القدس المحتلة،رام الله ـ ناصر الأسعد/ نهاد الطويل عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، اجتماعًا مطولاً في القدس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للتباحث في عملية السلام في الشرق الأوسط، فيما تتصدر قضية الأسرى الفلسطينيين القدامى، بالإضافة إلى الملف الأمني في الضفة الغربية المحتلة، "أوراق الضغط" والأولويات الحقيقية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك للبدء في مفاوضات مباشرة لم يحدد زمانها أو مكانها بعد، في ظل جولة جديدة للمبعوث الأميركي.
وعلق مسؤول أميركي على لقاء نتنياهو وكيري بالقول، "لقد أجريا محادثات بناءة معمقة وشاملة بشأن أهمية تحريك عملية السلام، وكرر كيري التزامه الحازم وتصميمه على العمل مع جميع الأطراف من أجل إقامة الدولتين".
واستبعد وزير السياحة الإسرائيلي عوزي لانداو، عبر حديثه إلى إذاعة جيش الاحتلال، عقد لقاء إسرائيلي فلسطيني قريب، وذلك في أعقاب لقاء نتنياهو وزير الخارجية الأميركي، مضيفًا أنه "يأمل بأن ينجح كيري في مهمته"، لكنه اشترط استئناف الاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين بتراجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن مطالبه المتمثلة بالاعتراف بحدود 1967 كأساس للمفاوضات ووقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى".
وقال لانداو، "يطلبون منا الالتزام بخطوط العام 1967، ويطلبون الإعلان عن شرق القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وإذا كانت هذه هي مقاييس المفاوضات فلماذا علينا الدخول إليها أصلاً؟ فهذه مقاييس نهاية المفاوضات"، فيما كرر الادعاءات الإسرائيلية بأن "الجانب الفلسطيني ينوي الانسحاب من المفاوضات، في حال استئنافها، بعد وقت قصير من بدئها وتحميل إسرائيل مسؤولية فشلها".
وتتحدث المصادر المحلية الفلسطينية والإسرائيلية، عن حدوث خرق في حائط المفاوضات من خلال محادثات ولقاءات سرية قبل أسابيع عدة، وسط أنباء عن احتمال عقد صفقة للإفراج عن مجموعة من الأسرى من دون تحديد مواعيد أو أعداد لهم.
ويؤكد رئيس "الرابطة العربية للأسرى والمحررين" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 منير منصور، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن القيادة الفلسطينية تصر على موقفها القاضي بإطلاق سراح الأسرى القدامى، الذين تم اعتقالهم قبل اتفاق أوسلو عام 1993، كشرط لاستئناف المفاوضات المتعثرة منذ سنوات، ويدور الحديث هنا عن إطلاق 107 أسرى معتقلين في سجون الاحتلال منذ ما قبل أوسلو، من بينهم 14 من أسرى الـ48، وذلك كشرط أساسي ورئيس وليس مجرد مطلب، لدخول المفاوضات.
وكشف رئيس "الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى" أمين شومان، في تصريحات صحافية الجمعة، عن وجود مفاوضات سرية تدور في هذه الأوقات داخل اجتماعات سياسية، للإفراج عن الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو، والبالغ عددهم 107 أسرى كشرط للعودة إلى المفاوضات.
وأعرب شومان عن تشاؤمه، قائلاً  "إنه لا يعول على هذه الاجتماعات والأحاديث، لأن إسرائيل لا تلتزم بأي عهود أو مواثيق ما لم تكن هناك ضغوط قوية تجبرها على الالتزام بها، على الرغم من أن وجود الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الإسرائيلية أصلاً يخالف كل القوانين والأعراف الدولية والاتفاقات الموقعة".
ويرى مراقبون، أن الترتيبات الأمنية تعتبر معيقًا أخر، باعتبارها المطلب الإسرائيلي الرئيس في المفاوضات، وفي حال تحققت هذه الترتيبات سيكون مستعدًا لاتخاذ خطوات جوهرية في ما يتعلق بالموضوع الجغرافي، وتتمثل المطالب الإسرائيلية في هذا الصدد بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، والحفاظ على وجود عسكري طويل المدى على طول نهر الأردن، حتى وإن خرجت المنطقة من تحت السيادة الإسرائيلية.
يُشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد وصل مساء الخميس، إلى إسرائيل، قادمًا من عمّان، في إطار جولة خامسة لتحريك عملية التسوية المتعثرة منذ سنوات، حيث التقى كيري في وقت سابق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وبحث معه في ملفات عدة ولا سيما القضية الفلسطينية، فيما سيلتقي كيري الجمعة في العاصمة الأردنية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وذلك قبل أن يعود مساء السبت إلى إسرائيل، للاجتماع مجددًا مع نتنياهو .
وتصر القيادة الفلسطينية على ضرورة وقف إسرائيل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، والقبول بمبدأ حل الدولتين على حدود 1967، والإفراج عن الأسرى القدامى قبيل العودة إلى طاولة المفاوضات.