بقايا سيارة مفخخة في العراق "من الأرشيف"
بغداد ـ جعفر النصراوي
قتل 33شخصا واصيب 124 آخرون بجروح الاحد ، اثر تفجير 11 سيارة مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة العراقية بغداد، فيما اعتبرها رئيس الحكومة نوري المالكي بانها تحريضية، ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بانها تحض على الكراهية وتهدف الى شق الصف الوطني ، وزعيم صحوة الانبار
بانها عقوبة لابناء التيار الصدري على مواقفهم من التظاهرات في المناطق الغربية وطالب وكيل وزارة الداخلية بالاستقاله.
واوضح مصدر في مركز قيادة العمليات في وزارة الداخلية العراقية لـ"العرب اليوم" ان اربع سيارات انفجرت في مدينة الصدر شرقي بغداد، وثلاث سيارات بمنطقة الحسينية شمالي شرق بغداد، وسيارة في حي الأمين الثانية بمنطقة بغداد الجديدة، ، واخرى بمنطقة الكرادة وسط بغداد، اضافة الى سيارة انفجرت بمنطقة المعامل شرقي بغداد.
ووصف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بيان صدر عن مكتبه وتلقى "العرب اليوم" نسخه منه ان التفجيرات التي شهدتها العاصمة "تطبيقا عمليا لدعوات التحريض والكراهية والأصوات الطائفية" التي تطلقها بعض الجهات، داعيا الجميع إلى التحرك لإيقاف "موجة التحريض الطائفي" التي تدعمها أطراف سياسية داخلية وخارجية، فيما طالب القوات الامنية "بعدم التواني بضرب الإرهاب والمحرضين عليه.
كما دان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي التفجيرات وردها الى محاولة "لشق الصف الوطني وتمزيق النسيج الاجتماعي"، فيما طالب الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية للمواطنين.
وطالب اسامة النجيفي في بيان صدر عن مكتبه وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه الأجهزة الامنية بـ"اتخاذ كل ما يلزم للحد من تكرار هذه الأعمال وبذل أقصى الجهود من اجل حماية المواطنين"، معربا عن "حزنه بإستشهاد مواطنين أبرياء جراء هذه الأعمال الشنيعة والوحشية"، متمنيا في الوقت ذاته "الشفاء العاجل للجرحى والرحمة والمغفرة للشهداء".
من جانبه دان زعيم القائمة العراقية اياد علاوي ، التفجيرات وردها بدوره الى محاولة "لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية" بين أبناء البلاد، فيما دعا القوات الأمنية إلى إتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار أعمال العنف عن "حزنه العميق لاستشهاد مواطنين أبرياء جراء هذه الأعمال الوحشية"، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى وللشهداء الرحمة والمغفرة".
ودعا زعيم القائمة العراقية الأجهزة الأمنية إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تكرار أعمال العنف التي تزهق أرواح المواطنين الأبرياء".
وفي اتهام لافت حمل رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد أبو ريشة الحكومة العراقية ووكيل وزارة الداخلية الاقدم عدنان الاسدي المسؤولية عن التفجيرات واتهمهما بـ"الثأر" من التيار الصدري والشيعة المؤيدين للتظاهرات في المناطق الغربية والشمالية، مطالبا بـ"تنحية الأسدي".
وقال أبو ريشة في تصريح لـ"العرب اليوم" ان "الاستنكار والاستهجان بات لغة الضعفاء، فمتى يكون لنا امن كباقي الدول"، وأضاف أن "مليارات الدولارات صرفت على الأمن وليس هناك نتيجة"، عادًّ أن "الخلل هو في الحكومة".
وتابع أبو ريشة أننا "لا نملك إلا ان نعزي إخواننا من أهالي الضحايا وحاضرون بالدم والأرواح للوقوف بجنبهم، معتبرا تفجيرات اليوم امتدادا للمسلسل السياسي، كي تتوجه التهمة إلى الطرف الآخر.
واكد ابو ريشة، "اننا واخواننا الشيعة واعون لما تعمله الحكومة"، وتساءل "كيف دخلت المفخخات الى بغداد والحكومة تفرض طوقا امنيا منذ خمسين يوما "، معتبرا أن "ما حدث اليوم هو ثأر من التيار الصدري لأنه وقف مع أبناء شعبه، والكل يعرف من المستفيد من هذا الفعل".
واوضح ابو ريشة أن "استهداف هذه المناطق لأنها شيعية، يأتي مقصوداً بعد التقارب الكبير في الرؤى بين سكان بغداد مع أخوانهم في الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وديالى، وهو الأمر الذي أشعر الحكومة بعدم الارتياح والانزعاج لهذا التقارب بشكل جعلها تتخبط وتحاول صرف الأنظار عن جوهر الأزمة الحالية، ومن أجل شق الصفوف وضرب اللحمة الوطنية".
وحمل ابو ريشة "وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي واتباعه المسؤولية الكاملة عن التفجيرات"، وشدد بالقول "عليه ان يخرج من الداخلية ليتم تعيين وزير جديد قادر على حفظ الامن ولديه خبرة امنية".
الجدير بالذكر ان عدنان الاسدي يتولى منصب الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية منذ اعادة هيكلة الوزارة في العام 2004وهو الرجل الاول فيها والذي يشرف على ادارتها رغم تولي العديد من الشخصيات منصب وزير الداخلية والذي يتولاه وكالة حاليا منذ العام 2010رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
وفي السياق نفسه دعت كتلة الأحرارالتابعة للتيار الصدري في البرلمان وكيل وزير الداخلية الاقدم عدنان الأسدي الى إقالة القادة الأمنيين الذين فشلوا في إدارة الملف الأمني، وعدَّت الإجراءات الأمنية خلال الأسبوع الماضي "خداعا ومحاولة لإرضاء القيادة العليا"، وفي حين حمَّلت "الحزب الحاكم" مسؤولية كل خرق يحصل بسبب اصراره على البقاء على سدة الحكم، أكدت زعيم حركة حزب الله في العراق ليس "روزخونا" ليتنبأ بالتفجيرات.
