السفير الفلسطيني أحمد صبيح
رام الله – نهاد الطويل
استقرأت "العرب اليوم" الارتياح الذي أبدته أوساط فلسطينية بعد تراجع السلطات المغربية عن قرارها بطرد السفير الفلسطيني لديها أحمد صبيح، وذلك في أعقاب تقارير رفعت إلى جهات عليا في المغرب عن ملاحظات أبداها السفير صبيح أمام مسؤولين مغاربة بشأن أهمية تفعيل لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس.
وذلك على الرغم من عدم صدور بيان أو تعليق من قبل الخارجية الفلسطينية في رام الله عن الحادثة، لكنها باتت على قناعة تامة مفادها بأن ممثلها في المغرب أصبح في موقف "السفير غير المرغوب فيه".
ويرى مراقبون أن حادثة الطرد كادت أن توقع أزمة دوبلوماسية بين الرباط والسلطة الفلسطينية في رام الله، فيما سارع وزير الخارجية الفلسطينية الدكتور رياض المالكي إلى إجراء اتصالات فورية ومستمرة على أعلى مستويات من أجل إيجاد حل ومخرج من شأنه أن لا يفسد ود العلاقات التاريخية بين البلدين.
فيما توصل الطرفان إلى تسوية "ودية" قادت إلى عودة السفير مؤقتاً حتى انتهاء مهمته التي لم يتبق على ولايتها سوى شهر واحد.
وتقول المصادر إنه ورغم طلب السفير صبيح تمديد فترة ولايته لعام آخر إلا أن طلبه لن يوافق عليه.
ولم تشهد العلاقات المغربية الفلسطينية مثل هذا القرار الذي تصفه الأوساط الفلسطينية بـ"النقطة السوداء" في تاريخ الدبلوماسية الفلسطينية وذلك حتى في أسوأ مراحل أزماتها.
وتأتي حادثة طرد السفير الفلسطيني مع انتقادات القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان لدور الملك محمد السادس على رأس لجنة القدس، وهو ما فسرته الرباط بأنه من وحي الحرب غير المعلنة بين الرباط والدوحة على رئاسة هذه اللجنة، وربطت ذلك بالتأثير الكبير الذي باتت تمارسه دولة قطر على جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، وهو ما دفع الرباط إلى شن حملة إعلامية واسعة لإبراز دور الملك كرئيس للجنة القدس، وإبراز دور بيت "مال القدس" في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس.
وكانت تقارير صحافية عدة تحدثت عن تجميد نشاط لجنة القدس التي لم تعقد أي اجتماع لها منذ 12 عاماً، وهو ما حذا بدولة قطر رئيس القمة العربية حالياً إلى إبداء رغبتها في تولي رئاسة هذه اللجنة لتنشيط دورها خلال انعقاد القمة العربية الأخيرة في الدوحة مما أدى إلى توتر في العلاقات المغربية القطرية مازالت تداعياته تنعكس سلباً على البلدين. وأمام تمسك الرباط برئاسة لجنة القدس بادرت الدوحة إلى خلق صندوق بـ 500 مليون دولار خلال القمة العربية الأخيرة لدعم القدس وهو ما رآى فيه المغرب منافسة للصندوق المغربي "بيت مال القدس"، الذي يواكب آداءه العديد من الانتقادات بخصوص صرف أمواله التي تنفق على ندوات ومؤتمرات تعيد إنتاج الأدبيات نفسها أو على سفريات كبار أطره ومديره، المدغري العلوي الوزير السابق للأوقاف والشؤون الإسلامية لمدة 18 عاماً في عهد الملك الرحل.
ويرى مراقبون أن قرار السلطات المغربية القاضي بالتراجع عن طرد السفير الفلسطيني مؤقتاً، من شأنه أن يكون على صلة بين تصريحات القيادي في حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر،عصام العريان ، وذلك في اتجاه احتواء تداعيات الأزمة قبل أن تتخذ أبعاداً أخرى يصعب التعامل معها.