الحدود الاسرائيلية مع الجولان السوري المحتل
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
هددت إسرائيل بالتدخل في الصراع الدائر الآن في سورية، وقالت إنها قد تتدخل لتمنع سقوط الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة في أيدي الجماعات الإسلامية المسلحة. وأشارت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إن وجود المزيد من المليشيات المسلحة بأسلحة ثقيلة على حدود
إسرائيل قد يضطرها إلى إعادة النظر في موقفها الأمني".
وأعرب نتنياهو في المقابلة التي أجرتها معه "بي بي سي"، الخميس، عن قلقه من احتمال سقوط تلك الأسلحة التي قد تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط في أيدي الإرهابيين، وأضاف "نحن دائمًا نحتفظ بحقنا في التصرف لمنع حدوث ذلك".
وتابع نيتانياهو قائلاً "نحن لا نسعى للدخول في مواجهة عسكرية ولكننا على استعداد للدفاع عن أنفسنا إذا ما دعت الحاجة، وأعتقد أن الناس تدرك أن ما أقوله جاد ومدروس.
يذكر أن إسرائيل تبدو أكثر تحفظًا وحذرًا من حلفائها في الغرب في التعامل مع الثورات العربية بصفة عامة، والصراع في سورية بصفة خاصة.
وعلى الرغم من تشدد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد إزاء إسرائيل إلا أنه حافظ على السلام معها على الحدود، بما في ذلك مرتفعات الجولان المحتلة.
ويشير نتنياهو إلى تخوفه من حمل أفراد المقاومة السورية لصواريخ مضادة للطائرات، وتخوفه من احتمالات قيام الجماعات المرتبطة بتنظيم "القاعدة" بالاستيلاء على الأسلحة الكيميائية في حال سقوط النظام السوري.
ويعتقد بأن إسرائيل تعكف الآن على وضع خططها لتأمين حماية مخزون الأسلحة الكيميائية السورية إذا دعت الضرورة لذلك.
وعلى الرغم من تحذيراته إلا أن الدول العربية الخليجية التي يدعمها الغرب قد زادت من إمداد قوات المقاومة السورية بالأسلحة على مدى الأشهر الأخيرة ، كما شوهد بعض الأسلحة التي أرسلتها السعودية في أيدي قوات جبهة "النصرة"، التي أعلنت ولائها لتنظيم "القاعدة".
وذكرت تقارير صحافية أن الولايات المتحدة تشارك في توصيل تلك الأسلحة إلى جماعات تنتمي إلى إئتلاف المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب، ولكنها في الوقت نفسه تقاتل إلى جانب الجماعات الإسلامية المتطرفة داخل سورية.
وينتظر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ وعدد من القوى الغربية التي تدعم المعارضة في سورية زعماء ائتلاف المعارضة السوري في تركيا مع نهاية هذا الأسبوع، على أمل استكمال تفاصيل تقديم دفعة قوية لمساندة المقاومة السورية.
وكانت أميركا وعدت بتقديم مساعدات بقيمة 200 مليون دولار في صورة معدات غير قتالية شريطة أن تقوم المعارضة بتوحيد صفوفها والالتزام صراحة بمعارضة التطرف.
يذكر أن المعارضة السورية تعاني من انقسامات حادة، وكان آخرها بشأن انتخاب رئيس الوزراء غسان هيتو لقيادة حكومة المقاومة الانتقالية، ويعارض ممثلو الأقليات الطائفية والعلمانيين ارتباط غسان هيتو بعلاقات مع "الإخوان المسلمين"، إلا أن تلك الانقسامات لن تمنع الإعلان، نهاية هذا الأسبوع، عن المساعدات الجديدة التي تعتزم أميركا تقديمها.