الرئيس الإيراني حسن روحاني

أكّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده لن يبطئ مسار إيران النووي، وأن هذا الحادث يظهر مدى "شدة يأس العدو"، موجها أصابع الاتهام لإسرائيل، وقال: "مرة أخرى تلطخت الأيدي الشريرة للاستكبار العالمي ومرتزقته في الكيان الصهيوني بدماء عالم إيراني مجتهد وأغرقت الأمة الإيرانية في حزن عميق".
ولفت روحاني إلى أن حادث اغتيال العالم محسن فخري زادة "عمل إرهابي مروع، ناجم عن عجز العدو في مواجهة التقدم العلمي وقدرات الأمة الإيرانية العظيمة، وهزائمه المتوالية في المنطقة، وأحيى خباثة وحقد العدو في أذهان العالم، مثله مثل أعماله الأخرى اللاإنسانية".

وأكد روحاني أنه بهذا العمل الإرهابي وأمثاله "لن تتعطل إرادة شباب وعلماء إيران في مسار تسريع النمو العلمي وفتح قمم الشرف فحسب، بل وسيزيد ذلك من عزمهم على المضي في طريق هذا الشهيد الغالي، وستبقى دماء شهدائنا تغلي وتزمجر في عروقنا".

ووجهت إيران رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ولمجلس الأمن تتحدث فيها عن "مؤشرات خطيرة على مسؤولية إسرائيلية" في اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وحذرت في الرسالة من "أي إجراءات متهورة" من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الفترة المتبقية من رئاسة دونالد ترامب.

وجاء في الرسالة أن إيران "تحتفظ بحقوقها في اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن شعبها وتأمين مصالحه"، وأوضحت في رسالتها أنها تتوقع من الأمين العام ومجلس الأمن التنديد بقوة بعملية الاغتيال و"اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد الضالعين فيها".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف لضبط النفس وتفادي أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد في أعقاب اغتيال العالم النووي الإيراني، وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام، في بيان له، يوم الجمعة: "اطلعنا على التقارير حول اغتيال عالم نووي إيراني بالقرب من طهران اليوم. نحن ندعو إلى ضبط النفس وضرورة تفادي أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة".

ونشرت وسائل إعلام إيرانية مساء الجمعة، صورا لما تبقى من المركبة التي انفجرت قرب مركبة العالم الإيراني فخري زادة، وذكرت وسائل الإعلام أن السيارة من نوع "نيسان" وكانت محملة بالمتفجرات.

غوتيريش يدعو لضبط النفس وتفادي التصعيد
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف لضبط النفس وتفادي أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد في أعقاب اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام، في بيان له، يوم الجمعة: "اطلعنا على التقارير حول اغتيال عالم نووي إيراني بالقرب من طهران اليوم. نحن ندعو إلى ضبط النفس وضرورة تفادي أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة".

علماء ذرَّة إيرانيون تعرّضوا للاغتيال
لم يكن عالم الذرة الإيراني محسن فخري زاده، آخر علماء الذرة الإيرانيين الذين تعرضوا للاغتيال في السنوات الأخيرة، فقد سبقه اغتيال عدد من هؤلاء داخل إيران، ومع أن إيران لم تعرض أدلة ملموسة على ضلوع إسرائيل أو الولايات المتحدة في اغتيال علماء الذرة الإيرانيين، إلا إن "أصابع الاتهام" جاهزة لتوجيهها إلى هاتين الدولتين، وعناصرهما الاستخبارية، من قبل السلطات الإيرانية.

مسعود علي محمدي
في 12 يناير 2010، قُتل العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي بتفجير قنبلة عن بعد في طهران، وفي ما وصف مسؤولون إيرانيون أستاذ الفيزياء بأنه عالم نووي، فإن متحدثا قال إنه لم يعمل لصالح منظمة الطاقة الذرية، وأنه كان محاضرا في جامعة طهران.
غير أن مصادر غربية قالت إن علي محمدي كان يعمل بشكل وثيق مع فخري زاده ومع فريدون عباسي-دواني، وكلاهما خضع لعقوبات من الأمم المتحدة بسبب عملهما في أنشطة يشتبه بأنها تهدف إلى تطوير أسلحة نووية.

مجيد شهرياري
لقي العالم النووي مجيد شهرياري مصرعه في انفجار سيارة مفخخة في طهران في 29 نوفمبر 2010، وأصيبت زوجته التي كانت ترافقه في الهجوم، ووصف مسؤولون إيرانيون التفجير، الذي استهدف شهرياري والذي كان محاضرا في جامعة شهيد بهشتي، بأنه هجوم برعاية إسرائيلية أو أميركية على برنامج البلاد النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قوله وقتها إن شهرياري كان له دور في أحد أكبر المشروعات النووية في البلاد دون أن يفصح عن المزيد.

داريوش رضائي
لقي أستاذ الفيزياء الإيراني داريوش رضائي مصرعه رميا بالرصاص في عملية اغتيال نفذها مهاجمون مسلحون في شرقي العاصمة الإيرانية في 23 يوليو 2011.
كان رضائي، الذي بلغ الخامسة والثلاثين من عمره عندما تعرض للاغتيال، يعمل محاضرا في الجامعة وحاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء، وقال نائب وزير الداخلية الإيراني آنذاك إنه لم يكن على صلة بالبرنامج النووي الإيراني، بعد أن أشارت تقارير أولية في بعض وسائل الإعلام إلى مثل تلك الصلة.

مصطفى أحمدي روشن
لقي المهندس الكيميائي أحمدي روشن (32 عاما) مصرعه في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته وضعها راكب دراجة نارية في طهران في يناير 2012، وتوفي راكب آخر متأثرا بإصابته في الواقعة في المستشفى كما أصيب أحد المارة، وقالت إيران إن القتيل كان عالما نوويا أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وألقت إيران بمسؤولية الهجوم على إسرائيل والولايات المتحدة.

فريدون عباسي دواني
أصيب رئيس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين عباسي-دواني وزوجته في انفجار سيارة مفخخة في ذات اليوم الذي قتل فيه شهرياري، أي يوم 29 نوفمبر 2010، وفرضت الأمم المتحدة عقوبات على عباسي-دواني، بسبب ما قال عنه مسؤولون غربيون إن شارك فيما يشتبه أنها أبحاث لتطوير أسلحة نووية.
وقال حيدر مصلحي وزير المخابرات في ذلك الوقت "هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة مخابرات مثل المخابرات المركزية الأميركية ’سي.آي.إيه‘ والموساد الإسرائيلي وجهاز إم.آي 6 البريطاني، مشيرا إلى أنه تم اعتقال أفراد مجموعة أرادت تنفيذ عمل إرهابي لكنها أخفقت. اعترفوا أنهم تلقوا تدريبا من أجهزة المخابرات تلك".
وشغل عباسي-دواني منصب نائب رئيس ومدير منظمة الطاقة الذرية في فبراير 2011، وفقا لما ذكرته وقتها وكالة فارس للأنباء، لكن وكالة "إرنا" ذكرت أنه أقيل من منصبه في أغسطس 2013.
يُذكر أنّ وزارة الدفاع الإيرانية، الجمعة، أكدت مقتل العالم النووي البارز محسن فخري زادة، بعد وقت وجيز من استهدافه قرب العاصمة طهران، وقالت في بيان أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، إن محسن فخري زاده، الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من قبل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه، وأشارت إلى أنه توفي في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي إنعاشه.

وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن "عناصر إرهابية مسلحة هاجمت ظهر الجمعة، سيارة تقل زاده، رئيس مؤسسة الأبحاث والإبداع بوزارة الدفاع"، وأوضحت أنه أثناء الاشتباك بين فريقه الأمني و"الإرهابيين"، أصيب العالم بجروح خطيرة، نقل على إثرها إلى المستشفى.
وتعهد حسين دهقاني، المستشار العسكري لخامنئي، بـ"استهداف" قتلة زادة، قائلا في تغريدة: "سنضرب مثل البرق قتلة هذا الشهيد، وسنجعلهم يندمون على فعلتهم".

قد يهمك أيضا :   

روحاني يهنئ عون مؤكدًا أن شعب لبنان لن ينسى خيار المقاومة أبداً

روحاني يؤكّد أنّ أميركا تتعامل مع إيران بـ"الركب على الرقاب"