مقاتلون في طرابلس اللبنانية
بيروت – جورج شاهين
تجاوزت بعلبك ومحيطها وصولاً إلى عرسال مشاريع التوتر إلى أن انفجرت بعد ظهر الثلاثاء في عبرا بين المسلحين المحيطين بمركز الشيخ السلفي أحمد الأسير ومقاتلي "حزب الله" من "سرايا المقاومة" استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، وسمعت أصوات انفجارات متقطعة ناجمة عن راجمة صواريخ لحزب الله
ألقت صواريخها من منطقة حارة صيدا الشيعية على عبرا السنية المسيحية المختلطة.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" إن الجيش تلقى أوامر صارمة بوقف القتال فوراً ومنع الظهور المسلح بشكل نهائي والسعي إلى تهدئة الأجواء مع القيادات الصيداوية المؤثرة لكن ذلك لم يحل دون تصاعد الاشتباكات وعنفها عصر الثلاثاء.
من جهته تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التطورات مع القادة الأمنيين والوزراء المختصين وقيادة الجيش اللبناني وتبلغت النائب بهية الحريري من الرئيس سليمان أن الجيش اللبناني سيتخذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بإعادة الوضع في صيدا وعبرا إلى طبيعته.
وتابع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الوضع الأمني في مدينة صيدا عبر سلسلة من الاتصالات مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية، وجدد الرئيس ميقاتي "مطالبة الجميع بالحكمة والهدوء في هذه المرحلة العصيبة التي نمر بها والابتعاد عن الانفعالات وردات الفعل التي تنعكس سلبا على الجميع".
وأجرت النائب بهية الحريري اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووضعته في صورة الوضع في مدينة صيدا في ضوء الحوادث التي حصلت الثلاثاء وتمنت عليه إعطاء توجيهاته للجهات المعنية بنشر الجيش والقوى الأمنية في صيدا وجوارها من أجل إعادة الأمن والاستقرار للمدينة وأهلها.
واتصلت الحريري للغاية نفسها بكل من وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور حيث تابعت معهم تطورات الوضع في عبرا وصيدا ودور القوى الأمنية والعسكرية الشرعية في إعادة الهدوء والاستقرار إلى المدينة ومنطقتها.
وفي التفاصيل حيال ما جرى توتر الوضع الأمني في صيدا، بعد ظهر الثلاثاء في محلة القياعة قرب الهلالية، إثر اعتراض مجموعة من الشبان سيارة "فان" تعود إلى شقيق الشيخ أحمد الأسير أمجد الأسير، حيث تمّ تحطيم زجاج نوافذها. وتدخلت وحدات من الجيش على الفور لتطويق الحادث. وفور تلقي أنصار الأسير في مسجد بلال بن رباح النبأ، ونفذوا انتشاراً مسلحاً في المحيط، وسمع إطلاق نار كثيف في منطقة عبرا حيث أقفلت الطرقات كلها باستثناء الطرقات البحرية.
وأفادت المعلومات "بأن اشتباكاً وقع بين أنصار الأسير وسرايا المقاومة، وعنفت حدّته مع عناصر من داخل الشقق التابعة لـ"حزب الله" فيما استقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية إلى المنطقة للتدخل ووقف الاشتباكات. وتم قطع الطريق عند طلعة المحافظ المؤدية إلى عبرا وطريق عبرا مجدليون بمادة المازوت، فيما تحدثت مصادر أمنية عن سقوط قذيفة في منطقة القياعة وإطلاق عدد من الصواريخ من حارة صيدا على عبرا لكنها لم تؤدِ إلى إصابات وأشارت معلومات أخرى لم تؤكدها أي جهة إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى".
وأوضحت "أن أنصار الأسير سيطروا على إحدى الشقق السكنية التابعة لـ"حزب الله" في عبرا والواقعة في بناية الدندشلي وأن الاشتباك ما زال مستمرا قرب الشقة الأخرى في المبنى فيما نفت مصادر "حزب الله" هذا الأمر"، مشيرةً إلى "أن التوتر الشديد يسود صيدا في أعقاب قيام مسلحين بإقفال الطريق في منطقة مكسر العبد، وجابت مجموعة من الشباب في سياراتها المدينة وسط أنباء عن استنفار في صفوف "سرايا المقاومة" في صيدا القديمة وسجّل استنفار في صفوف "حزب الله" في حارة صيدا القريبة من عبرا، حيث قام أصحاب المحال التجارية بإقفالها تحسبا لانتقال الإشكال إلى وسط المدينة".
وقالت تقارير أمنية لـ "العرب اليوم" " إن عناصر من "حزب الله" انتشروا بكثافة في حارة صيدا وبدأت بقصف منطقة عبرا ومحيط مقر الأسير براجمات الصواريخ حيث سقط أولها عند الرابعة والربع وتلته رشقات، فسقطت حتى الرابعة والنصف سبعة صواريخ غراد".
على الأثر أقفلت طريق القياعة – عبرا كما قطعت الطريق على الأوتوستراد الشرقي لمدينة صيدا وتم تحويل السير إلى الطريق البحرية في الاتجاهين. وتحدثت المصادر عن "هجوم شنه مسلحو حزب الله على فيلا الفنان فضل شاكر المجاورة لمركز جامع بلال بن رباح".
وكانت مصادر أمنية قد تلقت شكوى الأسير ظهرا من ملاحقة مجهولين مسلحين يعتقد أنهم من حزب الله لشقيقه الذي اصطدم بجدار في المنطقة قبل أن يتمكن من الفرار إلى أحد المنازل من أصدقائه وقالت مصادر أمنية "إنه ورغم نفي أوساط الأسير فقد أفيد بمقتل شخصين من أنصاره".
إلى ذلك، نفى "حزب الله" استيلاءه على فيلا الفنان المعتزل فضل شاكر عند جادة نبيه بري في صيدا وأعلن "التزامه عدم التقدّم نحو المراكز المقابلة حتى الساعة ، مؤكداً أن أي كلام مخالف لذلك غير صحيح"،.
فيما أفادت المعلومات بظهور مسلّح على الكورنيش البحري في صيدا وفي منطقة الهلالية وسماع إطلاق نار من أسلحة رشاشة.
من جهتها، قالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم" "إن الجيش تلقى أوامر صارمة بوقف القتال فورا ومنع الظهور المسلح والسعي إلى تهدئة الأجواء مع القيادات الصيداوية المؤثرة".
وقالت المصادر "إن المناكفات المتقطعة التي شهدتها المنطقة، والتحديات المتبادلة كان لا بد من أن تنفجر وسط أجواء التحريض والحشد المذهبي، أضف الى ذلك أن شكوى الأسير تعاظمت في الأيام الأخيرة عبر اتهامه مسلحي الحزب بنقل المزيد من الأسلحة إلى مراكزهم في محيط مقره". ولفتت المصادر إلى "أنها طلبت إلى القيادات الصيداوية التحرك لحصر أجواء التوتر ووجهت إنذاراً شديد اللهجة إلى طرفي الصراع وخصوصا بعدما تدهور الوضع في شكل خطير".
وأكدت مصادر الشيخ أحمد الأسير لـ"العرب اليوم" "استمرار الاشتباكات بعد ظهر الثلاثاء مستمرة بشكل عنيف في عبرا بين أنصار الأسير وعناصر من "سرايا المقاومة" تستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة"، ولفتت إلى "أن هذا الاشتباك أتى نتيجة اعتداء ممنهج من قبل "حزب الله" بالتنسيق مع "سرايا المقاومة" على أنصار الأسير بدأ منذ ثلاثة أيام بتكسير محلاتنا وسياراتنا والاعتداء على مناصرينا، واليوم قاموا بتكسير سيارة "فان" تابع لشقيق الأسير واعتدوا على اثنين من عماله بالسلاح وحاولوا قتلهما لكنهما تمكنا من الفرار، ونحن مشتبكون معهم في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا".
وأشارت إلى "أن هناك تعزيزات أمنية للجيش اللبناني، لكن لا اشتباكات معه".