الرئيس عبد الفتاح السيسي


يستعد قادة القارة السمراء لانعقاد قمتهم الثالثة والثلاثين في أديس أبابا، وتبدأ بعد أقل من أسبوع، وتشهد الفاعلية تسليم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لجنوبغير أن خبراء ومسؤولين سابقين في القاهرة يدعون بكثافة  أفريقيا، لمواصلة بلادهم «دورها» في النطاق نفسهم وتعزيز حضورها، محذرين من مغبة و«مخاطر الانعزال».

وتنطلق أعمال القمة الأفريقية العادية على مستوى الزعماء ورؤساء الدول والحكومات، في إثيوبيا يومي 9 و10 من فبراير (شباط) الجاري، لتختم القاهرة بذلك سنة كاملة من رئاسة الاتحاد الأفريقي، التي تولت بموجبها الرئاسة المشتركة للقمة الأفريقية - الروسية، فضلاً عن المشاركة في فعاليات دولية بارزة ممثلة للقارة.

ونقل «تقرير الحالة المصرية» الصادر، أخيراً، عن منتدى «أخبار اليوم للسياسات العامة» والقريب من دوائر صنع القرار الرسمية، تقديرات مواقف وأوراق بحثية لخبراء تشير إلى ضرورة استمرار القاهرة في تكثيف أنشطتها الأفريقية بغضّ النظر عن انتهاء فترة رئاسة الاتحاد.

وبعدما عرّجت على ما وصفته بـ«التذبذب بين الصعود والهبوط في اعتبار الدائرة الأفريقية أولوية خلال فترات الحكم السابقة في مصر»، تلفت، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، منى عمر، إلى أن «أن مصر بدأت تنفيذ استراتيجية نشيطة ومتنوعة وشاملة بمشاركة من أجهزة الدولة كافة، منذ عام 2014 وبموازاة وصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم».

ورأت الدبلوماسية السابقة، في مشاركتها ضمن تقرير «الحالة المصرية»، والذي عنونته بـ«إحياء دور مصر الأفريقي: خسائر الانعزال السلبي ومكاسب الاندماج الفعّال»، أن القاهرة واجهت في العقود الماضية «مردوداً سلبياً، نتيجة الغياب المصري خصوصاً على مستوى القمة»، محذرةً من «تمكن قوى معادية ومنافسة لمصر من اقتناص الفرصة لملء الفراغ، بل وضرب مصالح القاهرة الحيوية في القارة».

وتُعقد قمة العام الحالي تحت شعار «إسكات البنادق: خلق الظروف المواتية لتنمية أفريقيا»، وتبدأ اجتماعات الدورة العادية للمجلس التنفيذي للاتحاد على مستوى وزراء الخارجية يومي 6 و7 فبراير للإعداد للقمة.

تقدير سياسي آخر يسوقه وزير الخارجية المصري الأسبق والنائب في البرلمان محمد العرابي، الذي يقول ضمن التقرير نفسه، إن «مصر مع قرب تسليمها لرئاسة الاتحاد الأفريقي، يجب أن تضع حسابات للربح والخسارة في علاقاتها مع دول قارتها، خصوصاً أن مصر قدمت الكثير خلال السنوات الماضية، ولم يرقَ رد الفعل الأفريقي لما قدمته مصر»، ومع ذلك يستطرد: «لا يعني هذا التخلي عن أفريقيا تحت أي مسمى، ولكن أن يؤخذ في الاعتبار مواقف الآخرين وتأثيرها على المصالح المصرية».

العرابي كذلك توقع أن تسعى «قوى الإرهاب إلى بناء كياناتها والتجمع في مناطق جديدة، وقد تكوّن ذلك في دول الساحل والصحراء (تشاد، والنيجر، ومالي)»، منتهياً إلى أن ذلك يمكن أن «يمثل عبئاً استراتيجياً على مصر والحزام الأفريقي الجديد الذي يبدأ من الصومال وينتهي في نيجيريا».

قديهمك ايضا:

 الرئيس الأميركي متعطّش لنزال "بلومبرغ" في انتخابات الرئاسة المقبلة

محللين إسرائيليين يعلنون انقلاب "صفقة القرن" على نتنياهو بخلاف توقعاته