القدس المحتلة - لبنان اليوم
مع اقتراب يوم الذكرى السنوية الخامسة عشرة للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كشف النقاب في تل أبيب عن خطة مماثلة للانسحاب من أجزاء واسعة من الضفة الغربية، بدأ رئيس الوزراء في حينها أرئيل شارون في إعدادها، وأن لجنة من كبار المسؤولين في حكومته استعدت لإقرارها، ولكن مرضه وشلله التام منع تنفيذها.
وقد جاء هذا الكشف في تقرير مطول، سينشر اليوم الجمعة، في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية اليمينية، وتم نقله على لسان رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الذي كان شريكًا في الخطة، وحاول تطويرها عندما خلف شارون في رئاسة الحكومة، وكذلك على لسان دنيس روس، المبعوث الأميركي السابق الذي أدار مفاوضات لسنين طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال أولمرت إنه بعد تفاهمه مع شارون على التوجه للانفصال عن الضفة الغربية، سافر إلى الولايات المتحدة، وخطر بباله أن يبلغ الأميركيين بالخطة. وعلى الرغم من أن شارون لم يحب الفكرة فإنه لم يمنعه من طرحها في واشنطن. وقد أبلغ أولمرت بها وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، قائلًا إن خطة الانفصال عن غزة لم تكن سوى مقدمة لانسحاب أهم في الضفة الغربية. وقد أعجبت رايس بالفكرة، واهتمت برد فعل الفلسطينيين. ثم أطلع أولمرت شارون على نتائج اللقاء مع المسؤولين الأميركيين بعد عودته من الولايات المتحدة، مؤكدًا أنهم معه في إطلاقها. وأكد أولمرت أن شارون بدأ يفكر في مخطط "فك ارتباط" مع الضفة الغربية، في حال فشلت خطة "خريطة الطريق" التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في 2002 لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووصلت المفاوضات مع الجانب الفلسطيني إلى طريق مسدود. وقال إن المداولات في الموضوع لم تكتمل بسبب مرض شارون، وغيبوبته الطويلة.
وقال روس إنه قبل تعرض شارون للغيبوبة إثر إصابته بالجلطة الدماغية، قام بتعيين طاقم لتحديد الإطار الذي يتم على أساسه الانسحاب القادم داخل الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن وزيرة خارجيته تسيفي ليفني كانت شريكة في اتخاذ هذا القرار.
وتألف الطاقم من كل من: أهرون أبرموفتش مدير عام ديوان رئيس الوزراء، والجنرال موشيه كبلينسكي النائب السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، والدكتورة شبيط ماتياس نائبة المستشار القضائي للحكومة، المتخصصة في شؤون القانون الدولي. وتم تكليفه بوضع خطة مفصلة لحدود الانسحاب من مقاطع واسعة من الضفة الغربية، وتبعات ذلك على الصعيد الأمني والاقتصادي والقانوني.
يذكر أن شارون بدأ يطرح خطة الانسحاب من قطاع غزة منذ سنة 2003، بعد فشل "خريطة الطريق"، وراح يدحرجها في مؤسسات حزب "الليكود" بداية، وعندما رأى أن الحزب يعرقل مساره انسحب منه، وبالتوازي انسحب شمعون بيرس من حزب "العمل"، وأقاما معًا حزب "كديما" الذي أقر ونفذ الخطة في مطلع سبتمبر (أيلول) من سنة 2005، وسميت خطة الانفصال. وبموجبها انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وقامت بإجلاء المستوطنين وتدمير المستوطنات التي كانت قائمة في أرجاء القطاع (21 مستوطنة عاش فيها 8500 مستوطن)، إلى جانب إخلاء 4 مستوطنات أخرى في شمالي الضفة الغربية.