الرياض ـ سعيد الغامدي
بدأت السعودية، الأحد، توجيه دعوات رسمية لقادة دول الخليج لحضور قمتهم الـ42 في المملكة منتصف الشهر الجاري. يأتي توجيه الدعوات قبيل يوم من جولة خليجية مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستهلها الإثنين بزيارة سلطنة عمان. وأفادت وكالات الأنباء الرسمية في دول الخليج تلقي قادتهم رسائل رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تتعلق بدعوتهم لحضور القمة الخليجية الـ42، وتعزيز العلاقات الأخوية بين دولهم.
وسلم الدعوات الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي خلال جولة خليجية الأحد.
وتسلم ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بقصر بيان الدعوة الموجهة إلى أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح من الملك سلمان لحضور قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
كما تسلم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر دعوة مماثلة.
وتلقى سلطان عمان هيثم بن طارق رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين تتصل بالعلاقات الأخوية والتعاون بين البلدين، تسلّمها بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العماني خلال استقباله نظيره السعودي.
كما تلقى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رسالة مماثلة تسلمها عبداللطيف الزياني، وزير الخارجية البحريني، لدى استقباله نظيره السعودي.
وستكون القمة الخليجية القادمة هي أول قمة خليجية بعد رأب الصدع الخليجي خلال قمة العلا 5 يناير/كانون الثاني الماضي.
كما ستكون القمة الخليجية الـ42 هي رابع قمة اعتيادية تستضيفها السعودية للعام الرابع على التوالي، فيما تعد هذه أول مرة في تاريخ مجلس التعاون منذ تأسيسه عام 1981، أن تستضيف دولة 4 قمم متتالية.
وكانت القمة الـ41 قد عقدت بعد تعديل أصبح يسمح لدولة الرئاسة (البحرين في تلك الدورة) بأن تُعقَد القمة في دولة المقر، وهو إجراء تم الاتفاق عليه خلال القمة الخليجية الـ37 التي عقدت بمملكة البحرين عام 2016، وتم تطبيق هذا الإجراء لأول مرة في القمة الخليجية رقم 39، حيث ترأست سلطنة عمان تلك الدورة، في حين عقدت القمة في دولة المقر في الرياض، برئاسة العاهل السعودي، كما تكرر في القمة الـ40 التي ترأست دورتها الإمارات، في حين عقدت القمة في الرياض، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويرى مراقبون أن قادة دول الخليج سيجددون خلال قمتهم التأكيد على حرصهم على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، والعمل على تعزيز التنسيق وزياردة التعاون، وخصوصا بعد رأب الصدع الخليجي في قمة العلا.
كما سيؤكد قادة الخليج على المصير المشترك ووحدة الهدف والوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس.
أيضا يرتقب أن يجدد قادة دول الخليج خلال قمتهم القادمة على مواقف مجلس التعاون الرافضة للتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية من أي جهة كانت.
ويرتقب أن تدعو القمة الخليجية إيران إلى الالتزام بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ونبذ الطائفية، مع التأكيد على ضرورة منع الانتشار النووي، واستكمال الجهود الرامية إلى إيجاد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
كما ينتظر أن يتم خلال القمة التأكيد على الحلول السياسية لأزمات المنطقة، وعلى رأسها الأزمة في اليمن.
يأتي توجيه الدعوات قبيل يوم من جولة خليجية مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستهلها الإثنين بزيارة سلطنة عمان.
ويرى مراقبون أن أجندة القمة الخليجية ستكون أحد محاور المباحثات خلال جولة ولي العهد السعودي إضافة إلى تعزيز مسيرة التعاون والتضامن الخليجي، وبحث التهديدات المشتركة، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني وتدخلات طهران في المنطقة.
ونقلت جريدة عكاظ السعودية عن مصادر دبلوماسية أن الجولة الخليجية ستستمر 5 أيام، وسيستهلها بزيارة سلطنة عمان، ثم البحرين وقطر والإمارات والكويت.
وكان ديوان البلاط السُّلطاني العماني قد أعلن أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليُّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية سيبدأ زيارة إلى سلطنة عُمان غدا الإثنين.
وقال البيان إن الزيارة تأتي "انطلاقا من العلاقات التاريخيّة الممتدة التي تربط سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتعزيزًا لأواصر المودّة والمحبّة ووشائج القُربى التي تجمع شعبي البلدين، واستكمالًا لما أسفر عنه اللقاء بين السُّلطان هيثم بن طارق وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أثناء زيارة السلطان هيثم إلى المملكة في شهر يوليو/تموز الماضي".
وأشار البيان إلى أنه "سيتم خلال هذه الزيارة بحث عدد من المجالات والجوانب ذات الاهتمام المشترك؛ خدمة لمصالح البلدين الشقيقين، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعبين لمستقبل أكثر رخاءً، ونماءً، وازدهارًا".
وأجرى السُّلطان هيثم بن طارق زيارة إلى السعودية في يوليو/تموز الماضي هي الأولى له خارجيا منذ توليه مقاليد الحكم، التقى خلالها العاهل السعودي.
وقد تُوّجت الزيارة بتأسيس المجلس التنسيقي السعودي العماني وفتحت آفاقًا أرحب وأوسع بين البلدين الشقيقين للتعاون في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية.
وتوقعت مصادر إعلامية ودبلوماسية أن يتم خلال زيارة ولي العهد السعودي لسلطنة عمان إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة تشمل مجالات تعاون رئيسية منها الاستثمارات في مشروع إقامة منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم والتعاون في مجال الطاقة، إضافة إلى افتتاح أول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين بطول 800 كيلومتر وهو منفذ الربع الخالي.
وقد يهمك أيضًا: