بيروت _ لبنان اليوم
"فالج لا تعالج".. كان الامل لدى اللبنانيين، بتشكيل حكومة ترضي طموحهم وتطلعاتهم، لا يزال موجودا حتى اللحظة الأخيرة.لكن، الاجتماع رقم 18 بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، خلُص بإطلاق الاخير "صاروخ أرض – جو" على القصر وسيّدها ومن حوله.أخيرا كشف المستور والإعلان عن الأسماء التي طرحها. وهو بذلك قد أعاد الكرة الى ملعب رئيس الجمهورية.. وبذلك نكون قد عدنا الى نقطة ما دون الصفر.وعلى وقع التقلبات السيّاسية في البلاد، لا تزال العملة الوطنية تشهد على تخبط على مثيل له. تارة يرتفع سعر صرفها، مقابل الدولار الاميركي الواحد، الى حدّ الـ15 ألف ليرة. وطورا، ينخفض الى ما دون الـ10 آلاف.
فبعد اللقاء ما قبل الأخير، الخميس الفائت، بين عون والحريري، انخفض الدولار بكشل فُجائي من الـ14500 ليرة الى 10500 ليرة، أي ما يقارب الـ4000 ليرة في يوم واحد.أما اليوم، فقد ارتفع تلقائيا، بعدما تبيّن أن لا نيّة لدى الجهات المعنيّة بتشكيل حكومة عمّا قريب لإنقاذ البلاد، ليصل الى عتبة 12000 ليرة. ثمة قناعة لدى الجميع، أنّ النتيجة المشؤومة التي تسبب بها اجتماع بعبدا اليوم، سيؤدي حُكما الى انهيارات شاملة، على الأصعة كافة.إلى ذلك، علّقت مصادر سياسية متابعة على لقاء بعبدا بالقول: كان من المتوقع أن يبوء الاجتماع بالفشل. فسيّد بعبدا لا يتحرّك إلا وفقا لأوامر صهره، النائب جبران باسيل، وحارة حريك.
المصادر تؤكد في حديث لـ"الشفافية" أنه "منذ ليل الخميس الفائت، اتُخذ القرار النهائي بالانقلاب على الدولة وأركانها ومؤسساتها كافة.فخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، كان بمثابة إعلان أن الامر له وحده بتحديد مصير البلاد أرضا وشعبا وجيشا".المصادر تتابع: "لن ندخل في تفاصيل مضمون كلمة نصرالله لأنها كانت واضحة كعين الشمس، لكن لا بد على الجهات الفاعلة والعاملة على حماية الوطن وكيانه التحرّك فورا وبكشل عاجل للوقوف سدا منيعا بوجه مشروع حزب الله، الذي يهدف الى تحويل لبنان الى ولاية ايرانية بشكل رسمي وفاعل".المصادر السياسية، تشدد على ان "البلاد دخلت اليوم بمرحلة الانقلاب الشامل، الامر الذي سيؤدي الى فقدان هيبة الدولة بأكملها، محذّرة من الفوضى الأمنية وعودة مشهدية الانفجارات والاغتيالات السياسية والصحافية وحتى المدنية".
المصادر السياسية تختم مشددة على ان "الوقت قد حان لاعلان استقالة جماعية من مجلس نيابي فاقد لشرعيته منذ 17 تشرين الاول الـ2019، وذلك تحضيرا لانتخابات نيابية مبكرة قادرة على إزاحة هذه المنظومة الفاسدة من جهة، وإنقاذ البلاد من قبضة محور المماعنة ومشروعهم الاجرامي".عموما، لا يشغل بال المواطن سوى بورصة الدولار وتداعياته السلبية في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي دأبت في البلاد.وعليه، تؤكد مصادر مالية، أن "لا حل للأزمة الاقتصادية في البلاد إلا بتشكيل حكومة اصلاحية تتوافق مع الشروط الدولية.وبما أن التضخم في لبنان وصل الى حدّ 500%، وبما أن هناك انقطاع كبير للعملة الخضراء، أي الدولار، في سوق النقد، سعر العملة الوطنية سيستمر في ارتفاعه الى حين اتمام الاصلاحات المطلوبة، وعلى رأسها ملف الكهرباء، هذا بحسب قول المصادر.
وفي حديث لـ"الشفافية"، تلفت المصادر الى أنه "بات من الضروري وقف طباعة الليرة اللبنانية غير المغطاة في المقابل بقيمتها من العملة الأجنبية، خصوصا وان نفقات الدولة لا تزال أعلى بكثير من إيراداتها، بل هي بوتيرة متزايدة بشكل دائم، ما يؤدي إلى سحب الدولارات من السوق".المصادر المالية تختم مشددة على أن "لم يعد لعملية تحليق الدولار سقفا يحدّه، بشكل أوضح فلت الملق نهائيا، وهو ما يؤدي لاحقا، وفي القريب العاجل، الى خسارة المواطنين قدرتهم الكليّة على تأمين لقمة عيشهم، وصولا الى حدّ فقدان المواد الغذائية من الأسواق، مع عدم قدرة التجار على تجديد مخزونهم".أمام هذه الفوضى العارمة في البلاد، لا تزال السلطة في لبنان تعتمد سياسية "الترقيع"، فيما هناك إجماع على أن المشكلة تتطلب إجراءات جذرية من مصرف لبنان والسلطات المعنية، وتحديدا إلى قرار سياسي حاسم بتشكيل حكومة لتنفيذ الإصلاحات، ما من شأنه أن يفتح الباب ولو جزئياً أمام وصول المساعدات إلى لبنان.
قد يهمك أيضا
لبنان دخل في مرحلة الإنهيار سعر الدولار من دون ضوابط والآتي أسو