الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي

أعلنت إيران، الإثنين، عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها، أن عقد جولة جديدة من المحادثات مع السعودية يبقى رهن إبداء الرياض "جدية" في الحوار الذي بدأ قبل أشهر بين الخصمين الإقليميين. وقال المتحدث سعيد خطيب زاده إن "النقاشات لم تنقطع لكن بعد الجولة الرابعة لم يتم عقد أي محادثات جديدة حضوريا"، وذلك ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي بشأن اقتصار جولات الحوار بين الطرفين على أربع حتى الآن.
وأضاف: "التقدم في المحادثات رهن مضي الرياض أبعد من التصريحات الإعلامية. واذا لمسنا جدّية من الطرف الآخر، فسيتم عقد جولة جديدة من المحادثات".
وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون محادثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشف عنها للمرة الأولى في نيسان/ أبريل الماضي، في ما يعد أبرز تواصل مباشر بينهما منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في كانون الثاني/ يناير 2016.
وعقدت الجولة الرابعة في أيلول/ سبتمبر، وكانت الأولى في عهد الرئيس الإيراني الجديد المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، بعدما كانت الجولات الثلاث الأولى عقدت في عهد الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني.
وبعدما أكد خطيب زاده في أيلول أن المحادثات حققت "تقدما جادا" بشأن أمن منطقة الخليج، رأى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مطلع تشرين الأول أنها تبقى في "مرحلتها الاستكشافية"، مبديا أمله أن "تضع أساسا لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين".
وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفّات الاقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، وتتّهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد.
وتبدي الرياض قلقها من نفوذ طهران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وردا على سؤال بشأن تأثير الأزمة الديبلوماسية الراهنة بين بيروت والرياض على محادثات الأخيرة مع طهران، قال خطيب زاده "المحادثات بين إيران والسعودية هي محادثات ثنائية ترتكز على القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ونحن لا نتحدث أيدا عن أصدقائنا مع طرف ثالث".
وتابع: "أنصح بعض الدول بأن تعلَم بأن منطق الحصار والضغط لم يحقق شيئا (...) ولن يحقق بالتالي شيئا في ما خصّ لبنان".
وبدأت الأزمة بين بيروت والرياض على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، تم تسجيلها قبل توليه منصبه، اعتبر فيها إنّ الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" سعودي-إماراتي.
واستدعت السعودية إثر ذلك سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامناً معها، أقدمت البحرين ثم الكويت على الخطوة ذاتها، كما أعلنت الإمارات سحب ديبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله المقرّب من إيران. واعتبر وزير الخارجية السعودية أن الأزمة مع لبنان لا يمكن اختزالها بتصريحات قرداحي وإن المشكلة تكمن "في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي".

قد يهمك أيضا

البرلمان الإيراني يصوت على قرار يهدد الرئيس روحاني

روحاني يبحث مع رئيس المجلس الأوروبي آخر تطورات الاتفاق النووي الإيراني