دمشق - لبنان اليوم
فيد التقارير الواردة من شمال سوريا بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط بلدة رأس العين بين القوات التركية والمسلحين الأكراد، وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في وقت سابق من يوم السبت سيطرة الجيش التركي والجماعات الموالية له على البلدة الحدودية في إطار عملية التوغل التركي في الشمال السوري، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية، المشكلة من أغلبية كردية، نفت الأمر.
كذلك قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن القوات التركية لا تسيطر إلا على جزء من البلدةـ، وتشير الإحصائيات الأولية إلى مقتل حوالي 50 مدنياً على جانبي الحدود ونزوح أكثر من 100 ألف شخص.
ويقول محللون إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة مهد الطريق أمام قيام القوات التركية بشن غارات على قوات سوريا الديمقراطية، الحليف الرئيسي للغرب في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتهم تركيا المسلحين الأكراد بالإرهاب وتقول إنها تريد تطهير "المنطقة الآمنة" منهم. وتعتزم تركيا انشاء منطقة آمنة، تصل إلى حوالي 30 كيلومتراً في الأراضي السورية، حيث تخطط لإعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري حاليًا في تركيا إليها.
ويمثل مصير الآلاف من السجناء، بمن فيهم الأجانب، المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية، القابعين تحت حراسة القوات الكردية في المنطقة، الشغل الشاغل والرئيسي للمجتمع الدولي.
ما هي آخر التطورات؟
تقول تركيا أن قواتها وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، استولوا على بلدة رأس العين من قوات سوريا الديمقراطية يوم السبت، لكن التحالف الذي يقوده الأكراد ينفي ذلك.
وتعرضت المدينة لقصف مكثف لعدة أيام، حيث حلقت الطائرات الحربية التركية فوقها.
وتقول قوات المعارضة السورية الحليفة لتركيا إنها سيطرت، في مناطق آخرى، على طرقً مهمة واستراتيجية على بعد 30 كم من الحدود، كما استولت على أكثر من 12 قرية،
وتواجه قوات سوريا الديمقراطية العديد من الهجمات البرية والجوية التركية على امتداد الحدود التركية السورية بطول حوالي 120 كيلومترا.
وقد طالب القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، ريدور جليل، في بيان متلفز السبت، الولايات المتحدة بالمساعدة في حمايتهم، واصفا ذلك بأنه "التزام أخلاقي".
وقال جليل "لا نريدهم أن يرسلوا قواتهم إلى الخطوط الأمامية ... كل ما نريده هو إغلاق المجال الجوي للطائرات التركية ويمكنهم القيام بذلك بسهولة".
"تنظيم الدولة الإسلامية"
أعلنت تركيا أنها ستبقي على عناصر "تنظيم الدولة الإسلامية" المحتجزين في مناطق شمال شرق سورية والخاضعة لسيطرة القوات الكردية بعد سيطرتها عليها، معبرة عن استعدادها للتعاون مع الدول التي ينتمون في إعادة تأهيل أسرهم.
وقالت الخارجية التركية، في بيان صحفي: "في هذه المرحلة سنُبقي على عناصر "داعش" وأسرهم، وستتولى تركيا احتجازهم داخل المناطق المحررة من الإرهاب في سوريا".
وأضافت: "مستعدون للعمل مع المنظمات الدولية والدول التي ينتمي إليها عناصر "داعش" من الأجانب في إعادة تأهيل زوجاتهم وأطفالهم غير المتورطين في جرائم".
"اعتداء غير مقبول"
على المستوى الدبلوماسي، طالبت الجامعة العربية تركيا بوقف عملياتها العسكرية في شمال سوريا فورا، والانسحاب الكامل من الأراضي السورية، معتبرة العملية العسكرية التركية "عدوانا واعتداء غير مقبول" على سيادة دولة عربية.
وقالت الجامعة، في بيان عقب اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، بناء على طلب مصر، إنها تنظر في اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية واستثمارية، لم تسمها، وآخرى تتعلق بالتعاون العسكري مع تركيا، فيما أوضح أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط أن هذه الإجراءات ستقوم بها كل دولة على حدة وستراعي "فلسفة التدرج في التعامل مع هذا الموضوع"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وتحفظت كل من قطر والصومال على البيان الختامي للاجتماع، بحسب أبو الغيط، الذي أوضح في مؤتمر صحفي أن الدولتين ستقدمان تحفظاتهما مكتوبة للجامعة في وقت لاحق اليوم
قد يهمك ايضا:
"ميّ شدياق" تؤكّد أنّ حرية التعبير تشهد ملحوظًا حول العالم
"سورية الديمقراطية" تؤكد أن هجوم تركيا على الشمال أنعش خلايا تنظيم "داعش"