بيروت - رياض شومان
وجه الامين العام للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الشيخ خلدون عريمط رسالة مفتوح الى مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني حملت هجوماً عنيفاً عليه لدوره في مقام الافتاء في تقسيم المسلمين و المؤسسات الاسلاميةن فضلا عن تصرفاته الشخصية لمصالح خاصة.
وقل عريمط طمن حقنا أن نسأل، ماذا فعلت
، وأين أنت يا سماحة المفتي من هذا الإجماع الإسلامي والوطني، الذي قاده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليكون بين يديّك قوّةً وعزماً وصبراً وتواضعاً وتسامحاً وتجرّداً، للحفاظ على العقيدة والدور الوطني والإسلامي والعربي، لأبناء الوطن مسلمين ومسيحيين؟.
فموقع مفتي الجمهوريّة ليس ملكاً أو ارثاً لشخصك أو لأسرتك، وإنما هو رمزٌ لوجود المسلمين وتاريخهم في هذا البلد، فبماذا يمكن أن تصف عهدك؟ فأنت ونحن، وغيرك وغيرنا، سننتقل من دار الفناء الى دار البقاء، وعندها ستسأل يا صاحب السماحة عن أمانة الإجماع الإسلامي والوطني، وعن كلّ قرارٍ أو موقفٍ أو ظلمٍ أو تعسّفٍ أو تجنٍّ أو انحرافٍ أو هوى مارسته، أو قررته، أو غضضت الطرف عنه، وأدى الى ما نحن فيه من تباعد وتمزّق وتشوّه لدور المؤسسة الدينيّة الإسلامية العريقة (دار الفتوى).
ستسألُ أمام الله تعالى، عن الفرقة التي أحدثتها بين المسلمين، وعن معاداتك لقيادات المسلمين، وكبار علمائهم، وأهل الحل والعقد فيهم، ولا شك ستسأل عن الثغرة التي أحدثتها في وحدة الصف الإسلامي، وخصوصاً عند أهل السنّة والجماعة، وبذلك أفسحت المجال لقوى محليّة واقليميّة، لاستخدامك من خلال موقعك، لتكون حربةً يطعنُ بها، ومن خلالها الجسد الإسلامي المنهك، بفعل تداعي الأكلة المفترسين والحاقدين على قصعةِ المسلمين في لبنان وفي العديد من بلدانهم.
ستسأل يا صاحب السماحة، من الله تعالى، عن تحويل نفسك وموقع الإفتاء الى حصان طروادة، لتستخدم بعلمك وبإرادتك وبثمنٍ بخس، ضد مصالح المسلمين ودورهم، ووجودهم، بحججٍ واهية، بعدما أبعدت بعناد وعدم تبصّر كل المخلصين والمفكرين والمثقفين وأصحاب الإرادات الخيّرة من حولك، الذين واكبوا ودعموا وحصّنوا دار الفتوى، لتكون فعلاً داراً لكل المسلمين واللبنانيين.
ستسأل يوم لا ينفع مالك ولا أبناؤك عن فقراء المسلمين وحاجاتهم، وعن طرابلس وشهدائها وجرحاها، وعن عكّار وفقرائها، وعن الجنوب وقراه المبعثرة، وعن صيدا وحصارها، وعن البقاع وأهله، وعن بعلبك وأقضيتها، وعن حزام البؤس في عرسال، والقرى والبلدات الضائعة في جبل لبنان.
ستسأل عن بيروت سيّدة العواصم وعن مؤسساتها، ورجالاتها، وشهدائها وشجعانها، الذين استشهدوا وجرحوا وأهينوا وحوصروا دفاعاً عن عروبتهم الحضاريّة وإسلامهم الصحيح، المستمدّ من كتاب الله وسنّة رسوله.
,اضاف "المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد إنتقل قبلك وقبلنا الى دار البقاء، ولم يترك لأسرته عقاراً أو دولاراً أو توماناً قادماً من بلاد فارس، هل علمت بذلك"؟.
وسأل ماذا فعلت بالعلماء ومرتبّاتهم ومخصصاتهم وحاجاتهم، سواءٌ في بيروت أو في بقيّة المناطق اللبنانيّة، وعلى وجه الخصوص مساجد وعلماء القرى والبلدات في عكار وعرسال والمنية والضنيّة والكورة والبترون وقرى العرقوب، وفي مدينة صور وأقضيتها؟.
ستسأل يا صاحب السماحة، عن ظاهرة التطرّف والجهل وسوء الإدارة والإنفلات في المؤسسات الدينيّة والإجتماعيّة، وعن التشوّه الذي أصاب المسلمين ودورهم نتيجة خدمتك وتحالفك مع المشروع الإيراني الصفوي، الذي ينخر جسم المسلمين في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، وحتى في جيبوتي وجزر القمر.
وتابع الشيخ عريمط هجومه بعد ما يقارب الربع قرن من عهدك المأزوم، الذي سيحتاج العهد الجديد الى سنوات وسنوات، لتصحيح ما أفسدته، ودمرّت الثقة به، هل يمكن لك أن توقف هذا الإنحدار، وهذه الفرقة بقرارٍ يسجّل لك لا عليك، فتستجيب لنداء رؤساء الحكومات الحاليين والسابقين، والمفتين والقضاة والعلماء، فتستريح وتريح، لعلّ الله تعالى يخفف عنك ما اقترفته من أخطاءٍ وخطايا، بحسن نيّة أو بسوئها، لا فرق لأن النتيجة، كما هو حالنا اليوم؟