الجيش الليبي يعتبر اتفاق أنقرة غير قانوني وخطوة عدائية لا تعتمد على سند قانوني


صعد مجلس النواب الليبي من لهجته ضد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بعد توقيع الأخيرة على مذكرة تفاهم أمنية وبحرية مع النظام التركي.

وعلقت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، الثلاثاء، على توقيع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج لمذكرتي تفاهم أمنية وبحرية مع الحكومة التركية.

وذكرت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي في بيان: "تابعت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية ما يتداول حول توقيع حكومة السراج لمذكرتي تفاهم أمنية وبحرية مع الحكومة التركية دون أن تمتلك حق توقيع الاتفاقيات، بما يجعل مثل هذه الاتفاقيات والتفاهمات باطلة لا تنتج أي أثر في مواجهة الدولة الليبية".


وأضاف البيان "هذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة التركية وحكومة السراج خطوة عدائية تهدد السلم والأمن الدوليين والملاحة البحرية، كما تؤثر بشكل مباشر على مصالح دول حوض البحر المتوسط وتنافي القوانين والأعراف الدولية ومبدأ حسن الجوار بين الدول والمجتمعات الإنسانية".


وأكد الجيش الليبي في بيانه "أن تركيا تحاول توسعة نفوذها بالمنطقة تحقيقا لأطماعها في السيطرة على أهم خطوط النقل البحري الذي يتحكم في التجارة الدولية وكذلك سيطرتها على منطقة جنوب أوروبا، مستغلة الموت الذهني السريري لحكومة السراج وشللها التام وانهيارها أمام القوات الليبية في منطقة العمليات الغربية على تخوم العاصمة، بالإضافة إلى سيطرة المليشيات الإرهابية والإجرامية على طرابلس والمدعومة عسكريا وسياسيا وإعلاميا من تركيا".


وأفادت بأن ذلك "جعل الدولة التركية تتحكم بالمشهد بطرابلس وتسخر حكومة السراج لتحقيق مطامعها بالمنطقة، معتقدة أنها ستصل لتحقيق أحلامها في إعادة الاحتلال العثماني من جديد".


وشدد البيان على أن "تركيا أصبحت طرفا مباشرا مهددا لمصالح الشعب الليبي في قيام الدولة وفي أمنه واستقراره بدعمها للإرهاب والجريمة بتهريب كافة أنواع الأسلحة والتقنيات العسكرية الحديثة لصالح المجموعات الإرهابية والمليشيات المسلحة بالإضافة لتهديد تركيا لمصالح دول المنطقة من خلال محاولتها السيطرة على مقدرات ما يعرف بالمنطقة الاقتصادية بحوض البحر الأبيض المتوسط الغنية بالثروات ما بعد المياه الإقليمية الليبية بما يدخل المنطقة في صراع مصالح إقليمية لمواجهة الأطماع التركية وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين".


وأكدت القيادة العامة للجيش الليبي أنها "ترفض رفضا قاطعا هذه الاتفاقيات البحرية والأمنية وتطالب بتدخل مجلس الأمن ودول حوض البحر المتوسط لمواجه المخططات التركية وإحباطها وكبح جماحها في استعادة نفوذها المدمر بالمنطقة (زمن الدول العثمانية)".


وأكد الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، أن الاتفاق المبرم مؤخراً بين تركيا ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج "مؤامرة جديدة ستدخل ليبيا في فوضى نحن في غنى عنها". وأضاف أن "الاتفاق سيمنح جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية إمداداً تركياً مباشراً وقواعد تركية في ليبيا".


مشدداً على أن "ما وقعه السراج كارثة جرّت ليبيا إلى صدام مباشر مع اليونان وقبرص ودول عربية شقيقة منها مصر"، مضيفاً: "لن نرضى أن تكون ليبيا مصدر إزعاج أو قلق لأي دول مجاورة".


إلى ذلك، طالب المسماري "المجتمع الدولي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي بأن تكون لهم كلمة الآن مع الشعب الليبي ضد ما تبقى من المجلس الرئاسي".

 

يذكر أن تركيا وحكومة الوفاق الليبية، وقعتا الأسبوع الماضي، اتفاقيات حول تعزيز التعاون العسكري والبحري ودعم العلاقات العسكرية. وأثارت هذه الاتفاقيات جدلاً واسعاً وانتقادات داخلية، وحتّى توترات خارجية بين دول حوض المتوسط، كونها ستفتح لأنقرة الطريق لترسل المزيد من الدعم للميليشيات المسلحة المتحالفة معها وإشعال الصراع الليبي، وكذلك ستكون بوابة لاستغلال أنقرة لمصادر الطاقة الليبية والاستحواذ عليها.

قد يهمك ايضا:

مجلس الأمن يدعو لتشكيل حكومة لبنانية تلبي طموحات المحتجين ويصف الوضع بـ "الحرج"

مُتظاهرو صور في جنوب لبنان يُندّدون بـ"الغزو الغوغائي" على المُعتصمين السلميين