انفجار مرفأ بيروت

زار النائب ابراهيم كنعان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، واستمرّت الزيارة زهاء الساعة، وعقب اللّقاء، قال كنعان "تشرفت بلقاء غبطة البطريرك، ومن الطبيعي ان يكون الوضع الراهن قد فرض نفسه على نقاشنا، خصوصًا الكارثة التي حصلت ببيروت مع تداعياتها على المستويات كافة الشعبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد كانت محور اهتمام سيدنا البطريرك ومواكبته".وأكد كنعان أنّ "الكارثة تأخذنا الى مبدأ اساسي وهو ان المحاسبة لا سقف لها، وهذه المحاسبة يجب ان تحصل. والانفجار طال عاصمتنا، واللبنانيون الموجوعون والمتضررون يريدون نتيجة من الدولة. لذلك، علينا ان نكون ملتزمين مئة بالمئة بالوصول الى هذه النتيجة، بالتعاون مع المجتمع الدولي، ومع كل من يقوم بجهود بالتحقيق والمتابعة، للوصول الى المحاسبة الضرورية والمطلوبة والتي من الممنوع تمييعها".وأضاف "هذه هي الامانة التي يجب أن يحملها كلّ مسؤول، في أي موقع كان، فدماء الشهداء والضحايا وحقوق الناس أمانة، خصوصا أنّ كرامتنا من كرامة عاصمتنا".وأشار كنعان الى أن "مسألة اعادة تكوين السلطة في لبنان مطروحة وبقوة. والجدل الحاصل حول الحكومة وشكلها لا يؤدي الى نتيجة، فالمطلوب حكومة منتجة وفاعلة أي كان شكلها ، وقد شبعنا وعودًا وخلافات وصراعات اضاعت علينا سنوات من دون تنفيذ الاصلاحات المطلوبة"، وقال "مهمة الحكومة الاولى هي الاصلاح اولًا والاصلاح ثانيًا والاصلاح ثالثًا! لأن الاصلاح الذي جرى العمل عليه، ووعد به لبنان ودول العالم من خلال 4 مؤتمرات دولية طوال 20 عامًا لم ينفذ، واذا نفّذ يحمينا من مشاكل مالية واقتصادية كبيرة لبنان غير قادر على تحمّلها مع شعبه. وبالتالي، فالاصلاح لم يعد قابل للنقاش بل التنفيذ، وفورًا".وأضاف "انجاز الاصلاح، يسهّل التفاهم مع صندوق النقد، والتفاهم مع سيدر وفتح باب الاستثمارات. فاللبناني يريد ان يرتاح، وهو بمتناول اليد، ويجب ان يكون موضوع التفاوض لتأليف الحكومة لا الأشخاص وتوزيع الحصص، ولا تناتش بقايا السلطة والدولة في لبنان".واعتبر كنعان "هذه هي خريطة الطريق التي يجب بحثها والتي تبدأ بالمحاسبة والحكومة التي يفترض ان تكون منتجة وفاعلة وتنفذ الاصلاح المطلوب منها وتحقيق التفاهمات المالية الدولية لاستعادة الثقة والسيولة المفقودة. وعندها، فأي امر آخر تتوافق عليه الأطراف السياسية، او يحصل على اكثرية في المجلس النيابي  يمكن ان ينفّذ فلا يكون كالسيف في الماء".وختم كنعان "لقد طرح البطريرك الراعي موضوع الحياد، فاعتبر كثيرون أنّ هذا الحياد قانونيًا او دوليا، بينما هو يبدأ بالسياسيين ان يمارسوا الحياد الداخلي في القضايا الداخلية، وعلى كل طرف سياسي وطائفة وحزب ان يضع المصلحة اللبنانية كأولوية. وعندما نمارس هذا الحياد الداخلي، نؤمن حيادًا كبيرا ونفرضه على المصالح الدولية والاقليمية التي تحول بلدنا الى ساحة وتدفع شعبنا الاثمان".

قد يهمك ايضا: 

تعرف على حجم الحفرة التي خلّفها انفجار مرفأ بيروت

مقابر الموتى في بيروت لم تسلم من "انفجار المرفأ"