهوبة.
إلى ذلك، أكد أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور أحمد عوض بن مبارك أن 80 بالمائة من القضايا المطروحة والمحاور الثمانية لمؤتمر الحوار الوطني قد تم التوافق عليها.
وقال في خطاب له، الأحد في صنعاء أمام مؤتمر للدعاة" إن مؤتمر الحوار يمثل فرصة لليمنيين لوضع حلول جذرية لمختلف الإشكاليات تضمن عدم تكرار ما حدث، وأنه لن يخرج بتوصيات ولكن بقرارات بناءة وملزمة ومنها إعداد دستور جديد وتوجهات عاجلة لحل مختلف القضايا الوطنية".
وفي السياق نفسه، واصلت فرق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، أعمالها في سياق المرحلة الثانية والحاسمة من الحوار والتي ستنتهي في أيلول/سبتمبر، حيث أنجزت برامج عملها للمرحلة الأخيرة، التي من المفترض أن تحسم فيها الملفات المعقدة المتعلقة بشكل بناء الدولة(نظام الحكم) وحل النزعة الانفصالية في الجنوب و التمرد الشيعي في الشمال، وصولاً إلى تحديد معالم الدستور الجديد.