صنعاء - لبنان اليوم
أقدمت الجماعة الحوثية، على وقع تهديدات جديدة أطلقها قادة الجماعة بخصوص نيتهم استخدام أسلحة إيرانية جديدة، على تصعيد هجماتها في الساحل الغربي اليمني ضد القوات الحكومية المشتركة بالتزامن مع مرور عام من إبرام اتفاق استوكهولم المعرقل تنفيذه.
وأوضح الإعلام العسكري التابع للقوات اليمنية المشتركة في محافظة الحديدة أن القوات صدّت هجمات واسعة للميليشيات الحوثية في مديرية التحيتا جنوب المحافظة بمختلف أنواع الأسلحة.
ونقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة عن مصادر عسكرية ميدانية قولها إن «القوات المشتركة تصدت لهجوم شنته الميليشيات على مناطق جنوب مديرية التحيتا مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف المدفعية».
وأكدت المصادر أن القوات المشتركة كبّدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حيث لقي العشرات من مسلحي الجماعة مصرعهم وجُرح آخرون، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار تحت وطأة الضربات الموجعة التي تلقوها.
وأوضحت المصادر أن القوات المشتركة ألحقت بميليشيات الحوثي هزيمة جديدة تضاف إلى مسلسل هزائم سابقة، فشلت فيها الميليشيات في تحقيق أي تقدم يُذكر، رغم محاولتها المتواصلة لتحقيق ذلك.
وبالتزامن مع الهجوم الحوثي على مناطق جنوب التحيتا، شنت الميليشيات قصفًا مدفعيًا عنيفًا وعمليات استهداف مكثفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مناطق شمال المدينة، حيث قصفتها بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120 والمدفعية عيار 82 بشكل عنيف، واستهدفتها بالأسلحة الثقيلة نوع «م.ط عيار 23 »، وبالأسلحة المتوسطة عيار 14.5 والأسلحة عيار 12.7 وبالأسلحة القناصة والأسلحة الرشاشة الخفيفة بشكل مكثف ومتواصل. وكشف المركز الإعلامي لألوية العمالقة عن أن الميليشيات الحوثية دأبت على مواصلة سلسلة خروقها المتواصلة على مدى عام كامل منذ توقيع اتفاقية استوكهولم برعاية الأمم المتحدة حتى أصبحت خروقاتها العنوان البارز في هذه الاتفاقية.
وأشار إلى أن الميليشيات حشدت خلال أسبوع المزيد من المقاتلين والآليات العسكرية التي استقدمتها إلى مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، حيث رصدت فرق الاستطلاع تحركات لمجاميع مسلحة دفعت بها الجماعة نحو مواقعها شرق الدريهمي لتعزيز قواتها، وتضمنت التعزيزات أطقمًا وآليات عسكرية تحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة مختلفة.
وذكر المركز الإعلامي أن الميليشيات واصلت خروقها في أوقات متفرقة من هذا الأسبوع بقصف قرى ومنازل المواطنين جنوب مديرية حيس بالسلاح الثقيل والمتوسط. كما طال القصف الحوثي مواقع القوات المشتركة المتمركزة في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأفاد تقرير عسكري يمني سابق بأن خروق الميليشيات الحوثية في الحديدة منذ بدء الهدنة الأممية القائمة بموجب اتفاق استوكهولم تجاوزت أكثر من 2400 قتيل وجريح منذ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأوضح التقرير الذي بثه المركز الإعلامي لألوية العمالقة الحكومية، أن الميليشيات الحوثية ارتكبت أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق المدنيين، حيث تعددت وسائل الإجرام وتنوعت أساليب الخروق والانتهاكات بحق المدنيين منذ اللحظات الأولى لدخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ وحتى اللحظة الراهنة.
وذكر التقرير العسكري أن الميليشيات قامت باستهداف وقصف المدن والأحياء السكنية ومنازل المواطنين في الحديدة بمختلف القذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولم تقتصر جرائم الميليشيات على ذلك بل عمدت إلى الاستهداف المباشر للمواطنين وزرع حقول الألغام المنتظمة والعشوائية والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والفرعية ومزارع المواطنين، وهو ما تسبب في سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى المدنيين في مختلف مديريات محافظة الحديدة.
