عناصر من الجيش الحكومي السوري
عناصر من الجيش الحكومي السوري
دمشق - جورج الشامي
استطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الجمعة، توثيق خمسة وثمانين قتيلاً بينهم خمسة أطفال وسيدتان، بينما خرجت مظاهرات في مدن وبلدات حاس وبنش وكفرنبل وكلَي وجبل الزاوية، ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية وإسقاط النظام، في حين كثف الجيش السوري الحر من استهداف مطار منغ
العسكري في ريف حلب، مؤكدًا أنه بات يسيطر على مساحات واسعة منه، وفي غضون ذلك ردت دمشق، الجمعة، على اتهام واشنطن لها باستخدام اسلحة كيميائية معتبرة أنه "أكاذيب ومعلومات ملفقة"، في الوقت الذي تمكن "الحر" فيه من السيطرة على تجمع قوات النظام السوري في "مركز الإسكان العسكري" قرب المدخل الشرقي لمدينة إدلب بعد "اشتباكات عنيفة" دامت ثلاثة أيام، وقال الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، الجمعة، إن الحزب الشيعي سيبقى مشاركًا في المعارك إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وسجلت اللجان المحلية مقتل أربعة وعشرين في دمشق وريفها، ثلاثة عشر في حلب، سبعة في الرقة، خمسة في حمص، ثلاثة في درعا، 2 في بانياس، 1 في حماه، 1 في إدلب، و1 في القنيطرة.
وأحصت اللجان 425 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي في 36 نقطة، أربعة صواريخ أرض أرض سقطت على يلدا في ريف دمشق، القنابل العنقودية قصفت سراقب في إدلب، أما القصف الصاروخي فسجل في 142 نقطة، القصف المدفعي سجل في 138 نقطة ، القصف بقذائف الهاون سجل في 104 نقاط في سورية.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في 108 نقاط كان أعنفها إدلب فاستطاع "الحر" تحرير معسكر الإسكان بشكل كامل بعد ضرب الحواجز المحيطة به كافة، وقتل أكثر من 400 عنصر من عناصر النظام في معركة التحرير، كما قصف شبيحة النظام في قريه الفوعة بصواريخ عدة، وأجبر "الحر" دبابات واليات قوات النظام التراجع من معمل القرميد باتحاه مدينه إدلب، في حلب فجر مبنىًا تابع للنظام في حي السويقة بالقرب من مدرسة النجاة، واستهدف تجمعات للنظام بالقرب من معامل الدفاع ومبنى الغاز ودوار شيحان بقذائف الهاون، وقتل عدد من العناصر أثناء محاولتهم التسلل نحو حي سليمان الحلبي، في درعا قصف الحر على اللواء 52 في الحراك بصواريخ عدة، وتصدى لرتل عسكري مؤلف من عدة دبابات كان متجهًا نحو حاجز المشفى الوطني.
وفي دمشق وريفها استهدف "الحر" ثكنة مشارقة بالقرب من حي جوبر، كما قصف "الحر" في القلمون بصاروخ غراد على معسكرات "حزب الله" في الأراضي اللبنانية وحقق إصابات مباشرة، ودمر آليات ومدرعات عدة تابعة لقوات النظام في مدن وبلدات من سورية.
وذكرت شبكة شام أن الجيش الحر أعلن في ريف حلب النفير العام، ودعا الشباب الثائر للانضمام إليه.
في الوقت نفسه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين ينتمون إلى عدة تجمعات تمكنوا من السيطرة على تجمع قوات النظام السوري في "مركز الإسكان العسكري" قرب المدخل الشرقي لمدينة إدلب بعد "اشتباكات عنيفة" دامت ثلاثة أيام.
وجاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الحر سيطرته الكاملة على معسكر الإسكان العسكري في محافظة إدلب شمالي سورية، بحسب المركز الإعلامي السوري، وتزامن ذلك مع تصعيد قوات النظام قصفها لمدينة الرقة شمال البلاد.
وأضاف المرصد أن المعارك شهدت سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف القوات النظامية وخسائر بشرية في صفوف كتائب المعارضة، في حين تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل أكثر من 400 عنصر تابعين لقوات النظام خلال المعارك ذاتها.
وأكد مصدر عسكري في الجيش السوري الحر في وقت سابق، الجمعة، أن الجيش "سيطر على ثلاثة مداخل رئيسية لمحافظة إدلب شمال سورية"، وكان "الجيش الحر" سيطر في السابق على حاجزين عند مداخل المدينة الحدودية مع تركيا.
وفي تطور آخر، ذكر المركز الإعلامي السوري أن "الجيش الحر" سيطر على حاجز الأملس في الرستن في ريف حمص.
وقالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت حي جوبر في دمشق بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
وأضافت أن قصفًا عنيفًا أيضًا شمل مدينة الزبداني في ريف دمشق من جميع الحواجز والنقاط العسكرية المحيطة بالمدينة.
