كابول ـ لبنان اليوم
صرح مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية، اليوم الخميس، بأن المفاوضين المجتمعين في قطر عرضوا على حركة "طالبان" اتفاقاً لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف الذي يجتاح البلاد. وقال المصدر؛ طالباً عدم الكشف عن هويته: "نعم، قدّمت الحكومة عرضاً عبر الوسيط القطري. الاقتراح يسمح لـ"طالبان" بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد".
وشنّت "طالبان" هجوماً شاملاً على القوّات الأفغانيّة أوائل مايو (أيار) الماضي، مستغلّة بدء انسحاب القوات الأجنبيّة الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس (آب) الحالي. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً من معاقلها التقليديّة في الجنوب.
والخميس اقتربت الحركة أكثر فأكثر من العاصمة كابل بعدما سيطرت على مدينة غزنة الاستراتيجية الواقعة على بعد 150 كيلومتراً في جنوب غربي كابل، في أعقاب اجتياحها معظم النصف الشمالي من البلاد.
وغزنة أقرب عاصمة ولاية من كابول يحتلها المتمردون منذ أن شنوا هجومهم.
كما نددت السفارة الأميركية في كابول بممارسات حركة "طالبان" بحق قوات الأمن الأفغانية، محذرةً من ارتكاب "جرائم حرب" هناك.
وقالت السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية في تغريدة عبر "تويتر" صباح اليوم (الخميس): "نسمع تقارير إضافية عن قيام (طالبان) بإعدام القوات الأفغانية المستسلمة. إنه أمر مقلق للغاية ويمكن أن يشكل جرائم حرب".
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريح له، اليوم الخميس إن بلاده لن تقدم أي دعم مالي لأفغانستان إذا انتزعت حركة "طالبان" السلطة في البلاد وطبقت الشريعة الإسلامية. وأضاف "نقدم 430 مليون يورو (505 ملايين دولار) كل عام ولن نمنح منها سنتاً واحداً إذا سيطرت "طالبان" على البلاد وطبقت الشريعة الإسلامية".
وذكر مسؤولون أن قوات الحكومة الأفغانية خاضت معارك مع مقاتلي "طالبان" في عدة مدن وحولها اليوم الخميس، في الوقت الذي يواصل فيه مقاتلو "طالبان" هجومهم الذي تعتقد المخابرات الأميركية أنه قد يؤدي لسيطرتهم على العاصمة كابل خلال 90 يوماً.
يشار إلى أن الوضع الأمني في أفغانستان تفاقم على نحو مأساوي منذ بدء سحب القوات الدولية من هناك وشن "طالبان" هجوماً بدايةً من مايو (أيار) الماضي. وقد انتزعت الحركة في الوقت الراهن تسع عواصم إقليمية من الحكومة الأفغانية.
وتقدّمت "طالبان" بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة. وفي أسبوع واحد، سيطرت على 10 من أصل 34 عاصمة ولاية أفغانية؛ 7 منها في شمال البلاد، وهي منطقة كانت دائماً تتصدى لهم في الماضي.
وتعقد الحكومة وحركة "طالبان" محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطريّة. لكنّ مصادر مطّلعة أشارت إلى أنّ المفاوضات تتراجع مع تقدّم «طالبان» في ساحة المعركة.
وتنتشر القوّات الأجنبيّة في أفغانستان منذ نحو 20 عاماً، بعد غزو قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، لكنّ هذه القوّات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة.
وتسود مخاوف من أن يؤدّي انسحاب هذه القوّات إلى إضعاف القوات الأفغانية، لا سيّما في غياب المؤازرة الجوّية لعمليّاتها الميدانيّة.
وقد يهمك أيضاً :