دمشق ـ جورج الشامي اعتبر مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، أن "الاتفاق الروسي الأميركي بشأن سورية خطوة مهمة جدًا"، حيث اتفق الطرفان مؤتمر دولي لإنهاء الصراع في سورية، وسط أنباء عن أن الولايات المتحدة تعمل على مساريين متوازيين في تعاملها مع الأزمة السورية، أحدهما عسكري يتمثل بتحضير خطط تسليح المعارضة والطوارئ لاحتواء أي تهديد كيميائي، والثاني سياسي يتمثل في الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الجانب الروسي وقيادات عربية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري، "إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا في محادثات، الثلاثاء، على محاولة ترتيب مؤتمر دولي لإنهاء الصراع في سورية، الذي من الممكن أن ينعقد أواخر أيار/مايو الجاري، الهدف منه جمع ممثلين للحكومة السورية والمعارضة"، فيما اعتبر كيري أن "بديل التوصل إلى حل سياسي من خلال التفاوض بشأن سورية، ربما يكون تفكك البلاد".
وأكد وزير الخارجية الأميركي، خلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته الأولى إلى موسكو، أبرز الحلفاء الدوليين للرئيس السوري بشار الأسد، أن "الولايات المتحدة تؤمن حقًا بأن لنا مصالح مشتركة مهمة جدًا في سورية، وأن من هذه المصالح الاستقرار في المنطقة، وعدم السماح للمتطرفين بخلق مشاكل في المنطقة وغيرها من المناطق"، آملاً بأن "نتمكن من مناقشة ذلك قليلاً، ونرى إن كان بإمكاننا أن نجد أرضية مشتركة".
ولم يتطرق بوتين بشكل محدد إلى الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن سورية، متحدثًا عن أهمية التعاون "في إيجاد حلول لأهم قضايا اليوم"، وأن اللقاء "يوفر فرصة لمناقشة القضايا التي نعتقد أنها صعبة وجهًا لوجه"، فيما تأتي المحادثات الروسية الأميركية في موسكو قبل نحو شهر من قمة مرتقبة بين بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، يرجح أن تشكل الأزمة السورية المستمرة منذ عامين، محورها الرئيس.
وجاءت المحادثات في موسكو غداة تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي روبرت مينينديز، باقتراح قانون يتيح للولايات المتحدة تسليح مقاتلي المعارضة السورية، لكن وفق معايير محددة تشمل احترام حقوق الإنسان وعدم الارتباط بالإرهاب.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي وصل إلى دمشق في زيارة غير مقررة، قادمًا من العاصمة الأردنية، فيما دعا صالحي الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الإقليميين للحكومة السورية، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة، إلى حل سلمي للنزاع وبشكل سوري سوري".
ودافع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن نهجه الذي يتسم بالتروي في تحديد ما إذا كانت سورية قد استخدمت أسلحة كيميائية، مشيرًا وأشار إلى مصير كل من أسامة بن لادن والزعيم الليبي معمر القذافي كدليل على "أننا نفي عادة بالتزاماتنا".
وتعرض أوباما لبعض الانتقادات لبطئه في التحرك بخصوص سورية، رغم الخسائر البشرية الكبيرة في الحرب الأهلية هناك، لكنه رد على هذه الانتقادات في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة كوريا الجنوبية باك جونهاي التي تزور واشنطن، وقال "إن عليه أن يتخذ القرارات استنادًا إلى تحليل متماسك سليم المنطق لا إلى الأمل والدعاء، وإنه لا يمكنه اتخاذ قرار أو تنظيم ائتلافات دولية استنادًا إلى مجرد أدلة انطباعية على وقوع تجاوزات سورية".
وتحقق الولايات المتحدة حاليًا في اتهامات بأن سورية استخدمت أسلحة كيميائية وتبحث عن مزيد من الأدلة لدعم هذه المزاعم، حيث أوضحت الولايات المتحدة أن "لديها درجات متفاوتة من الثقة في أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية ضد شعبها، وهو ما يعني تجاوزها الخط الأحمر التي حذرها أوباما من تخطيه".
وكشفت مصادر مطلعة في واشنطن لصحيفة "الحياة"، عن أن "الولايات المتحدة الأميركية تعمل على مساريين متوازيين في تعاملها مع الأزمة السورية، أحدهما عسكري يتمثل بتحضير خطط تسليح المعارضة والطوارئ لاحتواء أي تهديد كيميائي، والثاني سياسي يتمثل في الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الجانب الروسي وقيادات عربية".
ورأت صحيفة "هآرتس"، أن الحفاظ على الهدوء بعد الهجوم الإسرائيلي على سورية، دليل على الخيارات الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد، وأنه لا يزال هناك إمكان بأن تتلقى إسرائيل ردًا في وقت متأخر كما حصل مع التفجير الذي حصل في بلغاريا في تموز/يوليو 12، الذي اعتبر ردًا متأخرًا من قبل "حزب الله" وإيران على سلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين إيرانيين، تم اتهام تل أبيب بها.
وأضافت "هآرتس" أن هناك إمكان أيضًا بأن يرد المعسكر الإيراني السوري بعمليات تُسمى "اللهب الخفيف" سواء عبر الحدود مع سورية أو لبنان أو ضد أحد الأهداف الإسرائيلية في الخارج من الإعلان عن المسؤولية، وأن المخاطرة بمهاجمة أهداف في سورية تم بحثها في القيادتين السياسية والأمنية بجدية خلال أشهر كثيرة، لكن الجمهور لم يكد يعرف ذلك إلا في نهاية الأسبوع الأخير، وأن التقدير الاستخباري الإسرائيلي يرى بأن الرئيس الأسد يفضل ألا يتورط في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، خشية توجيه ضربة قاتلة تؤدي إلى هزيمته في الحرب التي يخوضها"، فيما تساءلت عما سيحدث في المرة التالية، واصفة ذلك بالمعضلة، في حال توافر معلومات استخبارية عن نقل وسائل قتالية إلى لبنان، وهذا ما ينبغي أن نفترضه، محذرة من أن تواصل الهجمات سيدفع الرئيس الأسد إلى الرد في النهاية.
أما عن سبب عزوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التوضيح للجمهور عما يجري في الحدود الشمالية، فقد لفتت الصحيفة العبرية إلى أن "رئيس الوزراء يعتقد أن ذلك لم يحن أوانه بعد، أضف إلى حقيقة أن العدو يصغي أيضًا".