ومن ناحية أخرى، خرجت مظاهرة في حي العسالي جنوب العاصمة السورية دمشق تندد بما سمته تخاذل المجتمع الدولي تجاه دعم الثورة السورية. وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في مدن وبلدات دوما والمليحة وبيت سحم هتف فيها المتظاهرون لنصرة الجيش الحر وطالبوا بوقف الحصار الذي تتعرض له الغوطة الشرقية في ريف دمشق، كما خرجت مظاهرات في مناطق سورية مختلقة في جمعة أطلق عليها الناشطون "المشروع الصفوي تهديد للأمة".
وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في مدن وبلدات حاس وبنش وكفرنبل وكلَي وجبل الزاوية، وقد رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية وإسقاط النظام، وتطالب بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في التهديد الخارجي الذي تتعرض له البلاد.
وفي غضون ذلك ردت دمشق، الجمعة، على اتهام واشنطن لها باستخدام اسلحة كيميائية معتبرة أنه "أكاذيب ومعلومات ملفقة"، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية "أصدر البيت الأبيض الأميركي بيانًا حافلاً بالأكاذيب بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سورية، وذلك بالاستناد إلى معلومات مفبركة سعت إلى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام هذه الأسلحة"ـ وذلك بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
وأضاف أن هذا الاتهام يـأتي "بعد تواتر التقارير التي أكدت امتلاك المجموعات الإرهابية المتطرفة الناشطة في سورية (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) مواد كيميائية قاتلة، والتكنولوجيا اللازمة لإنتاجها، وتهريبها من بعض دول الجوار".
وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، الجمعة، إن الحزب الشيعي سيبقى مشاركًا في المعارك إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة خلال احتفال للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال نصرالله "ما بعد القصير مثل ما قبل القصير. بالنسبة إلينا، لا يتغير شيء"، في إشارة إلى المدينة الإستراتجية وسط سورية، التي استعادتها القوات النظامية و"حزب الله" من أيدي المقاتلين المعارضين في الخامس من حزيران/ يونيو الجاري.
وأضاف "هل تغير المشروع (...) هل تغيرت المعطيات؟ بالعكس هناك اتجاه للإصرار أكثر على المواجهة عند المشروع الآخر (الداعم للمعارضة) وتطوير هذه المواجهة".
وتابع "حيث يجب أن نكون سنكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته، ولا حاجة للتفصيل"، وذلك في الخطاب الذي بثته مباشرة قناة "المنار" التابعة للحزب.
وشدد على أن "التفصيل متروك لحاجات الميدان"، معتبرًا أن النزاع المستمر لأكثر من عامين في سورية هو "حرب كونية"، وأن الدعم الذي قدمه الحزب إلى القوات النظامية السورية "مساهمة مجدية ولو كانت متواضعة".
واعتبر أن ثمة "جبهة مستهدفة من مشروع أميركي إسرائيلي تكفيري يريدون إسقاطها"، في إشارة الى المعارضة السورية التي يتهمها النظام وحلفاؤه بتلقي الدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى مشاركة العديد من المقاتلين الإسلاميين في صفوفها.
ورأى أن البديل من نظام الرئيس الأسد "هو حكم هذه الجماعات (التكفيرية) التي تنحر وتذبح وتقتل"، مشيرًا إلى أنه لو تدخل الحزب في المعارك إلى جانب المعارضة السورية "لكان تدخلنا مباركًا وذكيًا وعظيمًا" من وجهة نظر الأطراف المناهضة للأسد.
وأدت مشاركة الحزب الشيعي في المعارك إلى جانب النظام السوري إلى تصعيد الخطاب السياسي والمذهبي في لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الأسد ومعارضين له، والذي شهد سلسلة من أعمال العنف على خلفية الأزمة المستمرة منذ منتصف آذار/ مارس 2011.
وقررت دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة للمعارضة السورية والتي يعمل فيها الآلاف من اللبنانيين، الإثنين، اتخاذ إجراءات ضد "المنتسبين لـ "حزب الله" في إقاماتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية"، وذلك بعد أسبوع من اعتبارها أن الحزب "منظمة إرهابية".
وأكد نصرالله أن الحزب كان "متحسبًا" لخطوات مماثلة و"لم نفاجأ بها أبدًا".
وشدد على "ألا منتسبين لحزب الله في دول الخليج (...) ولا مشاريع لدينا في الخليج أو غيره".
وأضاف "أنا أقول لكم إسقاط هذا المشروع الخطير جدًا جدًا على أوطاننا وعلى مقدساتنا وعلى شعوبنا، هو أضخم بكثير من أي تضحيات يجب أن تقدم، ويجب أن نتحمل هذه التضحيات وهذه التبعات".
وحذر نصرالله من أنه "إذا ظن أحد أن وضعنا على لوائح الارهاب وتهديدنا باللبنانيين (العاملين في الخليج) وأي شكل من أشكال الاعتداء في الداخل والخارج، فهو مشتبه. أقول لكم (إن ذلك) يزيدنا قناعة بأن موقنا صح (صحيح) ومسارنا صح وموقعنا صح".