فيينا، طهران ـ سليم الحلو، مهدي موسوي
إستأنفت الخميس، في فيينا الجولة السابعة من المحادثات النووية الإيرانية بعد توقف دام 5 أيام، طلبتها الدول الغربية للتشاور إثر تقديم وفد إيران مقترحات وصفها الأوروبيون والأميركيون بأنها تقوض مبدأ التفاوض، وتحمل تراجعا كبيرا عما تم الاتفاق عليه في الجولات الست السابقة.
والتقى المفاوضون بشأن البرنامج النووي الإيراني، في فيينا، مؤكدين "عزمهم على العمل بجد" لإنقاذ اتفاق 2015 بعد تحذيرات وجهها الأوروبيون والأميركيون الأسبوع الماضي إلى طهران.
وكان الدبلوماسيون افترقوا الجمعة في أجواء خلافات إذ اتهم الغربيون طهران بالتراجع بالمقارنة مع الوضع في الربيع.
فيما حث الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على الإسراع في تحقيق تقدم خلال المباحثات. وقال في تغريدة على حسابه على تويتر مساء الأربعاء، إنه تحدث مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قبل انطلاق الجولة الحالية من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، مشدداً على ضرورة تحقيق تقدم أسرع على طاولة التفاوض.
بدورها شددت الإدارة الأميركية، مساء أمس، على أن تلك الجولة ستشكل اختبارا لمدى جدية طهران، والتزامها بتحقيق تقدم فعلي على طاولة التفاوض.
كما نبهت إلى أنها قد تشكل فرصة أخيرة أمامها لإحياء الاتفاق الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي سابق، دونالد ترمب، عام 2018، معيدة فرض العديد من العقوبات. وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية، في إفادة دورية إن "بلاده ستكون قادرة على الحكم سريعا على ما إذا كانت إيران راغبة فعلا في التفاوض بجدية".
كما أضاف: "يفترض أن نعرف خلال وقت قصير جدا إذا ما كان الإيرانيون... عائدين إلى التفاوض بحسن نية".
وصرح إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي الذي يقود العملية للصحافيين بأنه بعد "مشاورات مفيدة في العواصم (...) عادوا بتصميم متجدد على العمل بجد".
وستستمر الآن اللقاءات الثنائية واجتماعات الخبراء.
واضاف مورا: "سنرى ما سيحدث في الأيام المقبلة. إنها مهمة صعبة. يجب أن نردم هوة الخلافات بين المواقف".
وأكد أن "الشعور بأن الأمر ملح"، وهو التعبير الذي يرد باستمرار في هذا الملف، "أكثر حدة مما هو عادة".
واستمر اجتماع رؤساء الوفود من مختلف الأطراف (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) الذي بدأ قرابة ظهر الخميس (11,00 ت غ) في قصر كوبورغ الفندق الفخم في العاصمة النمسوية أكثر من ساعة واحدة بقليل.
وتحدث السفير الروسي ميخائيل أوليانوف عن "أجواء بناءة".
وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن المبعوث الأميركي روب مالي الذي يشارك بشكل غير مباشر من خلال الأوروبيين "سينضم إلى المناقشات في نهاية الأسبوع".
وأضاف: "يجب أن نعرف بسرعة ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى التفاوض بحسن نية"، محذرا من أن "الوقت" أصبح "ضيقا جدا جدا".
من جانبها جددت طهران رغبتها في "التفاوض بجدية".
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن "إصرار الطرفين على مواصلة المحادثات يظهر أنهما يسعيان إلى التوفيق بين مواقفهما".
وتحدث وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان مساء الأربعاء.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على موقعها الالكتروني إن بوريل دعا طهران إلى "معالجة المخاوف بشأن البرنامج النووي الحالي" الذي تسارع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.
وشددت طهران على أن "وفدا من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية سيتوجه إلى فيينا للقاء ومناقشة مسؤولين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، المكلفة مراقبة الطبيعة السلمية للأنشطة النووية.
ودانت الجمهورية الإسلامية أيضا رد الفعل "السلبي" للأوروبيين، معتبرة أن "الحملات الإعلامية غير بناءة".
وقررت ايران الخميس أن تفرض عقوبات على أفراد ومؤسسات أميركية ردًا على عقوبات أعلنتها واشنطن، الثلاثاء ضدّ 12 كيانًا ومسؤولًا ايرانيًا "اقترفوا انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان" في خضم استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأعلن نائب رئيس السلطة القضائية كاظم غريب عبادي عن "قائمة جديدة بأفراد ومؤسسات أميركية متورّطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ومُعاقبة من قبل ايران وستُنشر قريبًا”، مكرّرًا بذلك الأسباب الحرفية التي اختارتها وزارة الخزانة الأميركية لفرض عقوبات على كيانين وشخصيات إيرانية.
وذكرت وكالة “ميزان” الرسمية للسلطة القضائية، أن غريب آبادي اتّهم “الولايات المتحدة باستخدام العقوبات بذرائع كاذبة لحقوق الإنسان كأداة لتحقيق أهداف سياسية من دون جدوى”.
وقالت أندريا غاكي، مديرة مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية في بيان صدر الثلاثاء إنّ وزارة الخزانة الأميركية “ستواصل محاربة الاستبداد” وتعزيز “محاسبة الأفراد على القمع العنيف لأولئك الذين يسعون إلى ممارسة حقوقهم الإنسانية وحرياتهم الأساسية”.
وتضاف العقوبات الأخيرة إلى مجموعة تدابير مشددة استهدفت إيران، في حين استؤنفت الأسبوع الماضي في فيينا المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن حول إنقاذ الاتفاق المبرم في العام 2015 بين الدول الكبرى والجمهورية الإسلامية حول برنامجها النووي.
والمفاوضات التي توقّفت الجمعة يمكن أن تستأنف الخميس، وفق ما أعلن المفاوض الإيراني.
يذكر أن الجولة السابعة من المحادثات كانت توقفت مؤقتا في الثالث من كانون الاول/ ديسمبر (انطلقت في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021)، عقب تقديم الوفد الإيراني برئاسة علي باقري كني مسودتين لمقترحات جديدة، وصفتا بالمخيبتين للآمال وغير المقبولتين.
وكانت المحادثات النووية انطلقت في أبريل الماضي (2021) إلا أنها توقفت لاحقا في يونيو، قبيل انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد، إبراهيم رئيسي، دون أن تتوصل إلى تذليل كافة العقبات المتبقية، وفي مقدمتها العقوبات الأميركية.
قد يهمك أيضًا:
الأمم المتحدة تنتقد البرنامج النووي الإيراني وتؤكد أن الاتفاق "على مفترق طرق"
البيت الأبيض يعلن أن بايدن يدعم الدبلوماسية للتعامل مع التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني