الجزائر ـ خالد علواش شددت زعيمة حزب العمال لويزة حنون على ضرورة توحيد الصف وتعبئة الشعب لحماية السيادة الوطنية من أية أطماع أو تدخل خارجي يستهدف وحدة وأمن البلاد، معتبرة أن ما يحدث في الوطن العربي على أعقاب ما سمي "ربيعا عربيا" هو رفض الشعوب لحكم الإسلاميين المدعمين من أميركا وحلفائها، فيما دعت قيادات في "الحركة الإسلامية" الجزائرية "إخوان" مصر إلى تجنب الردّ بالعنف على الاستفزازات والاعتقالات التي طالت قياداتها، مؤكدة أن أطرافا أجنبية تريد إدخال مصر في حرب أهلية شبيهة بتلك التي وقعت في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، وفي الوقت الذي أشادت فيه خبرة "إخوان" مصر في تسيير أزمات عصيبة شددت على ضرورة التحلي بالفطنة والرد سلميًا على الانقلاب.
   ووجهت حنون السبت في الجزائر العاصمة، نداء إلى الأحزاب السياسية والمجتمع المدني للمساهمة في التعبئة الشعبية لحماية السيادة الوطنية من "الأطماع والتدخلات الأجنبية"، مشددة على خطورة أي "تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر سواء تعلق الأمر بمسائل سياسية أو اقتصادية أو أمنية".
    وعرجت زعيمة العمال إلى خطورة ما يحدث في الوطن العربي، مؤكدة أن ما يحدث في مصر وتونس هو "دليل على رفض الشعوب العربية للتيارات الإسلامية المدعمة من قبل أميركا وحلفائها"، معتبرة أن "زرع الخراب في مصر يخدم الأطماع التوسعية الأجنبية في العالم العربي".
   وأشادت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، السبت في الجزائر العاصمة، بالدور الكبير الذي أدته المرأة الجزائرية عبر مختلف الحقب التاريخية التي مرّت بها الجزائر، واصفة إياه بـ"الدور الريادي" خلال ثورة التحرير وثورة تشييد وبناء الجزائر المستقبلة، داعية المرأة الجزائرية إلى خوض كلّ المجالات لدعم البناء وتشييد الديمقراطية.
   وأكدت حنون في لقائها بمناضلات حزب العمال السبت أن "المرأة الجزائرية لعبت أيضا دورا مهما في ترسيخ قواعد الديمقراطية منذ بداية التعددية الحزبية في الجزائر"، منوّهة بقدرة المرأة على فرض وجودها في القطاعات ومجالات الحياة كافة رغم "استمرار وجود الممارسات والذهنيات التي تقف كعقبة أمام مساهمتها في العمل السياسي ووصولها إلى دائرة صنع القرار".
    وفي هذا الصدد نددت زعيمة حزب العمال باستمرار تطبيق قانون الأسرة الصادر في 1984 رغم كونه "لا يتمشى" ومتطلبات المرأة والعائلة والمجتمع الجزائري، وعن نشاط حزبها طالبت بمشاركة قوية للمرأة من أجل إنجاح المؤتمر الثامن لحزب العمال المزمع عقده قبل نهاية السنة مذكرة في ذات السياق بتمسك تشكيلتها السياسية بمبدأ المساواة بين النساء والرجال في العمل السياسي ورفضها لنظام النسب (المحاصصة).
 ودعت قيادات في "الحركة الإسلامية" الجزائرية "إخوان" مصر إلى تجنب الردّ بالعنف على الاستفزازات والاعتقالات التي طالت قياداتها، مؤكدة أن أطرافا أجنبية تريد إدخال مصر في حرب أهلية شبيهة بتلك التي وقعت في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، وفي الوقت الذي أشادت فيه خبرة "إخوان" مصر في تسيير أزمات عصيبة شددت على ضرورة التحلي بالفطنة والرد سلميًا على الانقلاب.
 واستبعد زعيم "الإخوان" في الجزائر الدكتور عبد الرزاق مقري ، السبت، أن يلجأ "إخوان" مصر إلى حمل السلاح بعد الانقلاب على شرعية الرئيس محمد مرسي، مؤكدًا أن الاستفزازات تبقى متواصلة لإخراج "الإخوان" عن سلميتهم، مشيدًا في ذات الوقت إلى خبرة "الإخوان" في مثل هذه الظروف محملا عسكر مصر مسؤولية أي انزلاقات في البلاد.
وكانت قد شهدت الجزائر العاصمة عقب صلاة الجمعة خروج جموع غفيرة من الإسلاميين المنضوية تحت "جبهة الصحوة الحرة" التي يقودها السلفي عبد الفتاح حمداش زراوي، وحضر علي بلحاج الرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" –الحزب المنحل- المسيرة التي انطلقت من مسجد العهد نحو السفارة المصرية، مرددين شعارات منددة بالانقلاب العسكري على مرسي.
وردد المتظاهرون هتافات تستنكر استحواذ المؤسسة العسكرية على مصر كـ"يسقط يسقط حكم العسكر" و"سلمية سلمية دعما للشرعية"، إلا أنّ القوّات الأمنية حالت دون وصولها إلى السفارة المصرية، وقامت باعتقال العشرات من ضمنهم علي بن حاج وعبد الفتّاح حمداش زراوي.
فيما اعتبر القيادي البارز في الحزب المحظور الهاشمي سحنوني ، في حديث صحافي السبت، "إن ما يحدث في مصر شبيه بما حدث في الجزائر "وهو انقلاب على الشرعية الدستورية"، مؤكدا أن مرسي هو رئيس الجمهورية المدني المنتخب الأول بديمقراطية من أغلبية الشعب المصري"، مضيفا أن "ما دبّر لـ"الإخوان" كان مبيتا منذ زمن"، ودعا "إخوان" مصر إلى الردّ السلمي وقطع الطريق على أصحاب الفتن الذي يخططون لإدراج مصر في حرب أهلية.
وطالب رئيس حزب أنصار الجزائر قيد التأسيس سعيد مرسي ، "الإخوان" في مصر أن يحافظوا على المسار السلمي، إلا أنّه اعتبر أنّ انجرار البلاد إلى العنف واقع لا محالة، وكل ذلك بسبب ما قام به الجيش، وفي رده على سؤال عما صرح به راشد الغنوشي بأن مرسي سيعود للحكم، قائلا "أنه يستبعد أن يسمح لمرسي بالعودة إلى حكم مصر.
وأكد رئيس جبهة" العدالة والتنمية" الشيخ عبد الله جاب الله "إن الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، يعبر عن إرادة بالعودة بالبلد إلى مربع ما قبل ثورة 25 كانون الثاني /يناير"، ووصف ما تم بـ"انقلاب عسكري بالتحالف بين الجيش والعلمانيين"، مهاجمًا التيار العلماني في مصر، قائلا "إن جرم العلمانيين في حق الأمة كبير، وهم أخطر أبناء الأمة على الأمة، وعامل هدم وفساد".
وأضاف في لقاء "مجلس الشورى" الجمعة في العاصمة، "إن الانقلاب على الديمقراطية كان بتحالف العلمانيين والعسكر"، مؤكدا أن هذا السيناريو شبيه جدًا بما حدث في الجزائر عام 1992 حين تدخل الجيش بتأييد من قوى سياسية من التيار الديمقراطي لإيقاف المسار الانتخابي ومنع "جبهة الإنقاذ" المحظورة من الوصول إلى سدة الحكم.
وأوضح الأمين العام لحركة "النهضة" الجزائرية فاتح ربيعي في كلمته خلال اجتماع مجموعة أحزاب الدفاع عن الذاكرة والسيادة الوطنية، مساء الجمعة، أن "التجربة الديمقراطية في مصر  تتعرض  لعملية إجهاض ممنهجة، بتحالف فلول النظام السابق مع أطراف داخلية، وقوى إقليمية وعربية تنظر إلى التجربة بعين الريبة، كونها تهدد مصالحها غير المشروعة في مصر والمنطقة العربية"
ووصف فاتح ربيعي، أن ما يحدث في مصر "انقلاب عسكري بالمعايير كلها"، مشددا على خطورة إجهاض ممنهج للتجربة الديمقراطية التي منحت مصر أول رئيس جمهورية مدني منتخب بديمقراطية.