الجيش اللبناني

غابت المراسم عن العيد الخامس والسبعين للجيش اللبناني هذا العام، تقيداً بالتدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات اللبنانية لمنع انتشار وباء «كورونا»، بينما لم تغب النقاشات المرتبطة بدور الجيش في ظل الدعوات للحياد ولإقرار استراتيجية دفاعية، و«إعادة القرار العسكري للجيش» بحسب ما قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وخلافاً للتقليد السنوي الذي يتمثل بتخريج دفعة من الضباط في عيد الجيش وتقليدهم سيوفهم من قبل رئيس الجمهورية، اقتصرت مراسم الاحتفال هذا العام على كلمة متلفزة وجهها الرئيس اللبناني ميشال عون للبنانيين بمناسبة عيد الجيش، وخاطب فيها العسكريين، كما استقبل في قصر بعبدا قائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس وفد من القيادة.

 وقال قائد الجيش: «يتزامن عيدنا الماسي هذا العام مع مئوية لبنان الكبير، وفي ذلك الكثير من الدلالات والعبر، خصوصا في ظل هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية التي يمر بها وطننا، والتي تتطلب منا العودة إلى جوهر قيامة لبنان ونشأته لنستقي منها ما يعزز ارتباطنا وإيماننا به».

 وأضاف: «منذ اندلاع التحركات الاحتجاجية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وما تبعها من أزمة اقتصادية وانتشار لوباء كورونا، لم يألُ الجيش جهدا في المحافظة على الأمن والاستقرار وتحمل المهمات الشاقة بكل شرف وفخر، لأن ما نقوم به هو واجب تجاه وطننا وأهلنا».

وقال: «لم تنل من عزيمته اتهامات، ولا من معنوياته أي مس بأبسط حقوقه المعيشية. مهما كثرت التأويلات وحملات التخوين والاتهامات بالتقصير لتشويه صورته، سيبقى جيشنا الضمانة والركيزة الأساس لبنيان الوطن».

ورد رئيس الجمهورية مهنئا الوفد بالمناسبة، شاكرا لقائد الجيش والوفد المرافق التهنئة بعيد الجيش، منوها بـ«الدور الذي يقوم به العسكريون، ضباطا ورتباء وأفرادا، في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، لا سيما خلال الظروف الراهنة التي تمر بها». وأكد الرئيس عون أنه سيواصل العمل من أجل إيصال البلاد إلى شاطئ الأمان من خلال إيجاد الحلول المناسبة للأزمات المطروحة. وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من تسليم الضباط المتخرجين السيوف كما جرت العادة، بسبب تفشي وباء كورونا والحجر الصحي المفروض.

ورغم غياب المراسم، لم تغب النقاشات المرتبطة بدور الجيش في هذه الظروف، إذ أمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان أصدره في هذه المناسبة «أن يقوم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة بفعل ما يلزم لإعادة القرار العسكري الاستراتيجي إلى الجيش، هذا القرار الذي سلب منه بفعل عهد الوصاية هو من أبسط حقوق المؤسسة العسكرية الشرعية».

ورأى أن «عدم وجود القرار العسكري الاستراتيجي في المؤسسة العسكرية الشرعية كان وما زال أحد الأسباب الرئيسية للوضع الذي يعيشه لبنان حالياً». وقال: «إذا كان ما نقوله هو حق بالمبدأ للجيش، فإنه يصلح أكثر ما يصلح في هذه الأيام بالذات، حيث يجري التلاعب بالجنوب اللبناني على مذبح السياسات الإقليمية، من دون الأخذ في الاعتبار لا مصالح الشعب ولا الأوضاع المزرية خصوصا المعيشية منها والصحية وتبعات أي تصعيد ممكن أن يحصل».

وقال النائب نهاد المشنوق بدوره، إن «الجيش اللبناني، بعناصره وقيادته الحكيمة والشجاعة والمتماسكة في وجه الاعتداءات السياسية الظالمة، وبوطنيته وتضحياته، أثبت أنه جاهز دوما ليكون السلاح الوحيد للشرعية والسلاح الشرعي الوحيد على الأراضي اللبنانية، وأنه يستطيع الدفاع عن لبنان وكل اللبنانيين». واعتبر أن «وطنية الجيش وقدراته، امتحان يومي لكل القوى السياسية وللنظام السياسي كله، على أن نصل إلى بر الأمان، وفق استراتيجية دفاعية وطنية وجدية، تحمي لبنان وتحيده عن صراعات المنطقة».

في المقابل، رأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن «الأحداث الأليمة التي عاشها لبنان في مواجهة الإرهابين الصهيوني والتكفيري وخرج منها منتصرا، أثبتت بأن هذه الانتصارات حصنت وحدتنا الوطنية المرتكزة على تلاحم الشعب والجيش والمقاومة، ووطننا اليوم يحتاج إلى مزيد من المنعة مما يحتم أن يتمسك اللبنانيون أكثر بهذه المعادلة التي تحفظ سيادتنا الوطنية واستقرارنا الداخلي وتردع أي عدوان وتهديد خارجي».
وكانت وزيرة الدفاع زينة عكر أسفت لغياب مراسم ومظاهر العيد هذا العام، وإذ أعربت عن تقديرها لجهود الجيش من أجل حماية لبنان وشعبه واستقراره، منوهة بإنجازاته، أكدت «أن الأزمة الاقتصادية لا تستثني مؤسسة عسكرية، فالعسكريون هم من نبض الناس وخميرتهم وما يشعر به الناس إنما يصيبهم في الصميم ويثابرون معهم. ورغم هذه الصعوبات يقفون عند خط الدفاع الأول بهدف البقاء على جهوزية تامة».

قد يهمك ايضاً :

توضيح من رئاسة الجمهورية بشأن قانون "آلية التعيينات"

"الجيش اللبناني" 20 طائرة استطلاع إسرائيلية اخترقت أجواء الجنوب