طهران ـ مهدي موسوي
أشار وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن حوار بلاده مع السعودية "إيجابي"، وطهران مسعدة لإعادة العلاقات مع المملكة في أي وقت. وأضاف عبداللهيان خلال تصريحات له الخميس: "خلال أيام سيعود ممثلونا لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة وهذه خطوة إيجابية".
وتابع، أن طهران تؤمن بأهمية حوار إقليمي واسع يشمل السعودية ومصر وتركيا لحل مشاكل المنطقة.
ولفت عبداللهيان إلى أن ممثلي طهران سيعودون خلال أيام إلى منظمة التعاون الإسلامي في جدة، الأمر الذي وصفه بـ"الخطوة الإيجابية".
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان أن إيران ستشارك بالجولة المقبلة من المفاوضات مع السعودية تُعقد في بغداد بجهود عراقية.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، نفى صحة ما تردد عن عقد لقاء أمني مع إيرانيين في الأردن.
وقال بن فرحان: "كان هناك فقط ندوة من مركز فكر بالأردن حضرها أشخاص من عدة دول".
وتم اختتام جلسة حوار أمني بين السعودية وإيران، بمشاركة خبراء من الجانبين في 13 ديسمبر/ كانون أول الماضي.
وكان قد اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في وقت سابق ان إجراء مزيد من المحادثات مع السعودية يعتمد على "جدية" الرياض.
وأضاف خطيب زاده في تصريحات صحفية: "ندعو الرياض إلى اتخاذ نهج دبلوماسي وسياسي، واحترام مبدأ عدم التدخل في الدول الأخرى، وهو السبيل الوحيد للمضي قدما".
وكانت السعودية وإيران بدأتا محادثات مباشرة بينهما هذا العام بينما تحاول القوى العالمية إنقاذ الاتفاق النووي مع طهران، وفي الوقت الذي تتعثر فيه الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
ووصفت السعودية، التي قطعت علاقاتها مع طهران في 2016، المحادثات بأنها ودية لكنها مازالت استكشافية، بينما قال مسؤول إيراني في أكتوبر/تشرين الأول إن المحادثات قطعت "مسافة جيدة".
كان مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي قالا إن لقاء جمع مطلع نيسان/أبريل في بغداد وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران. وبقيت هذه المناقشات سرية إلى أن كشفت عنها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وبينما نفت الرياض ذلك عبر وسائل إعلام رسمية، لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد أن الحوار مع السعودية كان "دائما موضع ترحيب".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت في يناير/كانون الثاني أن طهران منفتحة على الحوار مع السعودية، إذا ابتعدت الرياض عن العنف وإهمال الأمن الإقليمي والتعاون مع القوى خارج المنطقة.
كما عرضت قطر أن تكون وسيطة بين البلدين للتوصل إلى مصالحة بينهما.
وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين في اليمن، ويشن الحوثيون هجمات ضد أهداف في المملكة باستخدام طائرات مسيّرة، وصواريخ باليستية.
ويعارض الحوثيون وجود تحالف عسكري تقوده الرياض ضدهم في الحرب في اليمن.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قال في أبريل/نيسان الماضي إن بلاده ترغب في إقامة علاقات "طيبة ومميزة" مع جارتها إيران.
وجاءت هذه التصريحات بعد ست سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واتهامه طهران بزعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف ولي العهد السعودي: "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".
وكان قد أعلن الأردن في وقت سابق، أنه استضاف جلسة حوار أمني بين السعودية وإيران، في العاصمة عمان، ناقشت عددا من القضايا الأمنية والتقنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وعقدت الجلسة السعودية الإيرانية في المعهد العربي لدراسات الأمن (مستقل)، بمشاركة خبراء من الجانبين، دون الإشارة لتاريخ انعقادها أو مدتها.
وناقشت الجلسة عددا من القضايا الأمنية والتقنية، ركزت على الحد من تهديد الصواريخ وآليات الإطلاق"، من دون ذكر تفاصيل بالخصوص.
وتعاني السعودية من هجمات تشنها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على أراضيها بين فينة وأخرى، مقابل هجمات جوية يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض على مواقع الحوثيين، ضمن صراع اليمن الدائر منذ نحو 7 سنوات.
وناقشت الجلسة كذلك "الإجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين، وتحديدا فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي والتعاون في مجال الوقود النووي ومحاور أخرى (لم تحددها)"، وفق المصدر ذاته.
ونقل أيمن خليل، الأمين العام للمعهد العربي لدراسات الأمن، المستضيف للجلسة، قوله إن "أجواء من الاحترام المتبادل سادت الجلسة، التي أظهرت رغبة متبادلة من الطرفين في تطوير العلاقات وتعزيز الاستقرار الاقليمي، بما ينعكس على ازدهار شعوب المنطقة".
وأضاف أن "مزيدا من الجلسات بين الطرفين سيتم عقدها في وقت قريب، لمتابعة توصيات الحوار الأمني والتقني وصياغة تفاصيله".
وبعد نحو 6 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين عقدت طهران والرياض منذ يناير/كانون الثاني 2016، عدة جولات من الحوار المباشر بينهما، برعاية من الحكومة العراقية.
وكان آخر تلك الجولات في سبتمبر/ أيلول الماضي بمطار بغداد الدولي بين وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
قد يهمك أيضًا:
الأمم المتحدة تنتقد البرنامج النووي الإيراني وتؤكد أن الاتفاق "على مفترق طرق"
البيت الأبيض يعلن أن بايدن يدعم الدبلوماسية للتعامل مع التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني