غزة ـ محمد حبيب قال وزير الداخلية في حكومة غزة  فتحي حماد، إن حكومته تسعى من خلال اتصالات مكثفة مع مصر لإعادة فتح معبر رفح البري المغلق لليوم الرابع على التوالي، في حين يفترش المئات من الفلسطينيين العالقون أمام معبر رفح من الجانب المصري الأرض، في ظل ظروف قاسية، لا سيما وأن كثيرين منهم طاعنون في السن، وكانوا عائدين بعد إجراء عمليات جراحية في الخارج.
وأضاف حماد في تصريح صحفي الاثنين، أن إغلاق معبر رفح لن يستمر طويلا، مرجحا إعادة تشغيله خلال اليومين المقبلين.
وأشار حماد إلى أن إغلاق معبر رفح جرى نتيجة للأحداث التي جرت في سيناء مؤخرا من اختطاف الجنود المصريين.
ويواصل مجندون إغلاق معبر رفح البري بشكل كامل في الاتجاهين، لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على عملية اختطاف سبعة مجندين في سيناء صباح الخميس الماضي.
وتتعذر معظم الاتصالات مع المسافرين في الجانب المصري؛ نظرًا لسوء شبكة الاتصالات الخلوية الفلسطينية "جوال" وشبكات الخلوية المصرية "اتصالات" و"موبنيل" و"فودافون".
وتظهر الصور من هناك المئات من العالقين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في انتظار عودتهم إلى قطاع غزة.
ويغلق العشرات من عناصر الجيش والشرطة المصرية معبر رفح منذ صباح الجمعة، احتجاجًا على اختطاف سبعة من زملائهم في مدينة العريش المصرية، وأعلنوا أنهم لن يسمحوا باستئناف العمل في المعبر إلا بعد الإفراج عن المختطفين.
ولم تفضِ اتصالات مكثفة أجريت مع الأطراف المصرية الرسمية كافة عن جديد باتجاه إعادة فتح المعبر.
وقال محمود ماضي العالق في الجانب المصري إنه يقيم مع والده في الليل لدى أقربائهم في الشيخ زويد وفي ساعات النهار يصطف ضمن المئات أمام بوابة معبر رفح المصري.
وأوضح ماضي في تصريحات لصحيفة "الرسالة" المحلية أن والده أجرى عملية جراحية في ظهره ولا يقوى على الحركة، وكثير من العالقين أوضاعهم صعبه خصوصًا الأطفال.
وقال: "تزداد المعاناة مع مرور الوقت.. حولي سيدات وأطفال وطاعنون في السن.. الجميع لديه أوجاع ويترقب لحظة فتح المعبر".
وكتب الباحث والمحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر العالق أمام المعبر أيضًا على صفحته عبر صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يقول "إذا الفلسطينيون سئلوا: بأي ذنب حجزوا في مصر، ومنعوا من دخول بلدهم في غزة".
وقدّر مسئول في هيئة المعابر والحدود في غزة عدد العالقين في الجانب المصري بحوالي 2500 عالق.
وأوضح المسؤول نفسه لـ"الرسالة " أن هؤلاء يعيشون أوضاعًا قاسية ومؤلمة في العراء أمام بوابة المعبر المصري في ساعات النهار، بينما يقيمون لدى أقربائهم في مدينة العريش في ساعات الليل.
وفي الجانب الفلسطيني من المعبر انفضّ المسافرون من أمام البوابة الرئيسة ظهر اليوم وكثير منهم بدت على ملامحه الغضب والانفعال.
وتجول صحافيون في أرجاء المعبر ووصلوا إلى البوابة السوداء الفاصلة مع الجانب المصري المغلقة بالأصفاد.
وقال مغترب لم يزر غزة منذ عقد ونصف من الزمن "ما يحصل هنا مهزلة بكل معني الكلمة .. كيف يغلق منذ لمليون ونصف المليون إنسان بقرار من أفراد؟!".
واعتبر عبد الواحد النجيلي في العقد الخامس من العمر إغلاق المعبر بأنه عقاب جماعي للشعب الفلسطيني وقال متسائلاً "لماذا يعاقب الفلسطينيون على جرائم الآخرين؟".
والنجيلي يطمح بالسفر إلى مصر لتلقى العلاج خصوصاً أنه يعاني من عدة أمراض ويتوافد على المعبر لليوم الثالث على التوالي دون جدوى.     
ويعد معبر رفح المنفذ البري الوحيد على العالم الخارجي لقطاع غزة.
وكان اللواء سيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء أعلن في وقت سابق أنه جرى اتخاذ عدة إجراءات لاحتواء أزمة تكدس الفلسطينيين على بوابة معبر رفح البري؛ بسبب إغلاقه لليوم الثالث على التوالي.
وقال حرحور: "إن هناك تنسيقٌ مع إدارة المعبر لعمل خيمة كبيرة أمام الميناء لإقامة الفلسطينيين بها، ووعدٌ بتوفير جميع مستلزمات واحتياجات العالقين الفلسطينيين وتوفير أوجه الرعاية الإنسانية والأمنية لهم".
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن حرحور تكفّل بسد احتياجات أي فلسطيني تنفد نقوده.
وحظي معبر رفح بتسهيلات مصرية واسعة في حركة السفر بعد ثورة 25 يناير 2011 في مصر، أتاحت تنقل مئات المسافرين بصورة يومية، بعد أن كان يتعرض إلى إغلاقات متكررة منذ بدء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
من جهته أكد مصدر أمني مصري أن معبر "رفح" البرى سيبقى مغلقًا في وجه تنقل المسافرين الفلسطينيين لعدة أيام أخرى، موضحا أن "الأوضاع في سيناء خطيرة جدًا، وإغلاق المعبر كان نتيجة للأحداث الأخيرة التي شهدتها سيناء عقب اختطاف 7 جنود مصريين".
وأضاف المصدر الأمنى أن "مصر تنظر إلى معبر رفح بأنه شريان حياة أهل غزة، فى ظل الحصار (الإسرائيلى) المفروض عليه، وحتى اللحظة لا توجد أى أدلة قاطعة لعلاقة غزة بعملية اختطاف الجنود المصريين"، مشيراً إلى أن مصر تجرى اتصالات مكثفة مع الضباط الذين تسببوا بإغلاق المعبر، لإعادة فتحه من جديد.
وجاء إغلاق المعبر بعد يوم واحد على اختطاف مسلحين مجهولين سبعة من الجنود المصريين فى سيناء، عقب قيام عدة أفراد من الشرطة بمنع وصول العاملين فيه من المصريين الوصول لأداء عملهم بالمعبر، مؤكدين أنهم لن يعيدوا فتح معبر رفح أمام حركة المسافرين الفلسطينيين إلا إذا أفرج عن زملائهم المختطفين، ضمن سبعة جنود.
من ناحيته، أكد القيادي فى حركة حماس الدكتور صلاح البردويل، أن استمرار إغلاق معبر رفح، هو محاولة لـ"زج" القطاع، فى المشاكل المصرية، مستنكرًا الاتهامات لحماس بأنها تأوى "الفارين والخارجين على القانون فى شبه جزيرة سيناء المصرية".
وأوضح البردويل أن الاتصالات تجرى على قدم وساق مع المسئولين المصريين وجهاز المخابرات المصرية، مشددًا على أن أزمة المعبر "في طريقها للحل"، وعبر عن أمله بألا تأخذ هذه الأزمة وقتًا أطول.