عناصر من الجيش الحر "المعارض"
دمشق - جورج الشامي
أفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل 102 سوري في جمعة "دجال المقاومة.. القدس ليست في حمص" في حين عمت التظاهرات مختلف المدن والبلدات السورية، فيما استهدف "الحر" مقر الدفاع الجوي في حماة والشرطة العسكرية في دمشق، في حين طالب ائتلاف المعارضة السورية حكومة الأسد إلى توضيح موقفها من
اجتماع جنيف بشكل جلي، من دون لبس، بينما أكّدت القيادة الإيرانية عدم وجود أيّ من قواتها في الداخل السوري.
واستطاعت لجان التنسيق، مع انتهاء الجمعة، توثيق 102 قتيل بينهم عشرة أطفال وسيدتان، وسجلت ستة وأربعين في دمشق وريفها، ثمانية عشرة في حلب، عشرة في إدلب، تسعة في حمص، ستة في حماه، خمسة في درعا، أربعة في كل من دير الزور، وبانياس.
وأحصت اللجان 406 نقطة للقصف كان أعنفها على مدن الغوطة الشرقية في ريف دمشق والقصير في حمص: غارات الطائرات سجلت في 41 نقطة، القصف بالقنابل العنقودية استهدف الحمرا، القصف بصواريخ أرض أرض وُثّق في القصير, والسبينة، وبالبراميل المتفجرة سجل في أبين والأتارب في حلب، أما القصف الصاروخي فقد سجل في 98 نقطة، القصف بقذائف الهاون في 128 نقطة، والقصف المدفعي في 134 نقطة على مناطق مختلفة في سورية.
فيما اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات النظام في 103 نقاط قام من خلالها: في القصير في حمص استمر "الجيش الحر" في صد هجمات قوات النخبة في "حزب الله"، وقتل ثمانية من عناصره ودمر عددًا من آلياتهم.
وفي دمشق وريفها تصدى "الجيش الحر" لرتل عسكري في تلفيتا ودمره بالكامل وسيطر على دباباتين، وفي جوبر دمر آليات عدة حاولت اقتحام الحي، في برزة قام "الجيش الحر" بقصف بناء تابع لـ"شبيحة" عش الورور وحقق إصابات مباشرة، وقصف فرع الشرطة العسكرية وقتل الكثير من الجنود.
وفي حماه قام "الحر" بأسر عدد من "شبيحة" النظام في قرية الشيخ هلال بعد اقتحامها، وقصف بصواريخ غراد كتيبة الدفاع الجوي وحقق إصابات مباشرةز
وفي حلب استهدف قواتِ النظام في ظهرة عبد ربه وقتل عددًا من الجنود.
وفي إدلب استهدف حاجز المدرسة الواقع على طريق التمانعه خان شيخون بسيارة مفخخة، مما أدى لتدمير الحاجز بشكل كامل، وفي درعا حرر "الجيش الحر" حاجز الحزب في درعا البلد.
وخرج السوريون في جمعة "دجال المقاومة.. القدس ليست في حمص" في معظم مدن وبلدات سورية، موجهين رسائل للعالم، محذرين فيها من خطورة ما يقوم به "حزب الله" اللبناني في حربه الجهادية على الثوار السوريين، وما قد ينجم عنها من كوارث ستطال شتى بقاع العالم الإسلامي.
ووجهت تنسيقيات اللجان في مختلف المناطق السورية رسائل تضامنًا مع القصير، وتعري كذب "حزب الله" وادعاءاته بالمقاومة، وترده إلى جذوره الطائفية التي تأسس عليها، وبعثت تنسيقيات اللجان رسائل تطالب بقضاء عادل لثورة الحرية والكرامة بعيدًا عن "المحاكم الشرعية" التي أساءت لثورة العدالة، التي ثار من أجلها السوريون.
وأظهر السوريون في أنحاء مختلفة من سورية الدهشة ممن خان عهد حرب 2006 التي فتحوا خلالها قلوبهم وبيوتهم لمئات الآلاف من النازحين اللبنانين، حيث جاء رد "حزب الله" عليهم بتدمير بيوتهم وقتلهم والتسبب في نزوحهم.
وقال الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية: إن إعلان موسكو عن موافقة مبدئية لدمشق على المشاركة في مؤتمر السلام الدولي "غامض"، ودعا نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى توضيح هذا الموقف بنفسه.
وقال المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي "نريد أن نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الأسد، نريد معرفة أن لديهم فعلاً النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديموقراطية يشمل رحيل بشار الأسد".