وقال النائب عن كتلة الأحرار جواد الشهيلي ل “العرب اليوم” ان "تفجيرات الاحد حدثت بسبب القيادات الامنية الفاسدة، لان الاجراءات الامنية خلال الاسبوع الماضي تبين انها كانت فاشلة ومخادعة، بل هي محاولة لإرضاء القيادة العليا عنهم وليس لحفظ الأمن كما يدعون".
وطالب الشهيلي الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي بـ"الاسراع بإلقاء القبض على المجرمين منفذي تفجيرات اليوم، بدلا من القائه القبض على حاملي الاعلام العراقية في التظاهرات وإقالة جميع القادة الأمنيين الذين فشلوا في إدارة الملف الأمني".
وحمل الشهيلي، "العملية السياسية الفاشلة تتحمل كل ما حصل من خلل امني في بغداد، بسبب المنهج الذي يتبعه الحزب الحاكم واصراره على البقاء على سدة الحكم لتهميش الشركاء السياسيين".
وتأتي هذه التفجيرات بعد ايام من التحذيرات التي اطلقها الامين العام لحزب الله العراقي واثق البطاط بشان تعرض العاصمة بغداد الى هجمات عنيفة، اذ اكد البطاط في (13 شباط 2013) تلقيه معلومات تفيد بنية تنظيم القاعدة وجيش النقشبندية والجيش الحر بتنفيذ هجمات في بغداد مطلع الاسبوع الحالي، ودعا الحكومة الى فرض حظر للتجوال الاحد، لمنع هذه الهجمات".
من جانبها، أكدت لجنة الامن والدفاع النيابية ان "البطاط ليس روزخونا (قارئ غيب)"، محملة الجهلة من أصحاب الخطب الرنانة التي تدعو للطائفية في المناطق الغربية"، مسؤولية التفجيرات التي حدثت في بغداد.
وقال عضو اللجنة والنائب عن التيار الصدري حاكم الزاملي لـ"العرب اليوم" أن "الإرهابيين يستهدفون دائما الناس البسطاء والكسبة من الفقراء في المناطق الشيعية خصوصا، ولم يستهدفوا السياسيين أو الحكومة أو البرلمان"، مضيفا "هذا امر عجيب، فهل هذه مقاومة أم حرب على الفقراء".
وبشأن التحذيرات التي اطلقها أمين عام حزب الله العراقي واثق البطاط من إمكانية حدوث تفجيرات في بغداد، قال الزاملي ان "البطاط ليس روزخونا (قارئ الغيب او المتنبئ) كي يتوقع حدوث التفجيرات، لان الكل يتوقع ذلك بعد التأجيج والخلافات المستمرة ، فهناك من سيستغل هذا الظرف، وكان يجب على البطاط ان يحدد ويعطي معلومة دقيقة اذا كان وطنيا كما يدعي".
وأضاف الزاملي، ان "هذه التفجيرات والاستهداف المقصود، جاء بسبب الخطب الرنانة والتأجيج الطائفي الواضح منها، الذي شجع على قتل الأبرياء"، مشددا على "ضرورة ردع كل من يؤجج الوضع ويدعو للفتنة بين أبناء الشعب الواحد".
ودعا الزاملي "الخيرين في المناطق الغربية إلى التصدي لكل الجهلة الذين يثيرون نار الفتنة، من خلال الخطب الطائفية والتصريحات والتشجيع والحواضن التي تدعو للعنف، فهناك قتل للمناطق الفقيرة الشيعية وهو امر مرفوض لا يمكن السكوت عنه".
وتابع الزاملي "اننا نعتب على الأجهزة الأمنية التي كان يجب ان تكون حازمة وتضرب بيد من حديد كما قالت كل الإرهابيين والقتلة والمجرمين، وان تكون لديها الإجراءات الكفيلة لحماية المواطنين"، داعيا "من خرج عبر شاشات التلفاز وقال سنضرب بيد من حديد بهدف الدعاية الانتخابية، ان يعمل على ارض الواقع بما تحدث به وان يضرب بشكل حازم وجاد كل من يحاول زعزعة الأمن وزرع الفرقة".
واستطرد الزاملي بالقول أن "المجتمع الدولي هو الآخر يقف عاجز ولا يدين هذا الاستهداف الجائر على المكون الأكبر والذي قدم الكثير من التضحيات، مع أننا ليس مع فكرة التدويل ولا نقبل بتهميش اي طرف، لكن لاحد يقبل بهذا الجور والقتل"، مضيفا "لقد ذهبنا نحن ككتلة أحرار إلى صلاح الدين والموصل وكنا نعول دائما على التهدئة، فليس من المعقول ان نستهدف الآن في المناطق الأكثر تمثيلا لنا بهذا الشكل".
من جهته هاجم الأمين العام لحزب الله العراقي واثق البطاط الحكومة العراقية واجهزتها الامنية بشدة وحملها مسؤولية التفجيرات التي استهدفت العاصمة بغداد، وأكد أن الحكومة لم تستجب للتحذيرات التي اطلقها بشأن هجمات اليوم، واتهمها بالاستخفاف بالدم العراقي