عناصر من المعارضة السورية
دمشق ـ وكالات
أفاد ناشطون سوريون، الأحد، بارتفاع عدد قتلى السبت إلى 208 قتلى في أعمال عنف مختلفة في البلاد، في الوقت الذي أعلن فيه أحد قادة الحرس الجمهوري السوري أن 7 جنود من الجيش الحكومي قُتلوا بعدما ألقى مسلحو المعارضة في ريف دمشق علبًا بلاستيكية يتصاعد منها غاز أصفر اللون، فيما زعمت إسرائيل أن "روسيا باتت
تعتقد أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد أصبح وراءه، وأنها قررت وقف المساعدات من أجل بقاء نظامه"، في حين أكدت طهران أن نصب منظومة صواريخ "باتريوت" على الحدود بين تركيا وسورية سيضر بأمن الأولى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 5 أشخاص قُتلوا في انفجار سيارة مفخخة في حي القابون شرق العاصمة، وأن اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات موالية للرئيس بشار الأسد على أطراف منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي، إضافة إلى تجدد اشتباكات في محيط المطار، وأن الطيران الحربي السوري شن غارات على مناطق وسط البلاد وشرقها مع استمرار هجمات مقاتلي المعارضة على حواجز القوات الحكومية في ريف حماة، وفي حمص، قصفت طائرات حكومية من طراز ميغ حيي جوبر والسلطانية، بينما استهدفت المدفعية مدينتي تلبيسة والرستن في المحافظة نفسها، وأن مقاتلي الجيش الحر حذروا من أنهم سيستهدفون مطار حلب الدولي، بعد إطلاق النار على طائرة ركاب كانت تستعد للإقلاع في أول هجوم مباشر على طائرة مدنية منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل 21 شهرًا".
وذكرت "الهيئة العامة للثورة السورية"، أن امرأة قُتلت جراء القصف الجوي ببراميل متفجرة تعرضت له مدينة القصير في حمص، وأن مناطق معضمية الشام وداريا في ريف دمشق تعرضتا لقصف عنيف براجمات الصواريخ، كما تعرضت مناطق الريحان ومزارع رنكوس ويبرود لقصف مدفعي، وأن القصف الذي تعرضت له داريا جاء من راجمات صواريخ في منطقة مطار المزة"، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والحكومي في دمر عند حاجزي قاسيون واللواء 105 بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، وأن قرى عدة في ريف حماة الشرقي تعرضت لقصف صاروخي ومدفعي عنيف، أما مدينة دير الزور فشهدت أحياء عدة فيها قصفًا بقذائف الهاون، وكذلك الحال في مدينة جرجناز في إدلب، أما في حلب وريفها، فقد قصف الطيران الحربي السفيرة بالرشاشات، بينما تعرض حي الباب لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، وفي إدلب دفع القصف العنيف الذي يستهدف جبل الزاوية المئات إلى اللجوء إلى كهوف للاختباء من القصف، بينما نزح آلاف آخرون إلى مناطق أقل خطرًا".
في غضون ذلك، أفادت بعض وسائل الإعلام، بأن أحد قادة الحرس الجمهوري السوري أعلن أن 7 جنود من الجيش الحكومي قضوا بعدما ألقى مسلحو المعارضة في منطقة داريا في ريف دمشق علب بلاستيكية يتصاعد منها غاز أصفر اللون، في حين نشرت وسائل الإعلام يوم 23 كانون الأول/ديسمبر ما أوضحه القائد العسكري، من دون الاشارة إلى هويته، أن "العلب تحتوي على زر أصفر اللون في حال الضغط عليه ينطلق غاز أصفر اللون يؤدي استنشاقه إلى تخريب عضلات الضحية، ووفاته بعد حوالي ساعة من استنشاقه للغاز".
على صعيد متصل، أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، السبت، أن نصب منظومة صواريخ "باتريوت" على الحدود بين تركيا وسورية سيضر بأمن تركيا، معربًا عن رفض بلاده للتدخل الاجنبي بشؤون المنطقة، مضيفًا أن "الغرب دائمًا ما يسعى لتحقيق وجهات نظره ومصالحه، ونحن نرفض انخراط دول غربية في أحداث إقليمية، وأن وجود القوات الأجنبية في المنطقة يتسبب في خلق المشاكل والاختلافات بين الدول الإسلامية، وأن بلاده تعارض التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة"، نافيًا قيام إيران بتدريب قوات سورية للتصدي للمعارضة المسلحة، مؤكدًا أن "سورية لا تحتاج للجمهوية الإسلامية لتدريب قواتها، لأنها تمتلك جيشا قويًا أعد نفسه للتصدي للنظام الصهيوني"، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الإيرانية.
في السياق، أشارت تقديرات إسرائيلية، في أعقاب زيارة وفد إسرائيلي إلى موسكو، إلى أن "روسيا باتت تعتقد أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد أصبح وراءه، وأنها قررت وقف المساعدات من أجل بقاء نظامه، وأنه على الرغم من وقف موسكو مساعداتها لنظام الأسد إلا أنها ستستمر في الدفاع عن الرئيس السوري ومحاولة منع فرض عقوبات دولية ضده، فيما لم تقرر بعد إخلاء دبلوماسييها ومواطنيها من سورية".
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، الأحد، إن "هذه التقديرات تأتي في أعقاب زيارة وفد إسرائيلي إلى موسكو برئاسة نائب مدير عام الدائرة الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جيرمي سخاروف، ولقائه الأربعاء الماضي نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريافكوف، والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث الوفد الإسرائيلي مع مسؤولين روس في موسكو في قضية السلاح الكيميائي الموجود بحوزة سورية"، مضيفة أن "الوفد الإسرائيلي استعرض أمام المسؤولين الروس تقارير بشأن استعدادات نظام الأسد لاستخدام أسلحة كيميائية في حال اضطر إلى ذلك، وأن خبراء سوريين مزجوا عنصري غاز الأعصاب (سرين) من أجل تجهيزه للاستخدام وزودوا قنابل بهذا الغاز".