تونس ـ أزهار الجربوعي استدعى قاضي التحقيق التونسي،  رئيس الحكومة التونسية، علي العريض للاستماع إلى شهادته في قضية مقتل المعارض اليساري شكري بلعيد الذي اغتيل في 6 شباط/ فبراير الماضي، وتعد هذه المرة الثانية التي يُستدعى فيها العريض، حيث إنه لم يحضر في المرة الأولى جاء ذلك في الوقت الذي أحيا فيه الآلاف من  أنصار "الجبهة الشعبية" وحزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد"، السبت، ذكرى أربعينية اغتيال زعيمه بلعيد في حين وعدت أرملته بسمة الخلفاوي بالاعتذار إلى حركة "النهضة الإسلامية" الحاكمة حال أثبت التحقيقات براءتها من دم زوجها، ومن المتوقع أن تقدم هيئة الدفاع  في قضية بلعيد، تقريرًا إلى قاضي التحقيق المتعهد بالملف، تطالب فيه بسماع شهادات سياسيين وأمنيين ترى أنها غاية في الأهمية. ونظم أنصار بلعيد مسيرة ضخمة انطلاقا من مقبرة "الجلاز" التي دفن فيها، وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، رافعين شعارات مناهضة لحزب "حركة النهضة الإسلامي" الحاكم، ووصفت زعيمه راشد الغنوشي بـ"السفاح"، فيما طالب آخرون بالكشف عن قتلة شكري بلعيد. كما أقيم موكب تأبين أمام منزل شكري بلعيد، بحضور عائلــته وأعضاء ائتلاف "اﻟﺠﺒﮭﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ" المعارض وﺣﺰب "اﻟﻮطﻨﯿﯿﻦ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﯿﻦ"، فضلا عن ممثلين عن المجتمع اﻟﻤﺪﻧﻲ وفي مقدمتهم "اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻮطﻨية ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﯿﻦ" و"اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن"، إضافة إلى المناضلة الفلسطينية، ليلى خالد،التي أكدت  مساندتها لنضال الشعب التونسي . من جهته، أسند مجلس الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين برئاسة المحامين شوقي الطبيب،درع المحامين لعائلة الشهيد شكري بلعيد، وحضر حفل التسليم والد شكري بلعيد وأرملته بسمة الخلفاوي، وسط مشاركة عدة شخصيات سياسية ومدنية.  وأكدت أرملة بلعيد، بسمة الخلفاوي،  أنها ستعتذر لحركة النهضة، إذا ثبت براءتها من التخطيط وإصدار الأوامر لعملية الاغتيال التي تعرض لها زوجها، في حين اتهم القيادي بالحزب "الجمهوري" عصام الشابي وزارة الداخلية بحجب بعض المعطيات المتعلقـــة بقضيـــة اغتيال بلعيـــد عن الرأي العام. ومن المقرر أن تستمر فعاليات إحياء ذكرى بلعيد، الأحد 17 آذار/ مارس 2013،  حيث تقام تظاهرة فنية يحيها عدد من الفنانين والشعراء على رأسهم  مريم تاج "فرقة الحمائم البيض" وأولاد المناجم "البحث الموسيقي" والفنانة لبنى نعمان. وكانت "الجبهة الشعبية" قد أعلنت عن اعتزامها رفع شكوى قضائية ضد رئيس الحكومة، علي العريض و الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون السياسية، نور الدين البحتري،  لأنهما كانا على علم بالتهديدات التي كان يتلقاها الشهيد شكري بلعيد . كما اتهم ائتلاف الجبهة الشعبية رئيس الحكومة الحالي ووزير الداخلية السابق علي العريض، بالتحريض ضد شكري بلعيد في منابر إعلامية و تهيئة مناخ سياسي مشحون للاعتداء عليه واغتياله، محملة المسؤولية الأخلاقية و السياسية لاغتيال شكري بلعيد للحكومة و حزب "حركة النهضة الإسلامي" الحاكم.