الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث يبدأ زيارة من يومين، لأجل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مقدمة مستقبلي الرئيس التركي والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.

وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن زيارة أردوغان إلى دولة الإمارات تستغرق يومين، 14 و15 فبراير، وتتناول العلاقات الثنائية بين البلدين بكافة أشكالها، وإمكانيات تطوير التعاون المشترك. وكشف البيان عن أن الزيارة ستشهد تبادلا للآراء بشأن آخر المستجدات الإقليمية والدولية، في إطار تحقيق السلام والاستقرار.

ويشمل جدول أعمال زيارة الرئيس التركي توقيع اتفاقيات تهدف إلى تحقيق إسهامات مهمة في العلاقات الثنائية، كما سيشارك الرئيس في "معرض تركيا" المقرر عقده في 15 فبراير بمناسبة "اليوم الوطني لتركيا"، ضمن زيارته لمعرض "إكسبو 2020 دبي".

ومساء السبت، كتب أردوغان على "تويتر" باللغة العربية: "التقارب الذي بدأ بين تركيا والإمارات العربية المتحدة يكتسب زخما جديدا من خلال زياراتنا المتبادلة. أرحب بتطوير العلاقات تجاه مجالات التعاون بيننا"، مرفقا مقالا عن حول أهمية العلاقات بين البلدين في الإسهام بالسلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي.

وكان الشيخ محمد بن زايد قد زار أنقرة في نوفمبر الماضي، حيث أجرى محادثات مع أردوغان، وأبرمت وقتها الإمارات وتركيا اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت عددا من المجالات التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين أبوظبي وأنقرة، من بينها تأسيس صندوق إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.

وأضاف أردوغان، في تصريحات إعلامية أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بعد زيارته التاريخية لأنقرة.وأشار إلى أن الزيارة سيغلب عليها الطابع الاقتصادي، وستشهد توقيع اتفاقيات تتعلق بالتجارة وزيادة الاستثمارات ولقاءات من جانب الرئيس التركي والوفد المرافق مع رجال أعمال ومستثمرين إماراتيين بهدف توسيع حجم التبادل التجاري.

وأوضح أيدوغان أن الزيارة سيكون لها تأثير إيجابي في توسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لافتا إلى أنهما، بثقلهما الإقليمي، يمكنهما العمل على نزع فتيل التوترات في منطقة عصفت بها الاضطرابات على مدار أكثر من عقد.

وعلق أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات على الزيارة الأولى منذ سنوات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، معتبرا أنها ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وقال قرقاش عبر "تويتر": "زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات والتي تأتي بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الجمهورية التركية تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنسجم مع توجه الإمارات نحو تعزيز جسور التواصل والتعاون الهادفة للاستقرار والأزدهار في المنطقة".

وأكد قرقاش أن "الإمارات مستمرة في تعزيز قنوات التواصل مع مختلف الدول حرصا منها على دعم استقرار وازدهار المنطقة ورفاه شعوبها".وأوضح أن "سياسة الإمارات إيجابية وعقلانية وتصب في صالح الأمن والسلم والتنمية الاقليمية، وزيارة الرئيس أردوغان إلى أبوظبي تأتي في هذا الإطار الذي نراهن عليه لضمان مستقبل مزهر".

وكانت ووكالة الأنباء الإماراتية "وام" قد نشرت تقريرا قبيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقررة للإمارات، تحدثت فيه عن أهداف الزيارة وأهميتها، وعن الاستثمارات التركية في الإمارات.

وجاء في التقرير: "تشكل الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات غدا خطوة هامة على طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا الصديقة ونقلها إلى مستوى أكثر تقدما.

وأضاف: "شهدت العلاقات الإماراتية - التركية في نهاية عام 2021 نقلة نوعية تزامنت مع زيارة محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتركيا تلبية لدعوة وجهها الرئيس التركي لسموه لتكون هذه الزيارة محطة رئيسية في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين و التي ترتكز على المصالح المشتركة بينهما".

وأشار التقرير إلى أنه "بفضل الرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات، وحرصها الدائم على بناء علاقات إيجابية مع دول العالم كافة وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة، أصبحت الدولة وجهة سياسية واقتصادية حيوية جاذبة على خريطة العالم تستقبل بحفاوة على أرضها القيادات السياسية الإقليمية والدولية، وتسعى إلى تبادل وجهات النظر معهم حول مختلف القضايا، بما يحقق الاستقرار والازدهار للجميع.

ونوه التقرير إلى أن العلاقات بين الإمارات وتركيا "تشهد تطورا مستمرا في العديد من القطاعات الحيوية ويعكس هذا التطور حرص قيادتي الدولتين على تطوير العمل المشترك، والتطلع إلى المزيد من فرص التعاون الثنائي، بما يحقق التنمية والازدهار للبلدين وشعبيهما الصديقين".

وجاء في التقرير أيضا: "تحرص قيادتا الدولتين وممثلو حكومتيهما على تبادل الزيارات من أجل دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق جديدة واسعة من التعاون المثمر بين الجانبين. وتؤمن قيادة دولة الإمارات بأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لن يسهم فقط في الحفاظ على المصالح المشتركة ولكنه يعزز أيضا من ازدهار المنطقة، وتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين".

وولفت إلى أن الفترة السابقة شهدت "توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي، منها 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية.يشكل الجانب الاقتصادي أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد أخذة في التطور والنمو عبر السنوات. ففي عام 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي و التجاري بين البلدين.. وبلغت قيمة التجارة بين البلدين في النصف الأول من عام 2021 أكثر من 26.4 مليار درهم بقفزة نمو بلغت 100% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020".

وذكر التقرير أن الإمارات أعلنت مؤخرا عن تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء.

يذكر أن تركيا تحتل في المرتبة الـ 11 بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالميا والشريك التجاري الأكبر لتركيا على مستوى منطقة الخليج.

ويوجد ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في تركيا إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.

وبلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى تركيا نحو 18.4 مليار درهم في نهاية عام 2020، فيما بلغ رصيد الاستثمارات التركية في دولة الإمارات حتى بداية عام 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم، وتركز الاستثمارات التركية على قطاعات البناء والتشييد، والعقارات، والقطاع المالي والتأمين، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات.

قد يهمك ايضا:

أميرِكَا تُطمْئن مِيقاتي بِعدم وُجود عُقوبَات على وُصول الغاز المصْريِّ إِلى لُبْنان عبْر سُورْيَا

الرئيس ميقاتي سيدعو لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل