واشنطن ـ يوسف مكي
أكد البيت الأبيض أنه "من المبكر" معرفة إن كانت روسيا جادة في خفض التوترات الأمنية في أوكرانيا ومحيطها. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين بعد محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس في جنيف "من المبكر القول ما إذا كان الروس جديين بشأن سلوك طريق الدبلوماسية".
وأضافت أنه ينبغي الانتظار لمعرفة "إن كانوا مستعدين للتفاوض بجدّية أم أنهم سيستخدمون المباحثات ذريعة للقول إن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح".
وتعقد محادثات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا غداً الاربعاء على أن تقام جولة أخرى من المفاوضات في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس.
وتمارس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون ضغوطاً على روسيا لسحب حشود قواتها من الحدود مع أوكرانيا في حين تريد موسكو من الغرب الموافقة على سلسلة طويلة من المطالب تقدّمها على أنها ضمانات أمنية.
وجدّدت ساكي رفض الولايات المتحدة للطلب الروسي رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مستقبلاً، معتبرةً أن "البتّ بهذا الأمر عائد حصراً لأوكرانيا والدول الأعضاء الثلاثين في الحلف وليس لدول أخرى".
وأضافت: "ثمة مجموعة من المباحثات التي يمكن أن تندرج ضمن سياق ديبلوماسي لكن يعود للروس تحديد ما إذا كانوا سيعتمدون موقفاً جدّياً منها أم لا".
واختتمت جولة جديدة من المحادثات الأمنية بين الولايات المتحدة وروسيا مساء الاثنين في جنيف دون تحقيق أي انفراجة دبلوماسية.
وفي حين وصف الجانب الأميركي المحادثات الأخيرة بين القوتين العالميتين الرئيسيتين بأنها "الدبلوماسية الخاصة بنا للسعي إلى خفض التصعيد مع روسيا"، وصف الجانب الروسي المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بأنها "مفاوضات الضمانات الأمنية".
على غرار الحوارين الثنائيين السابقين حول الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف العام الماضي، ترأس الوفد الأميركي نائب وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، فيما يرأس الجانب الروسي نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف.
وصرح ريابكوف في مؤتمر صحفي عقب المحادثات أن "المحادثات كانت صعبة وطويلة واحترافية للغاية وعميقة وملموسة دون محاولات للتمويه على بعض الحواف الحادة"، مضيفا "لقد شعرنا أن الجانب الأمريكي أخذ المقترحات الروسية على محمل الجد ودرسها بعمق".
وقالت شيرمان في مؤتمر صحفي منفصل عقب المحادثات "لقد أجرينا مناقشة صريحة ومباشرة على مدى 8 ساعات تقريبا في البعثة الأمريكية في جنيف. وهذه هي المرة الثالثة التي ينعقد فيها الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا منذ اجتماع الرئيس بايدن والرئيس بوتين في جنيف في يونيو الماضي".
ونقلت البعثة الروسية في جنيف عن ريابكوف قوله يوم الاثنين إن ما تسعى روسيا للحصول عليه هو ضمانات ملزمة قانونا لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعدم التوسع بشكل أكبر نحو الشرق.
كما نقلت عنه قوله إنه "يتعين عليه (الحلف) تفكيك كل ما أنشأه جراء تحركه المدفوع بالرهاب المناهض لروسيا والتصورات الوهمية بشأن سياسات بلادنا منذ عام 1997".
وقال ريابكوف للصحافيين عقب المحادثات إن "التساؤلات الرئيسية ما زالت قائمة، ولا نرى تفاهما من الجانب الأمريكي حول ضرورة اتخاذ قرار بطريقة ترضينا".
وأفاد "إننا لا نثق في الجانب الآخر"، مضيفا "نحن بحاجة إلى ضمانات ثابتة وصامدة ومنيعة وملزمة قانونا - وليس مجرد تأكيدات أو تطمينات".
وأشار إلى أنه أبلغ نظيرته الأميركية أن روسيا ليس لديها خطط لمهاجمة أوكرانيا، وليس هناك ما يدعو للخوف من تصعيد التوترات مع أوكرانيا.
وقال ريابكوف "لقد تم توجيه تهديدات أو تحذيرات معينة، وأوضحنا لزملائنا أنه ليس لدينا خطط لمهاجمة أوكرانيا"، مضيفا أنه "لا يوجد أي أساس للخوف من أي سيناريو متصاعد في هذا الصدد".
وصرحت شيرمان للصحافيين بأن الولايات المتحدة جاءت إلى اجتماع يوم الاثنين للاستماع إلى المخاوف الأمنية لروسيا وتبادل المخاوف الخاصة بها، "لقد جئنا بعدد من الأفكار حيث يمكن لبلدينا اتخاذ إجراءات متبادلة تخدم مصالحنا الأمنية وتحسن الاستقرار الإستراتيجي".
وقالت الدبلوماسية الأميركية الرفيعة المستوى إن الولايات المتحدة لن توقف سياسة "الباب المفتوح" للناتو، ولن تتخلى عن التعاون الثنائي مع الدول ذات السيادة الراغبة في العمل مع الولايات المتحدة، ولن تتخذ قرارات حول أوكرانيا بدون أوكرانيا، أو حول أوروبا بدون أوروبا، أو حول الناتو بدون الناتو.
وذكرت "لقد أوضحنا أنه إذا غزت روسيا المزيد من أراضي أوكرانيا، ستكون هناك تكاليف وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهته في عام 2014. وأمام روسيا خيار صعب تتخذه".
كما بينت أن الولايات المتحدة عرضت الاجتماع مرة أخرى قريبا مع المسؤولين الروس لبحث هذه القضايا الثنائية بمزيد من التفصيل.
ووفقا للبعثة الأميركية في جنيف، فأنه بعد محادثات يوم الاثنين مع المسؤولين الروس، ستسافر شيرمان بعد ذلك إلى بروكسل يومي 11 و12 يناير لإجراء مزيد من المشاورات مع قيادة الناتو وحلفاء الناتو ومسؤولي الاتحاد الأوروبي.
قد يهمك أيضًا:
الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن إجرائه محادثة قصيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو