جامعة القدس الفلسطينية

أطلقت جامعة القدس أولى احتفالات أعياد الميلاد المجيد في فلسطين، بإضاءة شجرة الميلاد في حرمها الرئيس بأبوديس، للعام الرابع على التوالي، بحضور عدد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين وممثلين عن المؤسسات الرسمية والأهلية، ومئات الطلبة.

وافتتح رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك حفل إضاءة الشجرة، مؤكداً أن جامعة القدس ومن خلال هذا الحفل المهيب ترسل من مدينة القدس للعالم بأسره رسالة السيد المسيح الداعية للمحبة والسلام والتسامح، والتي تؤمن بها الجامعة وتسعى لترسيخ مفاهيمها بين طلبتها والعاملين فيها.

وقال أ.د. أبو كشك "في ذكرى ميلاد ابن فلسطين، الأسير الأول السيد المسيح، نهنىء كل أبناء شعبنا ونقول لإخواننا وشركائنا في الوطن، أهلنا وأحبتنا المسيحيين في فلسطين، أنتم منا ونحن منكم، يجمعنا الوطن والأرض والمقدسات والهدف والمصير المشترك، نحن جميعاً مسيحيون ومسلمون هنا في فلسطين نسيج اجتماعي واحد موحد، يوحدنا السيد المسيح".

وأكّد أ.د. أبو كشك على أهمية هذا الاحتفال في تعزيز أواصر التآخي والوئام والوحدة والعمل المشترك بين أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية خاصةً في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها فلسطين والمنطقة العربية ككل.

ومن جانبه، أكّد غبطة البطريرك ميشيل صباح أن إضاءة شجرة الميلاد رمز لفرح الروح بولادة السيد المسيح، بعيداً عن الصراعات والحروب التي تزعزع الأمن والسلام العالميين، مشيراً إلى أن رسالة عيد الميلاد هي رسالة محبة وحق وقوة.

بدوره، أكّد المطران عطاالله حنا على أهمية هذا الحدث السنوي الذي تنظمه جامعة القدس على مشارف المدينة المقدسة للعام الرابع على التوالي، والذي يمثل الوحدة الوطنية والدينية والتلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، "المسيحية انطلقت رسالتها من فلسطين من المهد إلى اللحد".

وأكّد مفتي محافظة بيت لحم فضيلة الشيخ عبد المجيد عمارنة أن هذا الحدث يعبر عن اهتمام الجامعة بتعزيز المحبة والإخاء، مؤكداً على أنها باتت تشكل نموذجاً للوحدة الوطنية والدينية، وهي منارة العلم والعمل.

ونيابةً عن الطلبة المسيحيين في الجامعة، قال الطالب وجدي العلم أن الميلاد يعتبر عيدا وطنيا أيضاً وليس فقط مناسبة دينية، مثمناً جهود الجامعة في دعم وتشجيع الطلبة على اختلاف توجهاتهم الدينية والعقائدية، ومشيراً في هذا السياق إلى صندوق الطالب المحتاج الذي أطلقته الجامعة خلال العام المنصرم في شهر رمضان المبارك، ما يدلل على ثقافة التسامح الديني والعيش المشترك التي تسعى جامعة القدس لتعميمها بين أسرتها الواحدة.

وأُقيم الحفل في ساحات حرم جامعة القدس الرئيس بتنسيق من قبل الطلاب المسيحيين بالجامعة، وبالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة، ومشاركة كافة الأطر الطلابية.

وتخلل الحفل عدة فقرات فنيّة قدّمها طلبة أكاديمية القدس للإبداع الشبابي وفرقة مركز بلدي للفنون والثقافة.