وردًا على سؤال عن مشاركة الائتلاف بصفته أبرز مجموعة معارضة سورية في هذا المؤتمر الدولي الذي يعرف باسم "جنيف-2" واقترحت الولايات المتحدة وروسيا عقده لإيجاد حل سياسي للنزاع، اعتبر صافي أن المعارضة في حاجة "لمزيد من الوضوح" لتتخذ قرارًا في هذا الصدد.
وتابع صافي الذي تحدث على هامش اجتماع الائتلاف السوري المعارض في إسطنبول "كل ذلك يبقى غامضًا جدًا، وحكومة الأسد كانت مراوغة حين تعلق الأمر بتزويد معلومات أو تصريحات عن الحلول السياسية".
وأضاف "سبق أن قال الروس إن الحكومة السورية لديها فريق للتفاوض، لكننا لا نعلم بأي شروط. هل لديهم تفويض للبحث بحسن نية في الانتقال أم لا؟".
ويذكر أن مؤتمر السلام الذي تقول بعض وسائل الإعلام إنه سيعقد في 10 حزيران/ يونيو يهدف إلى إنهاء نزاع دامٍ في سورية دخل عامه الثالث، وأودى بحياة أكثر من 90 ألف شخص.
وتطالب المعارضة السورية بأن يشمل أي حل سياسي للنزاع رحيل الرئيس الأسد وأعضاء نظامه الضالعين في أعمال العنف.
وصرح الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو.
وقال لوسائل الإعلام "نلحظ بارتياح أننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر دولي، ليتمكن السوريون أنفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة".
ودعا صافي موسكو إلى تقديم "ضمانات" بشأن رحيل الأسد. وقال "نريد ضمانات وخصوصًا من الجانب الروسي، لأن القيادة الروسية دافعت عن الأسد وتريد بقاءه"، معبرًا عن أمله في أن "يدرك الروس أنهم يسيرون عكس التيار في التاريخ".
وقال العضو في الائتلاف المعارض خالد خوجه إنه بعرضها "مبدئيًا" حضور مؤتمر جنيف تلعب دمشق بوضوح "لعبة الكلمات" وتسعى لشراء الوقت.
وأضاف أنه ليس هناك بوادر لحل سياسي ما لم تتفوق المعارضة المسلحة في جبهة المعارك.
وقال خوجه "نريد من "أصدقاء سورية" مضاعفة مساعدتهم العسكرية لقيادة (الجيش السوري الحر) حتى يمتثل الأسد لفكرة حل سياسي حقيقي".
وإضافة إلى مناقشة مؤتمر السلام المقترح، يهدف اجتماع اسطنبول الذي بدأ، الخميس، ويستمر ثلاثة أيام إلى حل الانقسامات الداخلية وانتخاب قيادة جديدة.
وتتزايد الضغوط الدولية على المعارضة للتوصل إلى جبهة موحدة وحل الانقسامات الداخلية التي أضعفتها.
ونفت إيران أن لها قوات في سورية تساند الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد يوم من مطالبة داعمين أجانب للمعارضة السورية طهران بسحب مقاتليها من الأراضي السورية.
ونقل التلفزيون الرسمي عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قوله "الأعداء الحقيقيون لسورية يوجهون هذه الاتهامات لاستفزاز شعب هذا البلد".
ودعت حكومات غربية وعربية خلال اجتماع عقدته في العاصمة الأردنية مجموعة أصدقاء سورية إلى الانسحاب الفوري لمقاتلي إيران و"حزب الله" اللبناني من سورية.
وتحدثت تقارير عن دخول مقاتلين من إيران و"حزب الله" المعركة إلى جانب الجيش السوري ومليشيا موالية للأسد في بلدة القصير على الحدود السورية اللبنانية.
وقال التلفزيون الإيراني "ردًا على سؤال بشأن اتهامات بان قوات إيرانية وقوات حزب الله متواجدة في سورية قال عباس عراقجي إن القوات الإيرانية لم تتواجد قط في سورية، وهي غير موجودة الآن".
وقالت موسكو إن "إيران يجب أن تحضر هذا المؤتمر بينما يتحفظ الغرب على دور لطهران، وهو ما هدد بالفعل بإخراج المؤتمر عن مساره".
وطالبت إيران بإجراء انتخابات وإصلاحات في سورية، لكنها لا توافق على تنحية الأسد قائلة إن الحل يجب ألا يفرض من الخارج. كما اتهمت طهران الغرب ودولاً عربية بتسليح المعارضة السورية. ويقول محللون: إنه إذا خسرت إيران حليفها السوري فذلك سيضعف قدرة طهران على تهديد خصمها إسرائيل من خلال "حزب الله".