ومع اكتمال عام منذ بدء الهدنة وصفها التقرير بـ«العقيمة»، وقال: «زادت خلالها معاناة أبناء الحديدة ولم تستطع حمايتهم من بطش وإجرام ميليشيات الحوثي، حيث بلغت حصيلة إجمالي عدد القتلى من المدنيين منذ 217 شخصًا وعدد الجرحى 2152 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال».
واستعرض التقرير التفصيلي حصيلة القتلى والجرحى من المواطنين الذين سقطوا خلال فترة الهدنة الأممية في مناطق متفرقة منها «التحيتا، والجبلية، والحيمة، والمتينة، وحيس، والخوخة، والغويرق، والمغرس، والجاح، والدريهمي، والطائف، والجريبة، والحالي، والحوك، ومنظر، والمسنا»، مؤكدًا سقوط 7 قتلى و88 جريحًا في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة في الأسبوع الأول للهدنة من الفئات العمرية المختلفة (النساء والرجال والأطفال).
وفي مستهل عام 2019 ذكر التقرير أن الميليشيات واصلت سلسلة جرائمها الوحشية بحق المدنيين، ورفعت من وتيرة انتهاكاتها على امتداد مناطق ومديريات جنوب محافظة الحديدة وبشكل يومي.
وفي شهر يناير (كانون الثاني) 2019 أوقعت الميليشيات أعدادًا كبيرة من المدنيين ضحايا سقطوا جراء عمليات القصف والاستهداف وانفجار الألغام والعبوات الحوثية، حيث بلغ عدد الضحايا 25 قتيلًا و224 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال. وفي شهر فبراير (شباط) 2019، بلغ عدد القتلى 23 شخصًا، وعدد الجرحى 199 جريحًا.
وفي شهر مارس (آذار) -وفق التقرير- سقط من المدنيين 20 شخصًا وبلغ عدد الجرحى 166 جريحًا. أما في شهر أبريل (نيسان) فبلغ القتلى من المدنيين 16 شخصًا، فيما بلغ عدد الجرحى 153 جريحًا. وارتفع عدد القتلى في شهر مايو (أيار) جراء انتهاكات الحوثيين وسقط على أثرها 18 قتيلًا، وعدد الجرحى 179 جريحًا.
وبلغ عدد القتلى في شهر يونيو (حزيران) من المواطنين 17 شخصًا، فيما بلغ عدد الجرحى 190 جريحًا. وبينما رفعت الميليشيات من وتيرة انتهاكاتها ضد المدنيين في شهر يوليو (تموز)، بلغ عدد القتلى 18، وعدد الجرحى 200 جريح.
وفي شهر أغسطس (آب)، بلغ عدد الضحايا من المدنيين 14 شخصًا، و198 جريحًا. وفي شهر سبتمبر (أيلول)، بلغ عدد القتلى 23 والجرحى 197. وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بلغ عدد الضحايا المدنيين 21 قتيلًا، و212 جريحًا.
وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، ذكر التقرير العسكري أن عدد القتلى بلغ 15 وعدد الجرحى 146 جريحًا.
وأشار التقرير إلى أن جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي تتصاعد يومًا بعد آخر بحق المدنيين الأبرياء في مختلف مديريات ومناطق محافظة الحديدة مستخدمةً أبشع الوسائل الإجرامية، مسجلةً بذلك كبرى المجازر والجرائم الإنسانية بحق المدنيين في اليمن.
وكان وزير دفاع الميليشيات الحوثية محمد العاطفي، قد توعد في وقت سابق باستخدام المزيد من الأسلحة المتطورة التي زعم أن الجماعة تقوم بتصنيعها، «بكوادر محلية في سباق مع الزمن».
وزعم القيادي الحوثي أن جماعته باتت تملك من القدرات التسليحية الجديدة والمتطورة ما يرعب أعداء الجماعة، بما في ذلك أسلحة الدفاع الجوي التي قال إن جماعته قطعت شوطًا كبيرًا في تطويرها. وهدد القيادي الحوثي بقدرات جماعته البحرية، وقال إنها «في أعلى مستويات الجاهزية وتمتلك من الأسلحة والمنظومات ما يجعلها قوة بحرية فاعلة جنوب البحر الأحمر والمنطقة عمومًا».
قد يهمك أيضًا
الرياض تستضيف قمّة مجلس التعاون الخليجي بدعوة من الملك سلمان
دعوات لإطلاق تظاهرات حاشدة في بغداد والقوات الأمنية تشدّد من إجراءاتها